يبدو أن هناك أسباباً أسوأ من السمنة أو ارتفاع ضغط الدم، تجعل الشخص يعيش لمدة أقصر، إذ كشفت دراسة جديدة أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة تؤثر في الصحة في شكل كبير وتخفّض أمد الحياة لسنتين من عمر الإنسان. وشملت الدراسة بيانات لأربعة آلاف شخص من المملكة المتحدة وفرنسا وسويسرا وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية. وأظهر الباحثون أن في هذه البلدان أشخاص كثيرون يعانون من انخفاض في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، التي تشكّل عاملاً خطراً لاعتلال الصحة والموت المبكر، وفق ما ذكر موقع "هافينغتون بوست". واكتشف العلماء أن الظروف الاجتماعية - الاقتصادية السيئة مثل القيام بعمل لا يتطلب مؤهلات كثيرة ومستوى التعليم المتدني تؤدي إلى تراجع متوسط أمد الحياة بسنتين. أما التدخين، فيؤدي إلى تراجع 4.8 سنوات، والسكري 3.9 سنوات، والتحضر 2.4 سنة. وقال مؤلف الدراسة سترينغهيني سيلفيا: "من المهم أن تركز الحكومات على هذا العامل، نظراً لتأثيره الكبير في الصحة"، مضيفاً "الحد من الفقر، وتحسين التعليم وخلق جو من الألفة ووجود بيئات عمل دافئة، كلها تلعب دوراً رئيساً في التغلب على تأثير الحرمان الاجتماعي والاقتصادي". وأكّد الباحثون على أن الظروف الاجتماعية - الاقتصادية يمكن أن تعدل من خلال سياسات محلية ووطنية ودولية، وأن تأثير هذه التغيرات في أمد الحياة سيكون أكبر من تأثير المساعدات لوقف التدخين او النصائح حول الحمية الغذائية.
مشاركة :