«خميسية» الجاسر تتحوَّل إلى «سبتية» بعد أربعين عاماً

  • 7/27/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض حسين الحربي بعد أربعين عاماً على عقدها أيام الخميس في الرياض، ستبدأ «خميسية الجاسر» عقد محاضرتها في ذي القعدة المقبل صباح كل سبت، نتيجة لتغيير الإجازة الأسبوعية في المملكة من يومي الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت. وأعلن الأمين العام لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية معن الجاسر، مساء أمس الأول عن إيقاف «الخميسية»، لتكون بذلك محاضرة «بيوت النبي وحجراته»، التي ألقاها الدكتور محمد الجميل، آخر فعاليات «الخميسية» أيام الخميس، حيث ستتوقف «الخميسية» عن إقامة المحاضرات طيلة الفترة المتبقية من شهر رمضان الحالي وشوال المقبل. مشاورات ودارت على مدى الأسبوعين الماضيين مشاورات بين أبناء حمد الجاسر وأعضاء اللجنة العلمية للمركز. وتقدم الباحث محمد القشعمي، وهو أحد رواد «الخميسية»، باقتراح بإبقاء عقد «الخميسية» أيام الخميس، على أن تُعقد بعد صلاة المغرب، حفاظاً على اسمها، إلا أن بنات حمد الجاسر فضلن إقامتها صباحاً وهو ما يتعارض مع إبقاء عقدها أيام الخميس. وبعد انتهاء محاضرة أمس الأول، دار نقاش بين معن الجاسر والدكتور عبدالعزيز المانع والدكتور محمد الهدلق، حيث طالبوا بإبقاء اسم الخميسية كما هو، حتى لو عُقدت يوم السبت، إلا أن الجاسر رد بأن الأمر صعب: «كيف تكون خميسية وهي تقام يوم السبت؟». تاريخ تعد خميسية حمد الجاسر الانطلاقة الثانية للصالونات الأدبية في الرياض، وأسسها الراحل حمد الجاسر عام 1972م، في منزله القديم بحي الشعبة في الملز، حيث دأب «علامة الجزيرة» على تخصيص ضحى كل خميس (على اعتبار أنه يوم إجازة) للقاء محبيه وطلابه في منزله، ويحرص على استضافة العلماء والأساتذة العرب ممن يزورون مدينة الرياض لتبادل النقاش معهم والتحاور حول القضايا والمجالات التي تثير الاهتمام، وكانت تلك اللقاءات تثري الضحوية، وتبني علاقات علمية مع العلماء في الوطن العربي، ولم تكن لها آنذاك مواضيع محددة، بل كانت تنطلق من جو الجلسة وحسب تخصص الحاضرين واهتمامهم. وفي الغالب يبدأ أحد الحضور بطرح فكرة معينة ثم يدور حولها النقاش، وقد يأتي أحدهم مستفسراً عن مسألة معينة، وتكون تلك المسألة هي محور الحديث، وكان الجاسر يُصغي للجميع ويشاركهم الحديث ويبدي رأيه فيما يُطرح إن كانت للموضوع صلة باهتمامه. وانتقلت الخميسية إلى منزله «دارة العرب» في حي الورود عام 1982م، وظلت مستمرة طوال حياة الجاسر، وبعد وفاته في 16 رجب 1421هـ، إذ رغب محبوه وطلابه أن تستمر الخميسية. واستمرت علاقة عدد من أولئك العلماء مع مركز حمد الجاسر الثقافي، وهم الآن أعضاء فاعلون في مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية وفي الأنشطة السنوية التي يقوم بها المركز، الذي أنشأ بدعم من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (أمير منطقة الرياض آنذاك، الرئيس الفخري لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية)، وصارت الخميسية من أبرز الأنشطة التي ينهض بها المركز، وأصبح لها تنظيم وفق برنامج زمني في كل موسم ثقافي، يبدأ مع بداية العودة إلى المدارس، ويتوقّف في فترة الإجازة التي تفصل بين الفصلين الدراسيين، ويعود النشاط مع بداية الفصل الثاني حتى نهاية الاختبارات، ثم تتوقف الخميسية فترة الإجازة الصيفية. وفي كل موسم هناك برنامج يُعلن فيه عن اسم المحاضر ومدير اللقاء وموضوع المحاضرة. وتراعي برامج الخميسية لكل موسم مجموعة اعتبارات تقررها اللجنة العلمية في المركز، ومن تلك الاعتبارات ثلاثة أمور: أولها تنوّع الأسماء المرشحة لتقديم المحاضرات في الخميسية، والثاني تنوع المواضيع التي يمكن تناولها مع مراعاة أهميتها العلمية وجاذبيتها للجمهور. وتم توثيق الخميسية بالصوت والصورة والكتابة لكي يتيح الفرصة الاستفادة من الخميسية على نطاق أوسع بخاصة حينما تتاح المحاضرات على أشرطة فيديو وعلى موقع المركز على الإنترنت؛ مما يضمن زيادة شريحة المتلقين. وفي السنوات الأخيرة، أضيفت إليها أنشطة مصاحبة بإصدار مجلة باسم «الخميسية» تصدر بشكل نصف سنوي، تُنشر فيها بحوث ودراسات تُلقى في المنتدى، وإصدار نشرة ربع سنوية باسم «نشرة الخميسية» لتغطية الأخبار والفعاليات الخاصة بالمركز، إضافة إلى تدشين موقع إلكتروني على الإنترنت، يضاف إلى ذلك وجود أرشيف للفيديو يضم جميع المحاضرات التي ألقيت في الخميسية.

مشاركة :