هاري وينكس: زئير جمهور توتنهام سيبقى في أذني إلى الأبد

  • 2/2/2017
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

لا يجد نجم نادي توتنهام ولاعب خط وسطه هوتسبير هاري وينكس الكلمات المناسبة التي تصف تجربته مع النادي الإنجليزي العريق، لكن الإحساس الذي يريد أن ينقله يظهر جليا على قسمات وجهه وملامحه الصبيانية وردود فعله الغريبة والمثيرة التي تحمل قدرا كبيرا من الفخر والكبرياء، لكن قبل كل شيء تشعر بأنه سعيد للغاية، في مشهد ربما بات غريبا على لاعبي كرة القدم في الوقت الحالي. يقول اللاعب البالغ من العمر20 عاما: «أنا أعشق الموسيقى التي تُعزف في ملعب وايت هارت لين أثناء خروجنا من نفق الملعب قبل انطلاق المباريات. أعتقد أنها من فيلم (حرب النجوم). عندما كنت أنا ووالدي نسمع تلك الموسيقى ونحن نجلس بين الجماهير كنا نشعر بقشعريرة في أبداننا، وهو الشعور ذاته الذي ينتابني الآن وأنا في نفق الملعب وفي طريقي للخروج للمشاركة في المباراة. إنه شعور مذهل ولا يمكن وصفه». لا يعد هذا غريبا على لاعب بدأ بالفعل في تحويل حلمه إلى حقيقة على أرض الواقع، إذ انضم وينكس لنادي توتنهام وهو في الخامسة من عمره. ويتذكر وينكس الذهاب إلى أول مباراة له في «وايت هارت لين» عندما كان في السادسة أو السابعة من عمره بصحبة والده، غاري، الذي يعشق نادي توتنهام بجنون. يقول وينكس: «أول مباراة أشاهدها للنادي من المدرجات كانت أمام ميدلسبره، بعد أن حصلت على تذاكر اللقاء من رجل يعمل داخل النادي. ما زلتُ أتذكر الجمهور الذي لم يكن يتوقف عن الغناء، وكنت مذهولا مما يحدث. عندما ألعب الآن وأسمع صوت الجمهور، أشعر بنفس الإحساس الذي انتابني عندما كنت صغيرا. ولكي أكون صريحا، لم أكن أتوقع أن تسير الأمور على هذا النحو». التحق وينكس بنادي توتنهام بعد حضوره لمعسكر صيفي وهو في الخامسة من عمره تحت إشراف روس كيمب، الذي كان يعمل في مركز التطوير بالنادي في سانت ألبانز ودعا وينكس للتدريب هناك، لكن لم يمض وقت طويل حتى انتقل للعمل في أكاديمية توتنهام على ملعب «وايت هارت لين». يقول وينكس: «كنت أذهب للأكاديمية مرتين في الأسبوع، لمدة ساعة أو نحو ذلك، في ملعب مجاور لملعب وايت هارت لين. أتذكر أنني كنت أحمل حقيبتي وفيها كل ما أحتاج إليه وأنا في السادسة من عمري، ثم بدأت القصة من هناك». وأصبح وينكس هو الاكتشاف الأبرز لتوتنهام هذا الموسم، بعدما نجح في القيام بأكثر مما كان يتوقعه هو شخصيا، إذ يقول: «كنت أسعى للمشاركة في 20 مباراة - ليس في التشكيلة الأساسية، وإنما في أي جزء من المباراة، لمدة خمس دقائق أو أكثر قليلا»، لكنه شارك في 23 مباراة مع الفريق، معظمها في التشكيلة الأساسية. يقدم وينكس أداء رائعا في منتصف الملعب ولديه قدرة جيدة على التمرير السليم، كما يتمتع بهدوء كبير في فترات الضغط والشد العصبي. وأظهر قدرة هائلة على مساعدة فريقه داخل المستطيل الأخضر، سواء بلمسة ذكية أو تمريرة حاسمة، كما يستعين به المدير الفني للفريق ماوريسيو بوتكيتينو في أوقات كثيرة كبديل من أجل الحفاظ على نتيجة المباراة أو حتى العودة إلى مجريات اللقاء بعد التأخر في النتيجة. لفت وينكس الأنظار إليه في مباراة توتنهام أمام وستهام يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز في التاسع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما شارك في التشكيلة الأساسية ونجح في إحراز هدف التعادل بعدما كان فريقه متأخرا بهدف دون رد وقدم أداء رائعا ساعد فريقه على الفوز بالمباراة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وأثبت أن بوتكيتينو كان على حق عندما قرر الدفع به. وعقب إحرازه الهدف، ركض وينكس باتجاه بوتكيتينو ليحتفل معه، وهو ما يظهر العلاقة القوية بين اللاعب والمدير الفني. وأعلن بوتكيتينو بعد ذلك أن وينكس ذهب إلى مكتبه بعد المباراة وشكره على ثقته في قدراته والدفع به في المباراة. يقول وينكس: «استدعاني المدير الفني. كنت في طريقي للذهاب للاستحمام بعد المباراة وكانت المنشفة بيدي، وكان المدير الفني هناك مع الطاقم التدريبي يتناولون مشروبًا مثلجًا، وقال لي: (أحسنت)، وعانقني. كان يدرك جيدًا أن الموسم كان صعبًا للغاية بالنسبة لي قبل تلك المباراة، إذ كنت أسافر مع الفريق ولا ألعب. وقلت له: (شكرا جزيلاً، لأنك منحتني الفرصة وصعدتني للفريق الأول). كان هذا الهدف بمثابة شكر له على ثقته في قدراتي، ولذا ركضت نحوه بعد الهدف». وكان موسم 2015 - 2016 صعبًا على وينكس، على الرغم من أنه هو العام الذي شهد صعوده للفريق الأول والانضمام لكأس أودي الودي في ميونيخ استعدادًا للموسم الجديد. قرر بوتكيتينو تصعيد لاعبين اثنين من فريق الناشئين للفريق الأول، وهما وينكس ولاعب خط الوسط جوش أونوماه، بينما سمح لعدد آخر من اللاعبين بالرحيل إلى أندية أخرى على سبيل الإعارة. ويفضل المدير الفني الأرجنتيني الاحتفاظ باللاعبين الجيدين معه حتى يتدربوا جيدا على طرق اللعب التي يطبقها، وهو ما يعني أنه قد لا يكون بحاجة إلى اللاعبين الذين أعارهم، وخير دليل على ذلك أنه رفض مرارا التخلي عن خدمات وينكس على سبيل الإعارة. وصف وينكس أول موسم له مع الفريق الأول بأنه عبارة عن «دائرة من السفر والابتعاد عن المباريات، ثم السفر والابتعاد عن المباريات» بشكل محبط. ولم يشارك إلا في مبارتين فقط في الدوري الأوروبي كبديل، بمجموع دقائق يصل إلى 17 دقيقة فقط. وفي 2014 - 2015، وهو أول موسم لبوتكيتينو مع الفريق، ظهر وينكس للمرة الأولى في صفوف الفريق الأول لتوتنهام كبديل في الدقيقة 87، في إحدى مباريات الدوري الأوروبي، ولم يظهر ثانية طوال مباريات الموسم. يقول وينكس: «لكي أكون صريحًا، كنت أشعر بضغط كبير الصيف الماضي، لأنني كنت قد بلغت العشرين من عمري، ولم أشارك مع الفريق إلا في ثلاث مباريات، ولم أبدأ مطلقا في التشكيلة الأساسية، في الوقت الذي يلعب فيه لاعبون شباب باستمرار في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الدرجة الأولى. أخبروني بأنني لن أُعارَ إلى أي نادٍ آخر، وهو ما كان شيئا جيدا، ولكن في نفس الوقت كنت أريد أن أشارك في المباريات. لذا كنت أسأل نفسي: هل أغضب المدير الفني وأطلب الرحيل لأي نادٍ آخر على سبيل الإعارة، أم أعمل بجد وأثق فيه؟». وفي النهاية، قرر وينكس أن يتدرب بكل قوة ويثق في مديره الفني، وإن لم يكن أمامه سوى ذلك في حقيقة الأمر. وكان بوتكيتينو قد وضع خطة بالفعل من أجل الدفع بوينكس في المباريات، وساعده على ذلك رغبة وينكس القوية في الوجود بالفريق الأول والظهور بأداء جيد للغاية في التدريبات. يطبق بوتكيتينو نظاما تدريبيا صارما وقويا للغاية قبل انطلاق الموسم الجديد. وفي هذا الإطار، يلقي وينكس الضوء على ما يطلق عليه اسم «اختبار جاكون»، الذي سُمِّي على اسم البروفسور جورج جاكون، الذي عمل من قبل كمدرب للأحمال في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي سبق وأن لعب له بوتكيتينو. أما «اختبار جاكون» فهو اختبار يعتمد على الجري لمسافات طويلة ثم الاستراحة قليلا ومواصلة الركض بعد ذلك. يقول وينكس: «إنه اختبار قاتل تمامًا»، لكنه كان أحد اللاعبين الذين تمكنوا من استكماله للنهاية. ويضيف: «تحملت حتى النهاية، وبذلت أقصى ما في وسعي. والشيء الذي يحبه المدير الفني هو اللياقة البدنية القوية والمحافظة على التركيز الذهني أيضًا». وضم بوتكيتينو وينكس إلى الفريق خلال رحلته إلى أستراليا، وقدم اللاعب أداء رائعا في المباريات الودية التي خاضها الفريق أمام يوفنتوس الإيطالي وأتليتكو مدريد الإسباني. وعندما استدعى بوتكيتينو وينكس من على مقاعد البدلاء للمشاركة أمام إيفرتون في بداية الموسم، شعر اللاعب بأن هذه هي «أول إشارة» على أنه سيكون جزءا من خطط المدير الفني الأرجنتيني. وأشاد وينكس بجون ماكديرموت، مدير أكاديمية الناشئين بالنادي، ووصفه بأنه «أحد أهم الأسباب وراء ما وصلت إليه الآن»، ويؤكد أيضًا أن أكثر فتراته الإنتاجية كانت عندما كان يلعب تحت قيادة المدير الفني كريس رامسي وهو في الثانية عشرة من عمره. يقول وينكس: «أتذكر أنني كنت أشعر بالرعب عندما أرى جون وأنا في الـ12 والـ13 من عمري. إنه شخص صارم وحاد في التعامل. إنه يريد منك أن تتعامل بكل بقوة، كما يركز على الجانب الفني. إنه يشبه بوتكيتينو إلى حد بعيد». يقول وينكس عن أول اجتماع بينه وبين بوتكيتينو: «وقعت أول عقد احتراف لي في صيف عام 2014، وهو الموسم الذي شهد قدوم المدير الفني الأرجنتيني إلى النادي. وعندما كنت أوقع العقد بالقرب من مكتبه، جاء وصافحني قائلا (لقد رأيت مقاطع فيديو لك وطلبت من جون ماكديرموت أن يوقع عقدا معك على الفور) – لا أعرف إن كان صادقا فيما قاله أم لا. لقد كنت في حالة ذهول تامة». وقدم وينكس مستوى جيدًا في التدريبات، التي تبدأ كل يوم بما يطلق عليه اسم «الصناديق»، حيث يقف ثمانية لاعبين على جوانب مسافة صغيرة ويحاولون تمرير الكرة لبعضهم البعض بينما يكون هناك لاعبان في المنتصف يحاولان قطع الكرة، وعندما ينجح أحدهما في قطع الكرة فإنه يحل محل اللاعب صاحب التمريرة الخاطئة، وهكذا. يقول وينكس: «وضعنا قاعدة جديدة وهي أن أي لاعب تمر الكرة من بين قدميه ثلاث مرات سوف يغني أثناء أي رحلة يقطعها الفريق. حدث هذا الأمر مع إريك داير وجوش أونوماه، لكنهما يرفضان الغناء!». يقول وينكس إن بوتكيتينو يشرف على عدد من المنافسات الصغيرة بين اللاعبين، التي قد تقتصر على المنافسة بين لاعبين اثنين فقط في كل فريق، وفي الآونة الأخيرة كنا نجري مواجهات بين اللاعبين الإنجليز واللاعبين الأجانب لنرى أي فريق سيفوز. وفي الحقيقة، تكون المنافسة شديدة للغاية. ويحب بوتكيتينو أن يشترك في تلك المنافسات. يقول وينكس: «أتذكر أنه أصيب أثناء قفزه للحصول على كرة عالية بسبب اصطدامه بلاعب آخر من الخلف. قد يكون من اصطدم به هو كاميرون كارتر فيكيرس أو بين ديفيز، فقد كانا متوترين بعض الشيء. أعتقد أن كاميرون هو من أصابه». ويتسم وينكس بأنه مهذب ومتواضع، ويروي أنه عندما كان في السادسة من عمره أقنعته والدته، أنيتا، بأن يكتب خطابا لستيفين جيرارد، الذي كان مثله الأعلى، في ملعب التدريب في ليفربول. وبالفعل كتب وينكس الخطاب، ولم يحصل على رد من جيرارد، لكنه قابله بعد ذلك وجها لوجه في مارس (آذار) 2014، عندما كان يجلس على مقاعد بدلاء توتنهام هوتسبير في مباراة الفريق أمام ليفربول تحت قيادة تيم شيروود، كما قابله أيضًا خلال حدث رياضي تنظمه إحدى الشركات الراعية. يقول وينكس: «لقد صافحته، ونظر إلى وكأنه يقول (استمر فيما أنت عليه)، أو شيئا من هذا القبيل»، وبالفعل يسعى وينكس للاستمرار في التدريب بكل قوة وبذل أقصى ما لديه.

مشاركة :