أشارت دراسة متخصصة تم إعدادها مؤخّراً إلى أن المملكة العربية السعودية، قد احتلت المرتبة الخامسة عالمياً في معدل انتشار الهواتف المتنقلة خلال عام 2009م، بمعدل انتشار بلغ 167,01 في المائة. وهذا يعني أن المملكة قد تقدمت مرتبتين عن تصنيف الإتحاد الدولي للاتصالات الذي وضعها في المرتبة السابعة من حيث معدل انتشار الهواتف المتنقلة على مستوى العام. وأوضحت الدراسة التي أعدها الباحث المتخصص المستقل عبد القادر الكاملي، بالتعاون مع شركة أورينت بلانيت (Orient Planet) أنّ معدل انتشار الانترنت في دول مجلس التعاون الخليجي سيسجل نحو 50 في المائة خلال السنوات الخمس المقبلة، في حين سيصل معدل انتشار الإنترنت إلى 26 في المائة على مستوى العالم العربي. وكشفت الدراسة أيضاً عن التوقعات بتحقيق معدلات انتشار مماثلة في مناطق المشرق العربي وشمال أفريقيا، حوالي 26 في المائة، وتحقيق كل من السودان واليمن لمعدل انتشار قدره 13 في المائة فقط خلال الفترة نفسها. ووفقاً للدراسة، فقد توقف معدل انتشار الإنترنت بين المستخدمين على المستوى العربي عند نسبة ضئيلةٍ بلغت 17,75 في المائة عام 2009، وذلك رغم بلوغه نسبة 36 في المائة في دول مجلس التعاون الخليجي وحدها. ويقتصر استخدام شبكة الإنترنت في المجتمعات العربية على أبناء الطبقتين الوسطى والعليا، الأمر الذي يسلط الضوء على أحد أهم العوامل التي تحد من انتشار الإنترنت والمتمثلة في ارتفاع تكلفة استخدام الإنترنت إلى حد يصبح الحصول عليه صعباً لشريحة واسعة من سكان العالم العربي. ومن ناحية أخرى، تعدّ تكلفة استخدام الإنترنت للشخص الواحد في دول الخليج الأكثر انخفاضاً بين بقية الدول العربية رغم كونها ما تزال تعدّ مرتفعة قياساً على تكلفة الاستخدام في الدول المتقدمة. وأفادت الدراسة بأنّ النمو في أعداد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وصل إلى نقطة تحول مهمة تشير إلى نهاية حقبة النمو المرتفع التي انطلقت مع بداية القرن الحادي والعشرين. وأشارت الدراسة إلى أن تعداد مستخدمي الإنترنت قد حقق معدل نمو سنوي مركب (CAGR) بلغ 33,74 في المائة بين العامين 2004 و2008، بينما بلغ 14,24 في المائة في العام 2009، ويتوقع أن يسجل معدلاً سنوياً قدره 10,33 في المائة فقط خلال الأعوام الخمسة المقبلة. ويضيف التقرير بأن تراجع نسبة النمو لا يعني تراجع عدد مستخدمي الإنترنت الذي سيستمر في الزيادة ولكن بنسب أدنى. كما نوهت الدراسة إلى صعوبة تحقيق انتشار مطلق بنسبة 100 في المائة في الكثير من دول العالم العربي، بسبب ارتفاع معدلات الأمية في هذه الدول. ويتسبب التقدم البطيء بعملية محو الأمية في العالم العربي إلى حد كبير في تفاقم هذه المشكلة وزيادة تحديات انتشار الإنترنت على نطاق واسع. فعلى سبيل المثال، لن يتمكن أي بلد عربي يفوق معدل الأمية فيه نسبة 35 في المائة من تحقيق معدل يتجاوز 65 في المائة لانتشار الإنترنت في أحسن الأحوال إلى حين تطبيق أحدث تقنيات التعرف إلى الصوت ووسائل التواصل المرئي والمسموع بشكلٍ واسع في المنطقة. وأظهرت الدراسة بأن دول الخليج تمكنت مجدداً من احتلال مركز الصدارة في العالم العربي باعتبارها الأفضل أداءً في مجال انتشار استخدام الهواتف المتنقلة للعام 2009 إلاّ أنّ الإحصائيات السكانية الحديثة التي قدمتها المصادر الرسمية تسببت في إحداث تغيير جذري في تصنيف دول الخليج على المستوى العالمي إذ بينت الدراسة وجود ضعف في تقدير الإحصائيات السكانية في دول المجلس عند إعداد التقارير العالمية، الأمر الذي انعكس على دقة تصنيف مؤشرات أداء هذه الدول في مجال انتشار تقنية المعلومات والاتصالات. وعمدت الدراسة إلى تناول حالة الإمارات العربية المتحدة، إذ كشفت عن أن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) قد وضع الإمارات على رأس قائمة التصنيف العالمي بمعدل انتشارٍ يبلغ 232,07 في المائة بالنسبة للهواتف المتنقلة، بينما صنف تقرير انتشار استخدام تقنية المعلومات والاتصالات، الذي أعده الكاملي بالتعاون مع أورينت بلانيت، الإمارات في المرتبة الخامسة والعشرين عالمياً بمعدل انتشار يبلغ 136,8 في المائة. أما الكويت فقد تقدمت إلى المرتبة الثالثة والخمسين بمعدل 114,08 في المائة وفق تصنيف التقرير، بعد أن احتلت المرتبة الثامنة والسبعين على قائمة الاتحاد بمعدل 99,59 في المائة. وقال عبد القادر الكاملي: رغم التغييرات الكبيرة التي أصابت ترتيب التصنيف العالمي، تبقى دول الخليج على رأس قائمة الدول العربية المشمولة بالتصنيف في مجال انتشار الهواتف المتنقلة. وهنا لا بد من الإشارة إلى اقتراب دول المنطقة من درجة الإشباع في هذا المجال مع تجاوز معظمها لمعدل 100 % من حيث انتشار استخدام الهواتف المتنقلة ولن يكون لهذا الأمر تأثيراً سلباً على الإيرادات المحتملة لاسيما مع التوقعات بقيام مزودي خدمات الهواتف المتنقلة بإطلاق العديد من الخدمات الجديدة وعروض القيمة المضافة لتلبية الاحتياجات الناشئة للعملاء ومواجهة التحديات والتغيرات في العمليات التجارية. وتؤكّد هذه الدراسة قدرة الدول العربية على الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة لتحسين مستوى الجهوزية المعلوماتية وتطوير خطط إستراتيجية فعالة لاتخاذ القرارات والخطوات المناسبة لتعزيز النمو على مختلف المستويات. وأوضح بأن الأسواق الرئيسية في المنطقة توشك على الوصول إلى درجة الإشباع، حيث تجاوزت على سبيل المثال كافة دول الخليج بالإضافة إلى ليبيا والأردن عتبة 100 في المائة بينما من المتوقع أن تلحق بها خمسة بلدان خلال السنوات الخمس المقبلة. كما نوهت الدراسة إلى أن تحديث وتطوير شبكات الهواتف المتنقلة سيكون لها أثر مهم في الحفاظ على النمو الذي تحققه شركات تزويد الخدمات، بما يتضمن تطوير الجيل الرابع (4G) من الاتصالات المتنقلة أو أحدث تقنيات التطور بعيد الأمد (LTE) تجدر الإشارة إلى أن تقرير استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في البلدان العربية قد صدر في شهر أكتوبر الماضي (2010م) . ويتألف التقرير من 100 صفحة تغطي استخدام الإنترنت والإنترنت عالي السرعة، والكمبيوتر والهاتف الثابت والمتحرك. يتضمن التقرير توقعات النمو خلال السنوات الخمس المقبلة لمؤشرات تقنية المعلومات والاتصالات، ومبيعات أجهزة الكمبيوتر والهواتف المتحركة في البلدان العربية.
مشاركة :