حثت أنقرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إعادة النظر في قراره بفرض حظر على دخول المهاجرين والمسافرين إلى الولايات المتحدة من سبع دول إسلامية، معتبرة أنه إجراء غير مقبول. وبينما يعد أول انتقاد مباشر من قبل أنقرة للقرار المثير للجدل الصادر الجمعة الماضي، قال نائب رئيس الوزراء التركي المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموش، إن على ترمب إعادة النظر في القرار الذي أوضح أنه ينبع من تنامي الإسلاموفوبيا وتصاعد العداء للإسلام. ونقلت صحيفة «خبرتورك» عن كورتولموش قوله إنه من غير الممكن قبول هذا الأمر، وتجب إعادة النظر في هذه السياسة. وأصدر ترمب مرسومًا يمنع دخول جميع اللاجئين أيا كانت أصولهم إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر، ولمدة غير محددة للاجئين السوريين. كما يحظر دخول الولايات المتحدة على مواطني إيران وسوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال والسودان لمدة ثلاثة أشهر، حتى لو كانت بحوزتهم تأشيرات دخول. ورأى كورتولموش أن تزايد مشاعر معاداة الإسلام والعداء للمهاجرين والأجانب في الغرب تقف وراء هذا القرار، داعيًا الإدارة الأميركية الجديدة إلى تصحيح هذه السياسة وإعادة النظر فيها، قائلا إنه «من المهين جدًا أن يتخذ مثل هذا القرار في بلد مثل الولايات المتحدة معروف أنه أمة مؤلفة من كل الأديان والمجموعات الإثنية المندمجة في البلاد». ووصف القرار بأنه غير صائب و«يؤدي فعلا» إلى تمييز. وأضاف: «لا يمكن وصف رعايا أي من الدول بشكل قاطع بأنهم سيئون». وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم انتقد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته البريطانية تيريزا ماي، السبت الماضي في أنقرة، قرار ترمب بشكل ضمني قائلا إن حل أزمة اللاجئين لا يتأتى عبر إقامة الأسوار، مضيفا: «عموما سننتظر لنرى ما سيسفر عنه هذا القرار». واستقبلت تركيا نحو 2.7 مليون لاجئ سوري فروا بسبب النزاع في بلادهم منذ عام 2011 وحتى الآن. وتعلق تركيا آمالاً كبرى على الإدارة الأميركية الجديدة، وتسعى لإصلاح العلاقات التي تدهورت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما حول عدد من المسائل، بينها الدعم الأميركي لمجموعات كردية سورية مقاتلة. ومنعت سلطات مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول التركية منذ سريان قرار ترمب وحتى أمس 58 مسافرا من الدول السبع التي شملها قرار الرئيس الأميركي بالحظر. وشهد مطار أتاتورك ليل الجمعة الماضي حالة من الارتباك والفوضى وتحركت السلطات للتعامل مع قرار حظر السفر الذي أعلنه ترمب في اليوم نفسه. وذكرت مصادر بمطار أتاتورك أنه تم يوم السبت، منع عشرة أشخاص من الصعود على متن رحلات جوية متجهة إلى الولايات المتحدة، ومعظمهم من ركاب الترانزيت، وارتفع العدد بعد ذلك إلى 58 مسافرا. وأقامت السلطات التركية نقطة أمن إضافية للركاب المتجهين إلى الولايات المتحدة، للكشف عن أولئك الذين قد لا يسمح لهم بدخول البلاد. ونقلت وسائل الإعلام التركية عن المواطن السوري نائل زينو، المسافر إلى لوس أنجليس قوله: «حصلت على تأشيرة الدخول إلى أميركا، وأكملت الأوراق المطلوبة، ولدي جواز سفر سوري، وجئت إلى مطار أتاتورك، وقدمت أوراقي، إلا أنهم أبلغوني بإلغاء تأشيرة دخولي، واقترحوا علي الذهاب إلى القنصلية الأميركية». وأضاف: «زوجتي وأولادي يعيشون هناك منذ سنتين، وحصلت على التأشيرة في 27 يناير (كانون الثاني)، بالتزامن مع قرار ترمب». وقال المواطن العراقي أحمد ظواهر، الذي كان متوجهًا إلى نيويورك، مع زوجته وشقيقته واثنين من أولاده، إنه منع من السفر على الرغم من أنه يحمل بطاقة خضراء (غرين كارد)، لافتا إلى أنه يعيش في أميركا منذ سنتين وقدم إلى العراق قبل أسبوعين، وأنه اضطر إلى إلغاء تذكرة الرحلة بعد أن علم بعدم السماح له بدخول أميركا. وقالت شركة الخطوط الجوية التركية، إنها لن تتقاضى أي رسوم مقابل إلغاء أو تغيير مسافرين لحجوزاتهم ممن لم يتمكنوا المغادرة إلى الولايات المتحدة عقب قرار ترمب. وأفاد بيان للشركة بأن «إلغاء أو تغيير مسافرين تذاكرهم جراء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيجري دون تقاضي أي رسوم وسيعاد ثمن التذاكر للمسافرين المطالبين بإعادته دون استقطاع منه».
مشاركة :