أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن جمهورية روسيا الاتحادية تعد شريكاً سياسياً واقتصادياً فاعلاً لتحقيق التنمية الشاملة ودعم استقرار المنطقة، ودعا سموه خلال ترؤسه أعمال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي الروسي الذي نظمته وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أمس، في أبوظبي، إلى وضع خريطة طريق تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة من الشراكة العربية الروسية، لافتاً إلى أن تعميق إيران حالة عدم الاستقرار نتيجة تبنيها لخطاب وسياسة طائفية ودعمها لجماعات إرهابية، وأن استمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث يعتبر خير مثال على سياستها التدخلية في شؤون المنطقة، وتطرق سموه إلى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحظر إصدار التأشيرات على 7 دول مسلمة، وأكد أن الدول لها الحق أن تتخذ قرارتها السيادية وأن القرار لا يستهدف المسلمين، كما اعتبر سموه أن الوقت لا يزال مبكراً حول الموقف من المناطق الآمنة التي طرحها ترامب في سوريا، في قوت حذر لافروف من تكرار تجربة المناطق الآمنة في ليبيا، وانتقد كذلك أسلوب «الهندسة الجيوسياسية» التي أدت إلى تصاعد غير مسبوق في مستوى التهديد الإرهابي. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن جمهورية روسيا الاتحادية تعد شريكاً سياسياً واقتصادياً فاعلاً لتحقيق التنمية الشاملة ودعم استقرار المنطقة. جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال ترؤسه أعمال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي الروسي الذي نظمته وزارة الخارجية والتعاون الدولي اليوم في أبوظبي. ورحب سموه في مستهل كلمته بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء الخارجية العرب وأعضاء الوفود المشاركة. 15 ملياراً وقال سموه إن هذا المنتدى حقق خلال دوراته الثلاث السابقة الكثير من الإنجازات، خاصة على الصعد الاقتصادية والاستثمارية والتبادل التجاري الذي اقترب من مستوى 15 مليار دولار بين الجانبين العربي والروسي، إلا أن ذلك يبقى أدنى من طموحاتنا إذا ما قورن بالإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الدول العربية وروسيا الاتحادية. وأضاف سموه: «إننا مَدْعُوّونَ اليوم للعمل بشكل أفضل وبجهود فعالة خاصة من جانب المعنيين في كلا الجانبين من رجال الأعمال والصناعة والشركات والمؤسسات المتخصصة في استكشاف واستغلال الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة في روسيا الاتحادية والعالم العربي، من أجل تعزيز التبادل التجاري والاستثمار، مدعومة بوجود تشريعات حمائية متطورة، ولعل ذلك ما يتطلب وضع خريطة طريق واضحة بجدول زمني يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة». وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد: «إننا في هذا السياق ندرك جيداً مدى أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين الجانبين العربي والروسي، وتنميتها على كافة المستويات والصعد، وتحقيق الأهداف الرامية إلى بناء شراكة حقيقية تخدم مصالح الجانبين، لاقتناعنا بأن روسيا الاتحادية تعد شريكاً سياسياً واقتصادياً فاعلاً لتحقيق التنمية الشاملة وبما يحقق استقرار المنطقة». العنف والفوضى وأضاف سموه: «لقد شهدت السنوات الماضية تفاقماً في الأزمات وانهياراً غير مسبوق في استقرار منطقة الشرق الأوسط، وما أدى إليه ذلك من أعمال العنف والفوضى والأوضاع غير المستقرة وغياب القدرة على إدارة الأزمات لحل الصراعات في المنطقة، وكل ذلك يحتم علينا توحيد جهودنا المشتركة وجهود المجتمع الدولي لإيجاد الحلول الأساسية لهذه الصراعات ووضع الخطوات الإجرائية الملموسة للحد من الخسائر المستمرة التي تعصف بنا». كما أكد سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي، «أن الخطر الأكبر الذي يواجه دولنا ومجتمعاتنا بمختلف انتماءاتها هو التطرف والإرهاب والطائفية الذي أصبح آفة عالمية تقوض بناء الدولة الوطنية وتمزق النسيج الاجتماعي والتوافق المجتمعي ويقضي على تراث تاريخي من التسامح والتعايش تميزت به مجتمعاتنا العربية لقرون عدة». التدخلات الإيرانية وأضاف سموه: «لقد زاد من خطورة هذه الأوضاع ما نشاهده من التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، وما يؤدي إليه ذلك من تهديد خطير للأمن والسلم، ما يستوجب التصدي له والحيلولة دون تمدد نفوذه في منطقتنا العربية انطلاقاً من رفضنا المطلق لمنطق الهيمنة والاستقطاب وتأكيداً للحفاظ على الدولة الوطنية وهويتنا العربية بالتعاون مع الدول الصديقة». ونوه سموه إلى أن «استمرار إيران في احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) يعتبر خير مثال ودليل على ذلك».. مضيفاً: «تبني إيران لخطاب وسياسة طائفية ودعمها لجماعات متطرفة وإرهابية يجعل تدخلها أكثر خطورة على أمن واستقرار عالمنا العربي، الأمر الذي يعمق أكثر من حالة عدم الاستقرار التي أسهمت في ظهور العنف والتطرف والإرهاب الخطير». وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، «أن ما تشهده المنطقة العربية من تطورات متسارعة حمل معه أبعاداً وتداعيات سلبية أثرت في أمن واستقرار دولها وحاولت النيل من وحدة وتماسك مجتمعاتها والإضرار بمنجزاتها التنموية، وسمحت لإيران بالتدخل في شؤونها الداخلية وتنفيذ أجندتها السياسية لزعزعة الاستقرار الإقليمي وتأجيج الصراعات المذهبية التي ولّدت العنف والتطرف والإرهاب بهدف تقويض أركان الدولة الوطنية الحديثة وتدمير مؤسساتها وهياكلها وتعريض سيادتها واستقلالها لمخاطر حقيقية». وقال سموه: «إن كل ما يواجهنا من مخاطر جمة يستدعي منا مضاعفة وتكثيف العمل المتواصل والمنسق على الصعيدين العربي والإقليمي والعالمي لمواجهتها والتعامل معها بصورة جماعية وجادة وفاعلة واتخاذ التدابير الوقائية لمنع وقوعها». الأزمة السورية وحول الملف السوري، لفت سموه إلى أن الوضع المتأزم في سوريا أمر خطير للغاية، فمواصلة التدخلات الإيرانية أدت إلى تقويض الجهود الدولية للحل السياسي للأزمة السورية، ولذلك نؤكد الالتزام بحل سياسي في سوريا يحفظ وحدتها وسلامة أراضيها. وأضاف سمو الشيخ عبدالله بن زايد: «نشيد في هذا السياق بجهود تعزيز وقف إطلاق النار في «أستانا» وندعو إلى المفاوضات السياسة الجادة المبنية على مخرجات جنيف-1، وإلى ضرورة تسريع تقديم المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا للحد من الكارثة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري الشقيق». وأعرب سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي عن تطلعه إلى أن يخرج هذا المنتدى التعاوني بتأييد الإجراءات العربية الساعية إلى صيانة السيادة الوطنية للدول ولأمنها وسلامتها الإقليمية، من منطلق أن السيادة الإقليمية مبدأ عام لا يقبل التجزئة ويمثل حدوداً لا يمكن التهاون فيها أو المساس بها ولا المساومة عليها. وأضاف: «في هذا الصدد نود أن نؤكد أهمية تعزيز الحوار السياسي العربي الروسي الرامي إلى تنسيق المواقف المشتركة في كافة المحافل الدولية، وفي إطار احترام مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية». وأشاد سموه بحرص روسيا على استقرار المنطقة والتزامها بأصدقائها. لافروف: الهندسة الجيوسياسية من جانبه، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن امتنانه لدولة الإمارات، ولسمو الشيخ عبدالله بن زايد، على كرم الضيافة وتنظيم المنتدى بشكل مرتفع المستوى. وأضاف: «التقينا في موسكو منذ عام أثناء الدورة الماضية من منتدى التعاون الروسي – العربي، وقد وافقنا على خطة عمل لتنفيذ المبادئ والأهداف الخاصة بالآلية المشتركة للفترة من 2016 – 2018 وأثلج صدورنا أن أغلب نقاط الخطة قد تم تنفيذها على أرض الواقع. وأشار إلى أن فترة الاضطرابات التي تشهدها المنطقة تأتي نتيجة للممارسة الخاطئة المعروفة باسم «الهندسة الجيوسياسية»، والتي تتضمن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وتغيير الأنظمة، ونتيجة لذلك نحن نرى تصاعداً غير مسبوق في مستوى التهديد الإرهابي. وأضاف: «إننا ندعو بشكل مستمر لكفاءة أفضل في التعاون الدولي ضد الإرهاب مع الدور المركزي والتنسيقي للأمم المتحدة، بناءً على القانون الدولي ومن دون معايير مزدوجة». شريك مهم وعقب انتهاء أعمال الاجتماع، عقد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع لافروف وأحمد أبو الغيط. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي في بداية المؤتمر الصحافي، إن لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع سيرغي لافروف، كان فرصة لبحث آفاق العلاقة المهمة والمتطورة بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية. وأشار سموه إلى أن هناك اتفاقاً بين البلدين أن يتم تبادل مذكرات للعمل من خلال وزارتي الخارجية الإماراتية والروسية، لوضع اتفاقية تسمح لمواطني روسيا ومواطني دولة الإمارات للانتقال بشكل أسهل. وأكد أن روسيا تمثل لدولة الإمارات والعرب شريكاً مهماً، ونحن نثمن الدور الذي تلعبه روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، وحرص معالي سيرغي لافروف على هذه العلاقة. التنسيق الثنائي من جهته، أشاد لافروف بمستوى التعاون والتنسيق الثنائي بين بلاده ودولة الإمارات، والذي يشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، موضحاً أن آفاق هذا التعاون مفتوحة ومستمرة عبر قنوات ووسائل متعددة، ومن ضمنها منتدى التعاون العربي الروسي. وأكد أهمية المناقشات التي شهدها منتدى التعاون العربي الروسي، وأن المجتمعين أكدوا استمرار جهود مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله. وشدد وزير الخارجية الروسي على عدم تأثر علاقات بلاده مع شركائها الاستراتيجيين في المنطقة مثل الإمارات ومصر والسعودية بالعقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة أو بعض الدول الأوروبية. المناطق الآمنة ورداً على سؤال حول وجهة نظر دولة الإمارات تجاه محادثات أستانا، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد، إن هذه المحادثات غيرت الانطباع أنه لا يمكن أن يكون هناك حل لوقف إطلاق نار متماسك في سوريا، مؤكداً سموه أن هذه المحادثات جاءت بعد جهود حثيثة من روسيا وتركيا لخلق أفضل بيئة ممكنة لهذه الحوارات. ورداً على سؤال حول طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإقامة مناطق آمنة في سوريا، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن المناطق الآمنة هدفها إنساني وإغاثي ووجودها مؤقت، مشيراً إلى أن الوقت لايزال مبكراً لنقرر ما هو الموقف من هذه المناطق. بدوره، قال لافروف: «إنه لسوء الحظ لدينا تجربة المناطق الآمنة في ليبيا، والتي استغلتها القوات غير الحكومية لتشكيل حكومة بديلة لكن النتيجة كانت محزنة، حيث تقسم البلد وسادت الفوضى لذلك أنا أرى أن ما نسمعه من أميركا حول إقامة مناطق آمنة لا يمكن أن يتم كما حصل بالماضي وتحديداً في ليبيا». وأضاف لافروف أن الولايات المتحدة تقول إنها تريد المناطق الآمنة في سوريا من أجل التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين والحد من تدفقهم إلى الخارج، ونحن في انتظار أن يقدموا لنا تصورهم الكامل والواضح حول المسألة، وحينها نقرر ونعطي رأينا بناء على ما سيتم طرحه علينا. حظر السفر ورداً على سؤال حول موقف دولة الإمارات من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحظر إصدار التأشيرات على 7 دول مسلمة.. قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إنه لا شك أن الدول لها الحق أن تتخذ قرارتها السيادية. وأشار إلى أن المحاولات لإعطاء انطباع أن القرار موجه لفئة محددة غير سليم، خاصة مع تأكيدات الإدارة الأميركية أنها لا تستهدف المسلمين بهذا القرار، إضافة إلى أن الغالبية العظمى من الدول المسلمة والمسلمين لا يشملهم هذا الحظر كما أن هذا الحظر يتم تطبيقه بشكل مؤقت.. مؤكداً أهمية أن نضع في عين الاعتبار هذه النقاط وكذلك أوضاع الدول التي شملها الحظر، حيث تواجه هذه الدول تحديات عدة، ويجب العمل على معالجة هذه الظروف التي تعاني منها قبل حل الأمر مع الإدارة الأميركية. حوار قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مباحثات «أستانة» السورية هدفت إلى خلق أرضية مناسبة للحوار بين جميع الأطراف السورية، معتبراً أن نجاح المباحثات دفع الأمم المتحدة إلى استئناف جهودها من أجل إطلاق جولة جديدة من مفاوضات جنيف لبحث الأزمة السورية، حيث تم تحديد موعد لهذه الجولة، لكن مع الأسف تم الإعلان عن تأجيله أخيراً. الاحتلال أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن المشهد المضطرب الذي تشهده الساحة العربية ليس وليد اليوم، وإنما أتى نتيجة فشل المجتمع الدولي في إصلاح الوضع القائم والجائر المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ليبيا تطرق سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي إلى الملف الليبي، وقال: «إننا نرحب بما اتفقت عليه الأطراف المعنية في اتفاق الصخيرات»، مشيداً بإيجابية الجهود الكبيرة التي نجحت في محاصرة تمدد الإرهاب، ودعا إلى ضرورة دعم هذه الجهود. حظر تجاري دعا وزير الخارجية الروسي العرب إلى الانضمام للمبادرة الروسية لتفعيل المادة رقم 41 من ميثاق الأمم المتحدة، وتبنّي حظر تجاري واقتصادي عام لكل المناطق التي تحت سيطرة «داعش». استبعاد قال سيرغي لافروف إن استبعاد الحكومة السورية من اجتماعات الجامعة العربية أمر لا يخدم المبادرات والجهود الدولية الحثيثة من أجل وضع حل للصراع الدائر، داعياً الجامعة العربية إلى أداء دور أكبر في مواكبة حل الأزمة السورية. متحف عبّر لافروف عن أمله «مثلما تحتضن دولة الإمارات فرعاً لمتحف اللوفر في أبوظبي، أن تحتضن فرعاً لمتحف هيرميتاج الشهير في مدينة سان بطرسبرغ الروسية»، وهو الأمر الذي لاقى ترحيباً من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
مشاركة :