المذنّبات جلبت الحياة إلى الأرض

  • 2/1/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد:محمد هاني عطوي أدلة عديدة تتضافر لتعتمد تلك الفرضية، التي تقول إنّ المذنبات هي السبب وراء ظهور الحياة على الأرض، تعززها النتائج، التي توصّل إليها العلماء من خلال المسبار الفضائي روزيتا، الذي اختتم مهمته في 30 من سبتمبر الماضي، فعلى بعد 700 مليون كم من الأرض، تحطّم ذلك المسبار على المذنب تشوري، هذه العملية وضعت حداً وبشيء من المهارة لتلك المهمة التاريخية، التي بدأت في 2004، والتي كانت الأولى التي رافقت مذنباً في رحلته حول الشمس. والواقع أن البيانات التي جمعها المسبار على مدى عامين كانت استثنائية، وأثلجت قلوب الباحثين، لأنها عززت فكرة تقول إنّ المذنبات، قد تكون الحلقة المفقودة لتفسير ظهور الحياة على الأرض. ويقول هيرفي كوتين، عضو الفريق العلمي للمسبار روزيتا، وباحث في مختبر بين الجامعات الخاص بأنظمة الغلاف الجوي في باريس: كل المؤشرات تدل على أنّ الظروف التي كانت سائدة على سطح الأرض الأولى لم تكن مواتية لظهور الجزيئات الحية، وربما يكون جزءاً من هذه المركبات العضوية، جُلب من خارج الأرض عن طريق أجسام فضائية. ويضيف: ربما من الصعب أن يصدق البعض ذلك، ولكن يعتقد علماء المذنبات الغنية بالماء والكربون، أنّ هذه الأجرام قد تكون هي صاحبة الدور الأول في هذا السيناريو، من خلال تحطمها على كوكبنا قبل 4 مليارات سنة، بمعنى أنّها ربما تكون أودعت عن طريق هذا الحدث العناصر الأساسية في تطور الكائنات. للوصول إلى هذه القناعة، أطلقت أكثر من 10 مركبات فضائية منذ 30 عاماً، لتقابل هذه الأجسام المرتحلة عبر النظام الشمسي بدءاً من المسبار الأوروبي جيوتو، الذي اقترب في العام 1986 من المذنب هالي الشهير. ويشير كوتين بوصفه متخصصاً في الكيمياء الفلكية، إلى أنه في ذلك الوقت كان الاعتقاد السائد أنّ هذه الأجرام هي كرات ثلجية بيضاء وبرّاقة، ولكن كانت دهشة للجميع، عندما أدركوا أنها كانت سوداء مثل الفحم، وأن المذنبات مغطاة بطبقة داكنة تتألف من سلسلة من الجزيئات العضوية الغنية بالكربون، لكن المفاجأة الأهم، أنّ هذه الجزيئات المتآلفة فيما بينها، يمكن أن تولد بعض المكونات الأساسية للكائن الحي. السؤال الذي يبقى مطروحاً، هو: من أين أتت هذه الجزيئات العضوية التي عثر عليها على المذنبات؟ يقول برنار مارتي، من مركز البحوث الصخرية والجيوكيميائية في نانسي: أغلب الظن أنها تشكلت في الفضاء، حتى إن بعضها تشكل قبل ولادة الشمس. ويضيف أن العلماء اكتشفوا بالفعل مئات من هذه الجزيئات داخل السدم المنتشرة في الكون، منها واحدة ولدت نظامنا الشمسي، قبل 4.56 مليار سنة، ويقول الباحثون إنّ كل شيء بدأ، عندما انهار السديم البدائي على نفسه، تحت تأثير الجاذبية، وأن جزءاً من المواد التي احتوى عليها، شكّلت الشمس، في حين بدأت بقية المواد بالدوران حول النجم، مشكلة القرص الذي ظهرت منه الكواكب في وقت لاحق.

مشاركة :