الميزانيات وراء غياب الدراما التاريخية الإماراتية

  • 2/2/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من أن كتب التاريخ تحمل الكثير من القصص المشوقة عن الإمارات قديماً، إلا أن الشاشة الصغيرة خاصمت هذا الرصيد الوطني، فصارت الدراما التاريخية هي «القيمة الغائبة» عن الشاشة التي اختزلت تاريخ البلد في البحر والنوخذة، فحُرم الجيل الجديد من مشاهدة ما عاشته الأجيال القديمة من معاناة ونضال، حتى تصل إلى هذا التطور الكبير.. «البيان» سألت أهل الفن عن أسباب غياب الدراما الإماراتية التاريخية، فجاءت الإجابات متباينة بين: غياب الكاتب الملم بالتفاصيل التاريخية، عدم توافر الميزانية الضخمة التي تتطلبها، التحضيرات الدقيقة التي تبرز العمل بمصداقية أكبر. تفاصيل يؤكد الفنان مرعي الحليان أن الدراما التاريخية في الإمارات بحاجة إلى كاتب مثقف وملم بالتفاصيل التاريخية، مشيراً إلى أن تاريخ الإمارات ما قبل النفط يختزل في الإبداعات ب: البحر والغوص والنوخذة، وتتعمق تلك الحالة رغم وجود تاريخ ثري، كما يقول، إذ كانت هناك حركة مقاومة للوجود الأجنبي.. والمجلات السياسية كانت تهرب من مصر إلى البصرة ثم الإمارات، إضافة لنشاط التبادل التجاري. وفيما يخص عدم قيام الحليان بالمبادرة وكتابة عمل تاريخي، يقول: المسرح يسكن روحي. ويضيف ممازحاً: «وكأنه عفريت»، فعلى الرغم من الربح المادي القليل الذي يجنيه منه الفنان فإنني أعشقه..لذلك لا أجد الوقت لكتابة الأعمال الدرامية. دراسة دقيقة وترى المخرجة نهلة الفهد أن التطرق إلى التاريخ ليس هيناً، فهو بحاجة إلى دراسة دقيقة، ووقت طويل للتحضير، وتكلفة إنتاجية ضخمة، خاصةً إذا أردنا تصوير غزوات وبناء ديكورات تناسب الحقبة، والاقتراب من الواقع بشكل درامي ممتع يجذب المشاهد إلى أحداثه. وتضيف الفهد بنبرة ساخرة: في الأفلام التاريخية الأميركية تجد المخرج يركز على أظافر البطلة فتجدها متسخة ومتكسرة لتلائم الموقف، أما في أفلامنا واعمالنا الدرامية العربية، فتجد أظافر الفنانة منمقة وألوان «المناكير»: الأحمر والأخضر والأزرق. وترى الأسنان ناصعة البياض وعمليات التجميل والنفخ والشفط تقف عائقاً أمام تجسد الشخصية، الأمر الذي يجعل المشاهد غير مقتنع بما يراه على الشاشة! متكامل الأركان «الصعوبة تكمن في النص والتفاصيل». هكذا بدأ الفنان إبراهيم سالم حديثه لـ«البيان». وتابع: هناك كثير من الأحداث التاريخية المتشعبة، والأخرى التي تحتاج إلى مراجعة كبيرة، لذلك لا مجال للخطأ حين نريد تقديمها على الشاشة، فالمشاهد اليوم على درجة كبيرة من الوعي، وإذا قدم العمل بصدق سيصل إليه ويحقق نجاحاً كبيراً، أما إذا حدث تهاون وقدمنا عملاً مهلهلاً غير متكامل الأركان فلن يرحمنا الجمهور. ويشير سالم إلى أنه في الدول الأجنبية توجد شركات متخصصة توفر الملابس التاريخية والسيارات القديمة، وفي العمل الواحد تجد أكثر من شركة تتعاون للظهور بالعمل ككل بشكل لائق. طي المجهول تقول الكاتبة باسمة يونس: تغيب الدراما الإماراتية التاريخية عن الشاشتين الفضية والذهبية لأسباب متعددة، ربما يكون أولها، وهو أهمها، غياب النص أو السيناريو المتمكن، والذي يغري أصحاب المجال الفني بخوض مثل هذه التجربة. ولا بد من القول بأن الكتابة في الموضوع التاريخي لا تتوقف عند حدود التخيل أو معالجة فكرة متخيلة، بل تحتاج الى معالجة شديدة الحرص على أن تقدم التاريخ بالصورة التي تشبع المتفرجين فكريا وصوريا، بحيث يكون النص جديرا، على سبيل المثال، بتجسيد الفترة التاريخية التي منها انطلقت الإمارات لتصبح بهذه المكانة الرفيعة اليوم. وتؤكد باسمة يونس، أنها ستكون أول المشتغلين على نصوص متخصصة في الدراما التاريخية تعرض لقيمة وأهمية تاريخ الإمارات وتطورها ومكانتها، في حال حصولها على الدعم والتفريغ اللازمين لكتابة نص تستحقه الإمارات.

مشاركة :