استضافت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس، قمة جمعت الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري عبدالفتاح السيسي على هامش القمة الأفريقية، وأفيد أنهما اتفقا على «تعزيز التعاون الأمني بين البلدين»، وشددا على «المصير المشترك ووحدة المقاصد والأهداف المرتبطة بالأمن القومي لكلا البلدين». وكان السيسي اجتمع برئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ميريام ديسالين واتفقا على «منع أي موقف من شأنه أن يقوض من الطبيعة الأخوية والاستراتيجية للعلاقة بين البلدين»، في إشارة إلى قضية سد النهضة الذي تقيمه إثيوبيا على نهر النيل. ووفقاً لبيان مشترك، فإن القمة المصرية - السودانية في أديس أبابا «تأتي استمراراً للحرص المتبادل من جانب الزعيمين على التواصل والتنسيق المستمر في كل مناسبة إقليمية أو دولية تجمع بينهما، وتأكيداً على خصوصية وصلابة العلاقات المصرية - السودانية، الرسمية والشعبية، الأمر الذي يعزز من حرص القيادتين على التشاور والتنسيق المستمر في شأن كل الموضوعات التي تهم البلدين على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية». وأشار البيان ضمناً إلى أن السيسي والبشير تطرقا إلى مناقشة تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، إذ أوضح أن الزعيمين «أكدا المصير المشترك الذي يجمع شعبي وادي النيل، ووحدة المقاصد والأهداف المرتبطة بالأمن القومي لكلا البلدين، ووقوفهما سوياً متكاتفين في مواجهة كل التحديات التي تواجه المنطقة العربية وأفريقيا والشرق الأوسط». وأضاف أن السيسي والبشير «جددا التزامهما بتعزيز العلاقات المصرية - السودانية في كل المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية والأمنية، والارتقاء بمستوى التعاون في شكل يتجاوب مع تطلعات الشعبين، ويمكن الدولتين من البناء على ما يتوافر لديهما من موارد وقدرات هائلة من شأن حسن استغلالها المشترك أن يعم بالخير والرخاء والتنمية على الشعبين الشقيقين». وأشار إلى أن الزعيمين «أعربا عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التنسيق والتعاون بين مصر والسودان على كل المستويات، وتدشين مرحلة جديدة من العلاقة الأخوية بين البلدين يتم بمقتضاها إطلاق كل القدرات الكامنة لدى شعبي وادي النيل، وتعزيز مشاعر التضامن والإخاء في مواجهة التحديات المشتركة، انطلاقاً من وحدة المصير وسلامة المقصد والإرادة المخلصة لتعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية والرخاء لكل من مصر والسودان». وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في تصريح عقب اللقاء: «إن قضية حلايب ممتدة، واتفق البشير والسيسي على أن لا تشغل القضايا الخلافية البلدين عن الوصول إلى ما يمكن أن يؤدي إلى تمتين العلاقة بينهما»، مشيراً إلى أن الرئيسين أمرا وزيري خارجية البلدين بعمل أطر تنفيذية وهيكلية لرؤى تكاملية، بما في ذلك التنسيق على كافة المستويات السياسية والبرلمانية والشعبية. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: «إن اللقاء تناول مجالات التعاون بين البلدين»، مبيّناً «أن التعاون هو الذي يؤدي إلى تحقيق التقدم ويمكن البلدين من تجاوز التحديات التي تواجههما»، مشيراً إلى حرص الزعيمين على التنسيق المشترك على المستوى الثنائي بين مصر والسودان والمستوى الثلاثي مع إثيوبيا أيضاً. وكانت الخرطوم أعلنت مؤخراً، تجديد شكواها إلى مجلس الأمن في شأن مثلث حلايب المتنازع عليه مع مصر، وهددت الخرطوم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي باللجوء للتحكيم الدولي إذا فشلت عملية التفاوض مع الجانب المصري، كما رفضت القاهرة طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول منطقة حلايب وشلاتين، المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي. وكان السيسي عقد في أديس أبابا اجتماعاً مساء أول من أمس مع رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ميريام ديسالين، خرج عنه بيان مشترك أكد فيه الزعيمان «الأهمية القصوى لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، والبناء على ما تحقق من إنجازات حتى الآن، سواء على مستوى القيادة أو على الجانب المؤسسي، وعلى تعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين». وشدد الجانبان على «أهمية توسيع نطاق التعاون وتعميقه بمختلف مجالات العلاقات الثنائية والإقليمية، بما في ذلك المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، واتفقا على مواصلة العمل معاً لتعزيز العلاقة الثنائية، ومنع أي موقف من شأنه أن يقوض من الطبيعة الأخوية والاستراتيجية لهذه العلاقة». ونقل البيان عن الزعيمين أنهما «يتابعان عن كثب المحادثات الفنية الثلاثية في شأن سد النهضة الإثيوبي، وأكدا التزامهما بروح التعاون السائدة في هذا الصدد». كما شدد السيسي وديسالين على «ضرورة تعزيز التواصل الوثيق والتشاور المستمر على مستوى القيادة وعلى المستوى المؤسسي، بالنسبة لمختلف جوانب العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأكدا كذلك «أهمية تعزيز العلاقات بين مواطني البلدين من أجل تعزيز الثقة المتبادلة على المستوى الشعبي، كما نوها إلى أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام ومؤسسات الرأي العام». وأضاف البيان أن الزعيمين «اتفقا على ضرورة الحفاظ على انتظام الزيارات المتبادلة بين الجانبين على كل المستويات. وفي هذا الإطار، وافق رئيس الوزراء الإثيوبي على تلبية دعوة السيسي لزيارة مصر في المستقبل القريب». كما التقى الرئيس المصري على هامش القمة الأفريقية رئيس تنزانيا جون ماغوفولي وبحث معه في «الارتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين»، وفق الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف الذي نقل تأكيد السيسي على ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية ومتميزة، معرباً عن تطلع مصر لتطوير التعاون مع تنزانيا، والعمل على زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، داعياً إلى «تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين في ظل التحديات المشتركة القائمة، ولا سيما خطر الإرهاب الذي يُشكل تهديداً للقارة الأفريقية بأكملها».
مشاركة :