ذكرت مصادر نفطية مطلعة، أن مؤسسة البترول الكويتية كلفت فريقا في قطاع التسويق العالمي دراسة تخزين النفط الكويتي في الخارج والداخل، حيث ستتم معرفة مدى احتياج الصناعة النفطية بالكويت لإضافة طاقات تخزينية. وعن كميات الدول المتوقع تخزين النفط فيها، قالت المصادر لـ»الجريدة»: «الى الآن لم يبت فيها»، مشيرة إلى انه حتما سيكون في شرق آسيا، حيث تواجد الكويت في هذه الدول، لاسيما كوريا واليابان او الهند، وكل ذلك خاضع للتقييم والدراسة. واضافت انه «ليس هناك أي شيء حتى الآن على أرض الواقع، ولن يتم التنفيذ إلا بعد التنسيق ومعرفة حاجتنا إلى مثل هذا الأمر»، مبينة أن «هذا جزء من خطة استراتيجية لننتقل من التركيز المحلي إلى التوسع العالمي، حيث إن لدى الكويت اهتماما بالتخزين والتكرير واقتناء المصافي ومجمعات البتروكيماويات في العالم». وحول الجدوى الاقتصادية من تخزين النفط في الخارج، اوضحت المصادر ان الاسعار الحالية قد تكون غير مشجعة او مجدية ماليا، الا ان التخزين قد يكون لاهداف استراتيجية. ولفتت إلى ان كل دولة منتجة للنفط تقيم كل الفرص في السوق، وتختار من الاستراتيجيات ما يتماشى مع دعم عملياتها بصورة تجارية وفق الاستراتيجية العامة لها، فيتجه البعض الى تعزيز طاقة تخزين الخام في خزانات برية أو ناقلات، في اطار استراتيجية تعزيز المركز التجاري مع الزبائن في الأسواق، وتأكيد الوجود في الأسواق الواعدة، وتأمين النفط في حال نقص المعروض العالمي وتوسيع الصادرات النفطية إلى تلك الاسواق. وأشارت المصادر الى ان ثمة أسبابا عديدة قد تلجأ اليها الشركات النفطية الوطنية لتخزين جزء صغير من انتاجها خارج دولها، من بينها أسباب استراتيجية وأخرى تجارية تسويقية. وزادت: «لو رجعنا إلى التاريخ فسنجد الكويت قامت بهذا النشاط في الماضي، حيث تم تخزين كميات بسيطة من النفط عام 1995، في جزر البهاما بالبحر الكاريبي، لتكون قريبة من اسواق الولايات المتحدة الاميركية، وانتهاز الفرص عند ارتفاع اسعار النفط، بحيث تتم تغطية تكاليف نقل النفط والتخزين والتكاليف والادارية مع تحقيق هامش ربحي، لتوفير النفط الخام للعملاء خلال فترة زمنية قصيرة لا تزيد على اسبوع بدلا من ثلاثة اسابيع، والتفوق على المنافسين بالقرب من المناطق الاستهلاكية». وتابعت: «كما ان تصاعد التوترات الدولية يمكن ان يمثل دافعا لدراسة خطط زيادة المخزونات من النفط في الخارج، والتي تعد خططا وقائية لضمان استمرار إمدادات النفط إذا أغلقت الطريق للتصدير». وأوضحت ان الكويت قامت ايضا بتخزين النفط الخام في كوريا الجنوبية عام 2007، بهدف تأمين امدادات مستمرة للعميل لتفادي الظروف السياسية المتوترة في منطقة الخليج العربي، والتهديدات بإغلاق مضيق هرمز.
مشاركة :