بعد أسبوع مخيب لهما في الدوري المحلي، يلتقي برشلونة حامل اللقب مع مضيفه أتلتيكو مدريد اليوم في ذهاب الدور نصف النهائي لكأس إسبانيا. وسعى أتلتيكو بقوة في المواسم الأخيرة إلى إحراز لقب الدوري، وكان منافسا شرسا للعملاقين برشلونة وريـال مدريد، بيد أن تعادله السلبي الأخير مع ألافيس وضعه في المركز الرابع على بعد 10 نقاط من جاره اللدود ريـال مدريد الذي له أيضا مباراة مؤجلة. أما برشلونة، فأنتزع تعادلا بشق النفس مع ريـال بيتيس 1 - 1. ليبتعد أربع نقاط عن غريمه التاريخي، وقد ترتفع إلى 7 نقاط. ومع تقلص آمال الفريقين تدريجا على جبهة الدوري، بات لقب كأس الملك يكتسب أهمية مضاعفة لفريقي المدربين لويس إنريكي (برشلونة) والأرجنتيني دييغو سيميوني (أتلتيكو)، فضلا عن مواصلة مشوارهما في دوري أبطال أوروبا. وستكون المباراة بمثابة نهائي مبكر، إذ يجمع نصف النهائي الآخر غدا سلتا فيغو الذي أخرج ريـال مدريد من ربع النهائي، وضيفه ألافيس. وتقام مباراتا الإياب في السابع والثامن من فبراير (شباط). وقال ظهير برشلونة سيرجي روبرتو: «سنواجه أتلتيكو مجددا. نعرفهم جيدا. ستكون مباراة غاية في الصعوبة. أصغر التفاصيل يمكنها صنع الفارق في مباراة كهذه». ويبقى برشلونة، اختصاصي مسابقة الكأس وحامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (28)، مرشحا قويا للاحتفاظ بلقبه للمرة الثالثة على التوالي، في ظل وجود ثلاثي الهجوم الرهيب في صفوفه، الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغواياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار. ويتصدر سواريز ترتيب هدافي الدوري (16) أمام زميله ميسي (15)، وهز الشباك 21 مرة في 28 مباراة هذا الموسم، بينما في رصيد أفضل مسجل لأتلتيكو الفرنسي أنطوان غريزمان، 8 أهداف في الليغا. ويسعى برشلونة للتأهل للمرة الرابعة على التوالي إلى النهائي. وهو خسر نهائي 2014 أمام ريـال مدريد وفاز في 2015 على أتلتيك بلباو 3 - 1 وعلى اشبيلية 2 - صفر في 2016. وسيكون طريق برشلونة مفروشا بالورود في حال كان دفاع أتلتيكو على غرار مباراته مع ألافيس، حينما تعرض مرماه لـ19 تسديدة في اللقاء، وهو رقم قياسي هذا الموسم. وأقر سيميوني بعد مباراة ألافيس أن فريقه يعاني مشكلات، وقال: «ألافيس كان أفضل منا، خصوصا في التحامات القوة»، معتبرا أن «نقطة التعادل كانت أفضل ما يمكن تحقيقه في هذه المباراة». ولم يتمكن أتلتيكو من الفوز على برشلونة في عهد سيميوني (منذ 2011) سوى في مرتين، وكان ذلك في ربع نهائي دوري الأبطال (2014 و2016). ويتوقع أن يجري إنريكي وسيميوني تغييرات في تشكيلة كل من الفريقين، إذ تتزامن المباراتان مع دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، فيواجه برشلونة باريس سان جيرمان الفرنسي في 14 فبراير، وأتلتيكو مع باير ليفركوزن الألماني في 21 منه. ويعول الفريق الكاتالوني على تكرار أدائه في ربع النهائي، عندما سحق ريـال سوسييداد 5 - 2 إيابا (1 - صفر ذهابا)، فيما تأهل أتلتيكو على حساب إيبار (3 - صفر و2 - 2). إلا أن مباراة بيتيس الأخيرة شهدت ثغرات في وسط برشلونة، في ظل إصابة أندريس إنيستا وسيرجيو بوسكيتس اللذين غابا عن التمارين أول من أمس، كما كان دفاعه معرضا للاختراق أيضا. ودفع إنريكي في تشكيلته الأساسية بأسماء احتياطية على غرار الظهير أليكس فيدال، والمدافع الفرنسي جيريمي ماتيو، ومواطنه الظهير لوكاس دينيي ولاعب الوسط التركي أردا توران. أما أتلتيكو حامل اللقب 10 مرات، فيفتقد مدافع الأوروغواي الدولي خوسيه ماريا خيمينيز، 22 عاما، الذي أصيب بتمزق في عضلة فخذه الأيمن في مباراة ألافيس، وسيغيب حتى شهرين عن الملاعب. وقد يعوضه المونتينيغري ستيفان سافيتش في قلب الدفاع. وتعود المواجهة الأخيرة بين الفريقين على ملعب «فيسنتي كالديرون»، إلى ربع نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، عندما عوض المضيف أتلتيكو تخلفه ذهابا 1 - 2 إلى فوز 2 - صفر بهدفي غريزمان، علما بأنهما تعادلا ذهابا في الدوري 1 - 1 هذا الموسم. وقال سيميوني: «من الطبيعي مواجهة الكبار في نصف النهائي، نحن معتادون على ذلك. كي تحرز اللقب يجب أن تتخطاهم (برشلونة)»، معتبرا أن برشلونة من أفضل الأندية في العالم. وتأتي مباراة برشلونة وأتلتيكو في وقت يسيطر فيه الجدل حول ضرورة استعانة الكرة الإسبانية بتكنولوجيا عين الصقر لمراقبة المرمى، أو الاستعانة بتقنية لقطات الفيديو، الهدف غير المحتسب لبرشلونة في مرمى ريـال بيتيس الأحد. ووقعت هذه الحادثة في الدقيقة 77، عندما دخلت الكرة لمسافة نصف متر داخل مرمى ريـال بيتيس في الوقت الذي كان برشلونة متأخرا فيه بهدف نظيف. بيد أن الحكم لم يتمكن من رؤية الكرة، كما لم يتمكن أيضا من اللجوء إلى الوسائل التكنولوجية لاتخاذ القرار السليم، حيث إن الدوري الإسباني لم يشتر بعد حقوق استغلال تكنولوجيا «عين الصقر»، التي تبدأ في بث إشارات تنبيهية عند عبور الكرة لخط المرمى. لكن خافيير تيباس رئيس رابطة أندية دوري الدرجة الأولى الإسباني أشار إلى أن هناك اتجاها لاستعانة بتقنية لقطات الفيديو اعتبارا من موسم 2018 - 2019 بعدما يعتمدها الاتحاد الدولي )الفيفا) بشكل كامل. وفي المباراة الثانية غدا، يأمل سلتا فيغو في الوصول إلى المباراة النهائية لأول مرة في تاريخه، إذ حل وصيفا ثلاث مرات آخرها في 2001. ويحتل سلتا فيغو المركز الثامن في الدوري وألافيس الثاني عشر.
مشاركة :