يرى التقرير الخامس الصادر عن «الهيئة الحكومية الدوليّة المعنية بتغير المناخ»، أن من المرجح أن يتجاوز التغيّر في درجة حرارة الأرض في نهاية القرن الحادي والعشرين، مستوى الـ 1.5 درجة مئوية، مقارنة بالفترة الممتدة من 1850 إلى 1900. ويشير إلى وجود نظريات علميّة أخرى ترجح أن تكون تلك الزيادة بمقدار درجتين مئويتين. كما يوضح أن التغيّرات في دورة المياه عالميّاً لن تكون منتظمة، بل يزيد الفارق في هطول المطر بين الأقاليم الرطبة والأقاليم الجافة، بصورة متواصلة على مدار القرن الجاري. مياه متطرّفة وفق التقرير نفسه، من المرجح إلى حدّ كبير أن تزداد كثافة الهطول المتطرف للأمطار الكثيفة فوق معظم كتل اليابسة الواقعة على خطوط العرض الوسطى وكذلك الحال بالنسبة الى المناطق المدارية، بحلول نهاية هذا القرن. كما تزيد المساحة التي تشملها نظم الرياح الموسمية القويّة التي يرجح أن تتطاول مواسمها أيضاً. وتفسر هذه الصورة عن الغلاف الجوي وارتفاع درجة حرارة الكوكب الأزرق، حجم التأثير السلبي المستمر للنشاطات الإنسانيّة المتنوّعة، على المحيطات والغلاف الجليدي ومياه المسطحات البحريّة. ويرصد التقرير نفسه حدوث ارتفاع في حرارة الطبقة العليا من المحيطات (بمعنى أنها تمتد حتى عمق 75 متراً) بمقدار11,. درجة مئوية كل عقد، عبر الفترة الممتدة من 1971 إلى 2010. وفي السياق عينه، من المرجح أيضاً أنه حدث احترار في طبقات المحيطات في الأعماق الممتدة بين700 و2000 متر، بين عاميّ 1957 و2009. ويشير إلى أن ما يزيد على 60 في المئة من صافي زيادة الطاقة في النظام المناخي، جرى اختزانه في الطبقات العليا من المحيطات، بين عاميّ 1971 و2010. ويعطي التقرير تفاصيل جمّة عن المخاطر الشديدة التي يتعرّض لها الغلاف الجليدي للكرة الأرضيّة. ووفق التقرير، فقدت الصفائح الجليدية في منطقة «غرين لاند» في القطب الشمالي والمناطق القطبية الجنوبية، كتلاً جليدية ضخمة خلال العقدين الأخيرين. كما استمر تقلّص حجم الأنهار الجليدية على نطاق عالميّ واسع. وتزامن الأمر مع استمرار التناقص في حجم الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية، وتآكل الغطاء الجليدي الربيعي في النصف الشمالي للكرة الأرضيّة. وتؤيد أدلة متعددة حدوث احترار كبير جداً في المنطقة القطبية الشمالية منذ منتصف القرن العشرين. وكذلك فإنه من المرجح الى حد كبير، أن زيادة كبيرة حدثت في معدل فقدان الكتل الجليدية من الصفائح الجليدية في «غرين لاند»، ما أحدث تناقصاً تراوح بين 34 و74 طناً سنوياً بين عامي 1992 و2001. وتزايد الهبوط عينه ليصل الى مستويات تراوحت بين 215 و274 طناً سنوياً خلال الفترة بين 2002 و 2011. الهيئة الحكومية الدوليّة المعنية بتغير المناخ
مشاركة :