بطل وادي الذئاب يبرئ نفسه من تهمة المشاركة في التحضير للانقلاب بفيلم 15 يوليو كان من المنتظر عرض حلقات جديدة من المسلسل التركي الشهير وادي الذئاب، للموسم الثالث عشر على التوالي، لكن تبيّن أن هذا الموسم سيعرض للجمهور كفيلم سينمائي فقط، وسيكون الجزء الأخير من أحد أكثر الأعمال الدرامية التركية متابعة وإثارة للجدل. العرب [نُشرفي2017/02/01، العدد: 10530، ص(12)] في كنف السلطة أنقرة - ذكرت مصادر إعلامية تركية أن الموسم الجديد من وادي الذئاب لن يعرض كمسلسل، بل كفيلم سينمائي. وسيكون هذا الفيلم الجزء الثالث عشر والأخير من العمل الدرامي الأكثر مشاهدة في تاريخ الدراما التركية، محليا وعربيا، وبذلك تم تفنيد كل الادعاءات حول موعد بث المسلسل والتاريخ الجديد، وحتى التكهنات بشأن تغيير القناة التي تبث المسلسل. وقال الإعلامي التركي تيار إيسيكساسان أثناء برنامج "ليبقي بيننا"، "أعلن هذا الخبر المحزن بشأن المسلسل لمن ينتظرونه هذا الموسم، لن يكون هناك مسلسل، لكن تجهيزات الفيلم انتهت وقريبا سيتم عرضه”. وأكدت الشركة المنتجة لوادي الذئاب صحة ما تردّد من أنباء عن وقف بث المسلسل، مشيرة إلى أن الفريق نفسه الخاص بوادي الذئاب سيقدم فيلما حول محاولة الانقلاب التي تعرضت لها تركيا في الخامس عشر من يوليو 2016 وسيحمل اسم "15 يوليو". قد يكون مثل هذا الخبر في ظاهره عاديا، فأي مسلسل له نهاية مهما نجح وتعددت أجزاؤه وطالت سنوات عرضه، لكن ما أحاط بوادي الذئاب من ملابسات وجدل يجعل من خبر وقف بثه أمرا لا يقل إثارة من أحداثه الدرامية. والمتابع لتطورات المشهد التركي أساسا منذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016 يجد أن هناك رابطا بين أحداث كثيرة، وأن عملية التصفية والتطهير التي يقوم بها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان تطال شظاياها مختلف المجالات دون استثناء، من ذلك مسلسل وادي الذئاب. في خدمة أردوغان بدأ عرض المسلسل في تركيا عام 2003، ثم تمّت دبلجته للهجة السورية وتم عرضه في بعض القنوات العربية وذلك منذ العام 2008 حتى الآن. ودارت أحداث المسلسل حول شخصية مراد علمدار، وهو ضابط من الاستخبارات التركية يقود مجموعة تراقب العناصر المندسّة في الدولة التركية. وكشف العملاء الذين يعملون لصالح جهات أجنبية. وقدم صورة المجتمع التركي الذي يعشش في أعماقه الفساد وتنخره عصابات المافيا التي تتاجر في كل شيء. وتجاوز المسلسل بعده المحلي التركي ليتحدث عن قضايا إقليمية تمس المشاهد العربي، فتحدث عن الغزو الأميركي للعراق والقضية الفلسطينية، كما تطرق أيضا إلى الأزمة السورية وما يجري على الحدود وغير ذلك من المواضيع الاقتصادية والسياسية المتداخلة ضمن سياق درامي مشوق على طريقة أفلام جيمس بوند. وتناسبت هذه الأحداث في ذلك الوقت مع سياسة رجب طيب أردوغان، خصوصا على مستوى أجنداته الخارجية. وعندما كان المسلسل يخدم سياسة أردوغان كان مرحبا به، لكن تغير الوضع كثيرا في الفترة الأخيرة، بل إنه أصبح يشكل خطرا، ومثلما اضطر المنتجون إلى وقف جزء بعنوان "وادي الذئاب: الإرهاب" تناول محاربة الأكراد، جاء القرار بقطع شريانه، لكن قبل ذلك عليه أن "يتوّج" مسيرته بعمل يتحدث عن انقلاب 15 يوليو الفاشل. يستند المتابعون في تأكيدهم على أن هناك علاقة بين أحداث الانقلاب ووقف بث المسلسل إلى التقارير المتتالية التي تحدث عن مصاعب واجهت الشركة المنتجة في تسويق الجزء الثالث عشر من المسلسل؛ حيث فشلت الشركة المنتجة في التوصل إلى اتفاق مع العديد من القنوات التلفزيونية التركية التي رفضت شراء المسلسل بحجة ارتفاع ميزانيته. هناك علاقة بين أحداث الانقلاب ووقف بث المسلسل إلى التقارير المتتالية التي تحدث عن مصاعب واجهت الشركة المنتجة في تسويق الجزء الثالث عشر من المسلسل وذكرت الجهة المنتجة بعد ذلك أنه تم الاتفاق مع قناة تركية مغمورة لعرض حلقات الجزء الجديد من وادي الذئاب. لكن ترافق ذلك مع بلاغ تقدم به رئيس هيئة تسجيل العلامات التجارية التركية حبيب أسان، للنائب العام في مدينة إسطنبول يطلب فيه التحقيق مع الشركة المنتجة للمسلسل بقضية لها علاقة بمحاولة انقلاب 15 يوليو 2016. وذكر أن الهيئة تلقت طلبا في 24 مايو 2016، أي قبل محاولة الانقلاب بحوالي شهرين، من الشركة المنتجة للمسلسل لتسجيل اسم لجزء جديد حمل عنوان “وادي الذئاب- الانقلاب”؛ ومن هنا اشتبه المسؤول التركي بأن هناك علاقة بين القائمين على المسلسل ومحاولة الانقلاب على النظام في صيف العام 2016. وقد مثل فعلا بطل المسلسل نجاتي شاشما، الشهير باسم مراد علمدار، والذي لم يجسّد طوال مسيرته الفنية إلا هذا الدور، أمام المحكمة بإسطنبول للإدلاء بإفادته، بعد فتح تحقيقات حول العلاقة بين ما جاء في سيناريو الجزء الثالث عشر من وادي الذئاب من تفاصيل تتحدث عن حدوث انقلاب في البلاد وما جرى فعلا يوم 15 يوليو. وادي الذئاب.. الانقلاب ما يزيد من التشويق في هذا الموضوع الجدل الذي أثاره أحد مشاهد الحلقات المعروضة للمسلسل، وظهرت فيه مقبرة حملت اسم “مقبرة أردوغان”. وعلى ضوئه اتهمت جماعات موالية لنظام أنقرة طاقم المسلسل بأنه من أتباع حركة فتح الله غولن. ولم تشفع لمراد علمدار مشاركته في جنازة أقيمت لضحايا وقفوا ضد انقلاب يوليو، ولا حضوره في مظاهرات “دعم الشرعية” ومطالبته الأتراك بالنزول إلى الشوارع لدعم النظام؛ وكان واضحا موقف الرئيس أردوغان منه حين تم استثناؤه، على غير العادة، من قائمة الفنانين المدعوين في احتفال تأسيس الجمهورية (في 29 أكتوبر)؛ فيما اعتبر المتابعون أن تحويل الجزء 13 من المسلسل إلى فيلم بعنوان محدد هو “15 يوليو” يأتي نزولا عند رغبة الحكومة وبمثابة إبراء ذمة من فريق العمل في المسلسل ونأيا عن نيران عملية التطهير التي أتت على كل شيء في البلاد. وبررت شركة الإنتاج “بانا فيلم”، التي أنشأها بطل وادي الذئاب نجاتي شاشماز، موقفها في بيان على حسابها في تويتر “تلبية للطلب الجماهيري الكثيف لإعداد فيلم أو مسلسل تلفزيوني حول المحاولة الانقلابية قررت شركتنا إعداد فيلم "وادي الذئاب- الانقلاب"، وهذا يعني أن العمل الجديد سيكون على مقاس الرئيس أردوغان، يتماشى مع سياسته، يروج لها ويجمّلها، يغطي على عيوبها ويحول استبدادها إلى “شرعية” تقتضيها مرحلة ما بعد الانقلاب. ولأن أردوغان من أكثر العارفين بأهمية الاستفادة من هذا المجال، فقد أعلنت الحكومة التركية أنها أطلقت مشروعا ستعمل من خلاله على طرح تصور صحيح وتعريف الرأي العام بالأحداث التي شهدتها تركيا في تلك الليلة، عن طريق الاستعانة بعدد من المسلسلات الناجحة مثل مسلسل وادي الذئاب. وعلى مدار سنوات عرضه نجح مسلسل وادي الذئاب في أن يصنع الحدث ويحوز على لقب أكثر الأعمال الدرامية التركية مشاهدة داخل تركيا وأيضا خارجها، ورغم أنه خدم من قبل سياسات الرئيس أردوغان إلا أن ذلك لم يخرج عن نطاق درامي عام احتجب وراء أهمية القضايا المطروحة، لكن يبدو أن ختامه لن يكون مسكا. :: اقرأ أيضاً المغرب يعاود التمركز في قلب أفريقيا قطر تخشى من عواصف ترامب ضد الإخوان المسلمين عودة المغرب تعيد توزيع الأدوار في المنظمة الأفريقية الجالية الإيرانية في أميركا.. مأزق مصيري بين ولي الفقيه وترامب
مشاركة :