رسالة إنسانية تخطب ود المستهلكين

  • 2/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تبدو المشاهد مختلفة تماماً عن الواقع خلف الكواليس في جميع مراحل الإنتاج، خاصة أثناء الاحتفال بإطلاق منتجات تحصد الإعجاب والهتافات من جمهور المستهلكين بغض النظر عن معايير القيمة الشرائية ونسبتها من مدخول الفرد لكن مازلت علاقة المستهلك بالمنتجات والسلع التي تُروّج مفهوم المسؤولية المجتمعية ،تعاني شيئاً من الضبابية والتشويش. وغير قادرة على ترسيخ ثقافة استهلاكية إنسانية لدى المستهلك وتمريرها كرسائل هادفة بين ما هو معروض فى الأسواق خاصة التى لا تهتم فقط برفع نسبة الأرباح التجارية ولكن تدعم ايضا القضايا الإنسانية، والخيرية، الى جانب المساهمة في التنمية المستدامة والمتضمنة صحة ورخاء المجتمع، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات المستهلك . قيم أخلاقية وفي السياق يقول جاسر هشام: إن المستهلكين يبحثون عن الجودة وعن الأشياء التي تدوم، لا تبلى ويتم رميها، كما يعود سبب شعبية مثل هذه التصاميم خاصة المتعلقة بالسلع المعمرة والأثاث، إلى الطلب المتزايد عليها من قبل المستهلكين . ولأن الناس بدأوا يشترون من القلب، فهم يدركون تماماً اين صنعت ومن صنعها وكيف صنعت وشراؤها يدعم حياة اكثر من 200 مليون شخص حول العالم يعملون بصورة مباشرة في صناعة النسيج الصديق للبيئة، فإذا كان عالم صناعة المنتجات يُعلّق الآمال على القيم الأخلاقية فإن «الإبداع» هو المظلة التي تحمي المستهلك. ذاكرة شرائية وترى روان جمال، أن كثيراً من المنتجات، خاصة التي تحمل صفة السلع المعمرة او المتعلقة بالموضة الاستهلاكية والتي تدعم شركاتها مبادئ المسؤولية المجتمعية، تجد صعوبة في إيصال تلك الرسائل السامية للمستهلك، الذي بطبعه تعوّد على اتجاهات محددة فيما يخص البضائع المعروضة . وينتقي منها ما تعودت ذاكرته الشرائية عليه، بغض النظر عن أهميتها التي تقدم الرعاية والاهتمام لبرامج التعليم ومحاربة الفقر والحفاظ على البيئة أيضا، من منطلق الممارسات الأخلاقية التي تطرح علاقة عادلة تربط الشركة بمبادرات ومساعدات قادرة على تغير ظروف معيشية صعبة. خدمات وتفضل نورة سالم، أن تقدم الدعم للشركات والمنتجات التي تخدم المسؤولية الاجتماعية، وتنتقي ما هو ملائم لاحتياجاتها الاستهلاكية متى توفرت في الأسواق والمتاجر، وتم توفير معلومات عنها بشكل واضح، من حيث نطاق الخدمات التي تقدمها والمجالات المخصصة لها في بلدان العالم الفقيرة، وتأتي في مقدمتها تلك الخدمات النوعية خاصة بمجالي الصحة والتعليم. فما لا يعرفه الكثير من المستهلكين ان بعض المنتجات الفاخرة والتي لا تدعم برامج المسؤولية المجتمعية بوجه عام، تأتي على حساب شريحة واسعة من الذين يعملون خاصة في صناعة الألبسة في ظروف صعبة جداً بحيث يتمّ استغلالهم واجبارهم على العمل لساعات طويلة مقابل أجور ضئيلة، إلى جانب حرمانهم من سائر حقوقهم التي تنصّ عليها اتفاقيات ومنظمات العمل العالمية. أهداف ويؤكد مهند طارق، أنه لا يثق كثيراً في جدّية الشركات التي تروج لمنتجاتها عبر دعمها للمسؤولية المجتمعية، خاصه ومنها المنتجات التي يزعم مصنعوها أنها طبيعية علماً بأن كل شيء في العالم يعد طبيعياً تقريباً، انها لا تقدم دلائل واضحة ومبسطة للمستهلك عن الجهات المستفيدة وما تم إنجازه على الأرض سوء خلال حملتها الدعائية او بعد ذلك كي يقبل على اختيار تلك المنتجات الملتزمة بمبادئ المسؤولية المجتمعية. وأن يدعم في الوقت نفسه الصناعات التي تنتجها الدول الفقيرة، فيؤدي ذلك إلى تحقيق التنمية المستديمة في تلك المجتمعات، هناك قنوات موثوقة مخصصة لتلك المساهمات، تراعي المصداقية في طرح القضايا وبيان النتائج، مما يشجع الكثير من المستهلكين في الإقبال عليها. تجارة عادلة وتقول ريهام صالح، ان التجارة العادلة احد اهم اهداف المسؤولية المجتمعية التي تعود بالنفع أيضا علينا كمستهلكين، حيث تفتح آفاقا متجددة للمساهمة في دعم عدد كبير من المنشآت والصناعات في المجتمعات الزراعية والرعوية الفقيرة في تجارة البن والأرز والبهارات والفواكه الطازجة والمكسرات، إضافة إلى الحرف اليدوية الصغيرة. وتبنت شركات عالمية منتجات تلك المجتمعات لدعمها وتشجيع أفرادها للنهوض بمجتمعاتهم، ومن واجب تلك الشركات التشجيع على اختيار منتجاتها، وبذلك يتم تحقيق أهداف المسؤولية الاجتماعية واحترام أخلاقيات التعاملات التجارية.

مشاركة :