يعيش في إيران اليوم نحو 45 ألف يهودي، وهم بذلك يشكلون أكبر تجمع يهودي في الشرق الأوسط بعد إسرائيل، وأغلبهم من الطبقة الوسطى- المثقفة، لديهم أملاك، وعائلات وأعامل، ولا يرون بذلك أي مشكلة، حتى وإن كانت إسرائيل، دولة اليهود، تعد عدو بلادهم الأكبر. ويهود إيران هم «الطيالسة» نسبة إلى رداءٍ يلبسونه يسمى الطيلسان، ويتوزع يهود إيران في طهران وهمدان وأصفهان وأهم مقابرهم ومزاراتهم، مقبرة النبي دانيال، والنبي يعقوب. وتعتبر الجالية اليهودية الإيرانية من أقدم الجاليات اليهودية في العالم، فقد تأسست في القرن الخامس قبل الميلاد. ويبدأ تاريخ اليهود في بلاد الفرس قبل أكثر من 2400 سنة ووصلوا إلى هناك بعد استيلاء الملك بخت نصر على القدس وقيامه بسبي الآلاف من اليهود ونقلهم إلى بلاد ما بين النهرين ومن بابل انتقل اليهود إلى العمق الإيراني. وتمكن اليهود مع الزمن من التغلغل في المجتمع البالي واحتلوا مناصب كبيرة في البلاط والدولة هناك ومارسوا طقوسهم الدينية في العراق وكتبوا في بابل (التلمود البابلي). و في الفترة البابلية ظهر بين اليهود عدة أنبياء ومن بينهم النبي ذو الكفل الذي يقع مرقده لحد الآن في محافظة بابل. وقدم يهود بابل المساعدة للفرس خلال احتلال بابل بعد أن قدموا لهم الكثير من المعلومات الهامة عن جيش بابل وعن تحصينات المدينة التي سقطت عام 539 قبل الميلاد ولقاء هذه المساعدات اليهودية للدولة الفارسية الأخمينية سمح كورش لهم بالعودة إلى فلسطين. وحدثت موجتان كبيرتان لهجرة يهود إيران، الأولى التي أعقبت إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، والثانية التي أعقبت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. في عهد الشاه كان يعيش في إيران عشرات الآلاف من اليهود ولكن الكثيرين منهم هاجروا بعد الثورة الإسلامية. وتجدر الإشارة إلى أن ربع مليون يهودي من أصل إيراني يعيشون في إسرائيل، بينهم الرئيس السابق موشيه كاتساف، والقائد العسكري السابق والنائب الحالي في الكنيست شاؤول موفاز وواحدة من أكثر مطربات إسرائيل شهرة هي ريتا، ولها أغاني بالفارسية.
مشاركة :