خيمت حال من الخوف والغضب في كيبيك بعد هجوم على مسجد أودى بحياة ستة مصلين، من بينهم جزائريان ومغربي وتونسي، واتهم طالب كندي معروف بأفكاره اليمينية المتطرفة بارتكاب الهجوم، فيما أخلي سبيل مغربي تحول من متهم إلى شاهد. ومنذ وقوع الهجوم، نظمت تجمعات في أنحاء كيبيك وفي كندا وأماكن أخرى، تنديداً باستهداف مركز ديني، وتأكيداً على التعايش ورفض الكراهية. وشارك في تجمع أمام المسجد في كيبيك طلاب وعائلات وناشطون أضاؤوا شموعاً حداداً على الضحايا. وأوقف ألكسندر بيسونيت (27 سنة) المتحدر من كيبيك والطالب في العلوم السياسية في جامعة «لافال» المجاورة للمسجد، بعيد الاعتداء الذي يعد واحداً من أسوأ الهجمات على مسلمين في دولة غربية. وهو متهم بأنه قتل بالرصاص ستة مصلين. وأدى إطلاق النار أيضاً إلى جرح ثمانية أشخاص بينهم خمسة إصاباتهم خطرة. وخرج المتهم مكبل اليدين من سيارة للشرطة ليمثل أمام قاض. وقال جان باسكال بوشيه الناطق باسم إدارة الملاحقات الجنائية والجزائية إن مدير الإدارة «وجه 11 اتهاماً إلى ألكسندر بيسونيت». وأضاف إن التهم الـ11 تتعلق «بجرائم قتل مع سبق الإصرار» لستة مؤمنين خلال الصلاة و «محاولات قتل بسلاح ناري» للمصابين الخمسة بجروح خطرة. ومن المقرر أن يمثل المتهم مجدداً أمام المحكمة في 21 شباط (فبراير) الجاري، في جلسة يوجه خلالها المدعي العام التهم رسمياً إليه. ومع نشر ثمانين شرطياً في المكان، أوضح الدرك الملكي الكندي (الشرطة الاتحادية) أن التحقيق متواصل لجمع عناصر يمكن أن تسفر في الأيام المقبلة إلى اتهام إضافي «بالإرهاب» والمساس بالأمن القومي. وما زالت تساؤلات كثيرة عالقة خصوصاً في شأن الأسباب التي دفعت هذا الشاب إلى إطلاق النار على مصلين في مسجد يبعد أقل من كيلومتر واحد عن منزله في حي سانت فوا في كيبيك. وتلقي أفكاره القومية وصفحاته التي أغلقت على شبكات التواصل الاجتماعي حيث كان ينقل تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعض الضوء على عمل لقي إدانة بالإجماع في العالم. وتحدثت الشرطة أولاً عن وجود مشتبه بهما اثنين، لكن تقدم التحقيق سمح بتبرئة طالب ثان من أصل مغربي أوقف عند مغادرته المسجد بعد إطلاق النار. ويشعر المسلمون في كندا بالحزن. وقال محمد علي سعيدان الذي كان يشارك في تجمع لبرلمانيين وممثلي منظمات للمسلمين في مبنى البلدية: «إنه أمر رهيب للمسلمين ولكندا ولأسلوب العيش المشترك». وأعلن نائب رئيس المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك محمد العبيدي أن القتلى الستة جميعهم كنديون مزدوجو الجنسية. وقال: «جميعهم كنديون، جميعهم كيبيكيون». وذكرت مصادر رسمية أن القتلى هم مغربي وجزائريان وتونسي وغينيان. وأعلن طبيب شرعي أن أعمارهم تراوح بين 39 و60 سنة. وكشف مكتب الطبيب الشرعي أن القتلى هم مامادو تانو باري (42 سنة) وحسان عبدالكريم (41 سنة) وخالد بلقاسمي (60 سنة) وبوبكر الثابتي (44 سنة) وعز الدين سفيان (57 سنة) وإبراهيما باري (39 سنة). وأكدت وزارة الخارجية التونسية في بيان الثـــلثاء مقتل التونسي بوبكر الــثابتي وإصابة مواطنيه أيمن الدربالي ونزار غالي في الهجوم، موضحة أن حال الدربالي «حرجة». كما أكدت وزارة الخارجية الجزائرية أن اثنين من مواطنيها قتلوا في الاعتداء وهما حسان عبدالكريم وخالد بلقاسمي. وعبر عميد جامعة لافال دوني بريير عن حزنه لوفاة خالد بلقاسمي الأستاذ في كلية علوم الزراعة والتغذية. وصرح عميد الكلية جان كلود دوفور أن بلقاسمي الذي يتحدر من الجزائر «كان رجلاً مثقفاً جداً وملتزماً داخل الكلية». وعندما أطلق الإنذار بحدوث الهجوم، نشرت قوات من الشرطة حول المبنى الصغير الذي يضم المسجد في قلب حي سانت فوا الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات عن وسط مدينة كيبيك التاريخي. وخارج المسجد، أوقف رجال الشرطة محمد بلخضر الذي أوضح لصحيفة «لا برس» أنه هرب بسبب خوفه. وأفرج عنه في وقت لاحق واعتبره المحققون مجرد شاهد. وبعد نحو نصف ساعة اتصل رجل بالشرطة وقال إنه «متورط في الحادث» ويريد الاستسلام كما قال مارتن بلانت الضابط في الدرك الوطني.
مشاركة :