أستانا محطة هامة في تسوية الأزمة السورية

  • 2/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت - منال عباس: أكدت قراءة للموقف أعدها باحثون بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وحصلت الراية على نسخة منها أن مؤتمر "أستانا" يعتبر محطةً أخرى من محطات تسوية الأزمة السورية، وعلى الرغم من أنّ روسيا بدَت مهتمةً أكثر من أيّ وقت مضى باجتراح حلّ يُعزّز مكاسبها وموقعها على الساحة السورية، فإنّ عقبات كثيرةً مازالت تعترض الوصول إلى تسوية تنهي الصراع، أبرزها موقف إيران ومعها النظام السوري المعارض لوقف إطلاق النار، وهو موقف يحاول إقناع روسيا بضرورة الحسم العسكري وإمكانيته، وشددوا على أن إيران والنظام السوري يعملان على تجميع المعارضين لهما من محيط دمشق في إدلب (حيث تختلط النصرة بغيرها) آملَين أن تقوم روسيا أو التحالف الدولي بتصفيتهم بحجة عدم شمول الهدنة للإرهابيين. وثمة عوامل أخرى لم يتضح تأثيرها بعد؛ منها ما سيكون عليه موقف إدارة ترامب، وما سوف تسفر عنه حال الاستقطاب بين فصائل المعارضة السورية التي بات لزاماً عليها اتخاذ موقف حاسم تجاه المشاريع التي لا تخدم المشروع الوطني السوري، والتي تضعه في مواجهة مع الموقف الدولي، والتي تطيل من عمر نظام الطغيان. ويبدو أنّه من المهم، في هذه المرحلة تحديدًا، أن تُعيد قوى الشعب السوري الحية (السياسية والأهلية والفصائل المسلحة) تأكيد أنّ أيّ تسوية لا بدّ أن تشمل التخلص من النظام القائم والانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي في سوريا موحدة. فوضوح الموقف وثباته ضروريان في ظل تداخل العوامل الإقليمية والدولية، وتشابكها، وتعدد منصّات الحوار والتفاوض. احترام الهدنة وجاء في قراءة للموقف اعدها باحثو المركز حصلت الراية عليها أنه وبالتوازي مع طرح مسودة الدستور، أقرّ البيان الختامي لاجتماع أستانا إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة احترام الهدنة، تتكون من الدول الضامنة لوقف إطلاق النار، على أن تبدأ عملها في أستانا في مطلع فبراير 2017، وذلك تمهيدًا للانتقال إلى جنيف واستئناف مسيرة الحل السياسي. وقد سجلت الفصائل تحفظها عن مشاركة إيران في هذه الآلية. كما دعا البيان إلى ضرورة التطبيق السريع لكل الخطوات المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254 عام 2015، بما في ذلك وصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين. وشدّد على "وحدة أراضي سوريا كدولة متعددة الأديان والثقافات"، وأكد إصرار مُوقّعي البيان الختامي على قتال جبهة "فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقًا)، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفصلهما عن بقية فصائل المعارضة المسلحة التي تمّت دعوتها إلى المشاركة في محادثات جنيف للتسوية إلى جانب المعارضة السياسية. استقطاب الفصائل أشارت القراءة أنه لم تتأخر تداعيات اجتماع أستانا عن الظهور على الأرض في شكل استقطابات حادّة بين الفصائل التي شاركت في الاجتماع والفصائل التي رفضته و"خوّنت" المشاركين فيه. ولم تلبث أن تطورت إلى صدامات مسلحة عندما قامت جبهة فتح الشام بتوجيه ضربة استباقية إلى فصائل المعارضة التي شاركت في أستانا، بناءً على شكوك في حصول اتفاق على ضربها، تكون فصائل أستانا جزءًا منه.

مشاركة :