يثبت الفنان حمد القطان يوماً بعد يوم قدرته على التكيّف مع النجومية التي حظي بها خلال فترة قصيرة، وهذا ما يجعل اسمه متداولاً في أي ترشيحات لمهرجانات غنائية ممكن أن يتواجد بها ليؤكد المرحلة المتطورة التي وصل إليها حين وفق بين موهبة التلحين التي انطلق منها وعذوبة صوته حيث أصبح ناضجاً وواعياً لما يقدم من أعمال تناسب الصغار قبل الكبار بسلاسة الكلمة وبساطة اللحن. ومع إطلالته الثانية في الدوحة من خلال مهرجان ربيع سوق واقف حيث سبق له أن قدم حفلاً قبل أشهر في إحدى المناسبات، وجد حمد نفسه محاطاً بكم من حب الجماهير التي حفظت أغانيه ورددتها معه في وصلته الأولى بالحفل الذي جمعه مع الفنان فهد الكبيسي. غنّى القطان جميع أعماله، وبتقسيمة جميلة، حفظت استمرار حماسة الحضور. كما غنى «روحي تحبك» للفنان عبدالمجيد عبدالله، وقدم أيضاً عزفاً منفرداً على الأورغ في أغنية «تعبت اضحك» وسط تفاعل رائع مع بقية الأغاني التي أفسدتها القفلات لعدم تركيز الفرقة الموسيقية. وتغلب القطان على عراقيل فنية عدة في الحفل، منها صوت الموسيقى الذي كان أحياناً أعلى من صوته، وهذا ما تفاداه مهندس الصوت في ما بعد. لكن في المجمل، قدم القطان نفسه بالشكل المطلوب أمام جمهور خليجي كبير كانت غالبيته من المملكة العربية السعودية. ومع وصلة الفنان فهد الكبيسي، اكتمل نصاب الجمهور الذي حيّاه بحرارة... هو الذي كان متمكناً من المسرح لخبرة لا بأس بها في المهرجانات الغنائية، وركز على أغانيه من الإيقاع السريع التي حركت المسرح حتى نهاية الوصلة. وبالتفاتة جميلة منه، قدم الكبيسي أيضاً أغنية «الطوارق» للشاعر الراحل مساعد الرشيدي. في المحصلة، لم يشعر الحضور بشبابية الحفل، وبدا وكأنه لنجمين كبيرين نظراً للحضور الجماهيري ولحرفية فهد الكبيسي وحمد القطان.
مشاركة :