متابعة: علي نجم حزم الهولندي فريد روتن المدير الفني السابق لفريق الشباب والمقال عقب الخسارة أمام اتحاد كلباء برباعية نظيفة حقائبه يوم أمس، ليغادر عائداً إلى بلاده بعد تجربة لم تعمر في ملاعب الإمارات سوى 6 أشهر. وقبل أن يغادر كان للخليج الرياضي لقاء وداع مع المدرب الذي فتح قلبه وتحدث بصراحة عن الكثير من الأمور التي تتعلق بنادي الشباب وعن تجربته الأولى في منطقة الخليج العربي ودوري الإمارات بالتحديد. وقال روتن: لن أنسى هذه التجربة وهذه الخبرة التي كسبتها من خلال العمل مع نادي الشباب، خاصة أنها المرة الأولى التي أعمل بها في منطقة الخليج، ولا شك أنها تجربة جديدة ومختلفة عن التجارب السابقة التي عملت فيها في أوروبا. وأمل المدرب الهولندي أن يعود مرة جديدة إلى الدوري الإماراتي، وقيادة أحد أندية دوري الخليج العربي، بعدما لمس حجم المتعة والتحدي في المسابقة في كل مباراة. وكشف روتن الأسباب التي أدت إلى إقالته بعد تراجع نتائج الفريق في الأسابيع الأخيرة قائلاً: لقد خاض الفريق فترة إعداد جيدة، ولعبنا بشكل إيجابي في الأسابيع الأولى حين كانت قائمة الفريق مكتملة، رغم أن رود بويمانز وتوماس احتاجا إلى بعض الوقت للتأقلم على أجواء الدوري الجديد عليهما، خاصة أنها تجربتهما الأولى في الملاعب الإماراتية. وتابع قائلاً: بعدها بدأت المشاكل منذ إصابة رود بويمانز في الرأس، وابتعاد مانع محمد عن التشكيل بسبب الإصابة، حيث كان يشكل الأول محطة أساسية في الهجمات وإشغال المدافعين ومنح الزملاء للمساحات، بينما كان الثاني أحد مفاتيح اللعب في تشكيلة الفريق. ومضى يقول: مع غياب المهاجم الصريح، وغياب البديل القادر على تعويض الغياب، تأثر الفريق سلباً، وبلا شك عندما لا تمتلك المهاجم القادر على استغلال الفرص أو مساعدة الزملاء، فإن نتائج الفريق هجومياً تتأثر بالسلب، كما تمنح المنافس الأريحية الدفاعية التي تنعكس سلباً على دفاعك، وهذا ما حصل بالتحديد معنا. ولم يغفل المدرب عن الاعتراف أن السقوط الكبير أمام الجزيرة كانت بداية لنهاية مشواره مع الفريق، وإن كان يتوقع أن يخرج الفريق من دوامة سوء النتائج لو قدر له اللعب بالقائمة الأساسية. وأردف قائلاً: حرصنا على منح الفرصة لبعض اللاعبين الصاعدين، ووجدت نفسي أمام اختبار صعب من أجل الزج بلاعبين صاعدين في غير مراكزهم من أجل تعويض الغيابات وسد الثغرات، وكل هذه العوامل إلى جانب عدم التوفيق في استغلال الفرص أثر بالسلب على النتائج. وأوضح فريد روتن قائلاً: عندما تسوء نتائج الفريق يكون المدرب هو المسؤول الأول، وقد يكون تغيير مجلس إدارة شركة كرة القدم في نادي الشباب قد عجل في قرار الإقالة، باعتبار أن المجلس الجديد لا بد أن يعمل ببصمته وفكره ورؤيته الجديدة. واستطرد قائلاً: كان لدي علاقة قوية جداً، وتفاهم مع المجلس السابق، وأشكرهم على الثقة التي وضعت بي كمدرب للفريق، أدرك أنهم سعوا بقوة للنجاح، لكن في بعض الأوقات الأمور لا تسير كما تشتهي أو تأمل، والآن التغيير حصل، والفريق فاز في المباراة الأخيرة على بني ياس، وسآمل أن يوفق المدرب الجديد في تحقيق النجاحات التي يتطلع إليها مسؤولو النادي. ورفض روتن أن يكون هناك أسباب خفية أثرت على مسيرة العمل مع الشباب، واضعاً كل المسؤولية على لعنة الإصابات والايقافات التي لعبت دوراً في تراجع النتائج، خاصة مع غياب المهاجم الهداف، وإصابة مانع محمد الذي غاب عن الكثير من المباريات التي كان الفريق يحتاج فيها إلى دوره الهجومي أو الدفاعي. وقال: هناك أرقام وإحصاءات تثبت مدى الجهد الذي قمنا به، ومن يتابع الشباب والأداء الذي لعب به أمام كل من الأهلي حامل اللقب وأمام العين المرشح للفوز باللقب وأمام الوصل المنافس على القمة، يدركان الشباب ليس لقمة سائغة أو خصماً سهل المنال، وقد تكون مباراة الجزيرة التي خسرناها بالسبعة هي الأسوأ للفريق خلال فترة عملي. ولم يتوانَ المدرب عن كشف الغصة التي يعانيها، خاصة أنه لن يتسنى له قيادة الشباب في المباراة النهائية لمسابقة كأس الخليج العربي أمام الأهلي، آملاً أن يوفق الفريق في نيل الكأس التي خسرها الموسم الماضي. وحول طموحات الشباب في الوصول إلى لقب دوري الخليج العربي علق المدرب قائلاً: الطموح حق مشروع، والشباب قادر على أن يكون منافساً، لكن نيل اللقب يحتاج إلى مواصفات أخرى، نحن كنا نلعب بشكل جيد وننافس عندما كانت القائمة مكتملة، لكن مع الغيابات تأثر الفريق سلباً، لذا إذا أردت البحث عن الألقاب يجب أن تتعاقد مع لاعبين على مستوى عالٍ من المحليين، وأن يكون لديك قائمة موسعة، وهذه المواصفات يمكن أن تلمسها بوضوح في قائمة كل من الأهلي والجزيرة والعين، وعندما تتأمن هذه المتطلبات يكون عمل المدرب أسهل في الوصول بالفريق إلى منصة التتويج. وأنهى الحوار بتوجيه الشكر إلى سامي القمزي رئيس مجلس الإدارة، وكل من خالد بوحميد ومحمد مطر المري وعبيد هبيطة وجمعة راشد على الدور الذي قام به كل منهم من أجل الوصول إلى النجاح، وإن كان التوفيق لم يحالف الفريق، فإن ذلك لا يقلل من حجم الدور الذي قاموا به ومساندتهم لي كمدرب ومسؤول فني أول عن الشباب.
مشاركة :