قال محمد أبو العينين الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي: إن الإرهاب يشكل تهديدا واضحا لأمننا الجماعى، ويجب أن نتصدى له جميعا. وأضاف أبو العينين، خلال مؤتمر "الأمم المتحدة الإقليمى للبرلمانيين بشأن التحديات التي يفرضها التطرف المؤدي إلى الإرهاب والاستجابات الوقائية للعدالة الجنائية"، أنه ليس هناك دولة قادرة على هزيمة الإرهاب بمفردها، وليس هناك منطقة بمنأى عن أخطاره. وتابع قائلا: "إن الحرب التي نخوضها ضد الإرهاب تتطلب من المجتمع الدولى إرادة سياسة قوية وتعاونا كاملا بين أجهزة الأمن، وقوات إنفاذ القانون والدبلوماسيين والمشرعين، والمؤسسات القضائية فى دولنا لتجفيف منابع الإرهاب والتصدي لجميع تنظيماته فجميعها ترفع راية العنف، وتستمد مرجعيتها من فكر التكفير والتطرف الذي يتنافى مع روح الإسلام وتعاليمه السمحة". وأشار محمد أبو العينين إلى أنه "يجب على استراتيجية مكافحة الإرهاب أن تعالج جميع أسبابه، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، وأن تستخدم الوسائل والسياسات التي تقضي على الإرهاب، وليست تلك التي تحفز على ظهور أجيال جديدة من إرهابيين أشد قسوة وتطرفا من الأجيال الحالية أو تلك التي تستخدمها الجماعات الإرهابية فى أغراضها الدعائية". وقال أبو العينين: إن الإرهاب الحالي هو إحدى نتائج التدخل الأجنبي العنيف الذي شهدته دول الشرق الأوسط، لافتا إلى أنه "في أعقاب الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر، شنت حرب عالمية على الإرهاب شملت مجموعة من التدخلات العسكرية غير محسوبة العواقب فى العراق وليبيا وسوريا، وتم التدخل فى الشئون الداخلية لبعض الدول بزعم إمكانية تغيير النظم وفرض نموذج معين للديمقراطية من الخارج". وتابع: "تم توظيف الحرب على الإرهاب لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، من خلال ما يسمى (الفوضى الخلاقة) التى أدت إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتراجع مفهوم الدولة فيها وانهيار مؤسساتها وتسييس الاختلافات المذهبية والدينية والعرقية داخل مجتمعاتها، ما أتاح المجال أمام انتشار سريع للأيدلوجيات المتطرفة، صاحبة قيام بعض الدول بإيواء المنظمات الإرهابية ودعمها بالمال والسلاح ومنحها غطاءً سياسيا وإعلاميا غير مشروع بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان وبهدف الإطاحة بحكومات بلدان ترغب هذه الدول في زعزعة استقرارها أو تسعى للتدخل العسكري فيها". واختتم أبو العينين قائلا: "ساهم في تغذية الإرهاب انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا واتباع سياسات تؤدي إلى التهميش والتمييز ضد مجموعة من الناس بسبب معتقداتهم الدينية المسالمة أو وسم مجموعة كاملة منهم بأنهم إرهابيين، والتعرض إلى رموز الدين الإسلامي ومقدساته تحت ذريعة حرية التعبير، وأدى استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية وما يقوم به من انتهاكات لا إنسانية ومصادرة للأراضى وقتل الأمل في الحرية واستعادة الكرامة، إلى تهيئة بيئة خصبة تغذي التطرف والإرهاب".
مشاركة :