رأس الخيمة: عدنان عكاشة قال الكاتب والباحث الإماراتي نجيب الشامسي، في ثاني أمسيات المقهى الثقافي المصاحب لليالي الدورة العاشرة من معرض رأس الخيمة للكتاب: إن الثقافة العربية تعاني حالياً موتاً سريرياً في حواضرها الكبرى، في حين أن الحاجة ملحة في أيامنا لثقافة نوعية، غير استهلاكية، يتغلب فيها النوع والجودة على الكم، معتبراً أن الثقافة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، كلاهما يؤثران في الآخر سلباً وإيجاباً. وأكد نجيب الشامسي، في محاضرة ألقاها، بعنوان (العمل الثقافي في رأس الخيمة وكيفية تفعيله)، أن الثقافة أساس للتنمية الشاملة في أي مجتمع، ومنطلق لبناء الإنسان وتطويره وتثقيفه، باعتباره محور تحقيق التنمية وغايتها. ورأى الشامسي، أن الثقافة تحتضر في بعض الدول العربية، لما تعانيه من فوضى سياسية وتراجع اقتصادي، كمصر ولبنان وسوريا والعراق، وهي تشكل حواضر الثقافة العربية ومهدها وموطنها، ما أثر في الوضع المجتمعي في تلك الدول الشقيقة، الأمر الذي يدعو إلى تحسين ومعالجة هذا الوضع، عبر تعزيز الفعل الثقافي والاقتصادي فيها. وشدد المحاضر على أن لدولة الإمارات مكانة عالمية رائدة في مجالات مختلفة، ولا بد أن يصاحب ذلك ريادة ثقافية عالمية، تعتمد على التعليم النوعي والابتكار والإبداع والمعرفة. وقال الشامسي، إن رأس الخيمة تمتلك إمكانات ومقومات ثقافية عديدة، مكنتها من تقديم نخبة من رواد الثقافة الأوائل على مستوى الدولة، حيث ظهرت فيها أول دائرة للثقافة والإعلام، والعديد من المراكز والجمعيات الثقافية والمؤسسات الثقافية. كما أشار إلى تميز رأس الخيمة بظهور التعليم النظامي الحديث مبكراً فيها، وأوضح الشامسي، أن التنوع الجغرافي في رأس الخيمة ساهم في تنوع ثقافي استثنائي فيها، وطالب بإنشاء هيئة للثقافة والإعلام في رأس الخيمة تحت مظلة حكومية عليا.
مشاركة :