الإعلام الرياضي بين الروح الرياضية والروح العدائية

  • 4/13/2014
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

أصعب الظواهر التي يمكن أن يواجهها الإعلام هي الظواهر التي ينتجها الإعلام ولنا في الإعلام الرياضي اكبر دليل . الجيل الذي انتمي إليه بدأت علاقته بالتشجيع الرياضي من خلال اقرانه في المدرسة والمتحمس منا كان يحضر المباريات أو يتابعها عبر المذياع ولاحقاً التلفزيون وليس لنا نافذة للاطلاع على ما خلف الكواليس إلا عبر ما ينشر في الصحف وفي صفحات محدودة تصف أحداث المباراة وبعض الأخبار الأخرى ولهذا كان التشجيع بالنسبة لنا متعة فيها الإثارة ولم تصل بأي حال من الأحوال إلى ما وصلت إليه الآن من تعصب وتطرف وإقصاء والاعتداد بالنفس على حساب رفض الآخر والتقليل من انجازه بل وإلقاء التهم على كل من يحقق انجازاً على انه حققه بالدعم وليس بالجدارة وهذا للأسف إن بدأ من الجانب الرياضي إلا انه سيمتد إلى جوانب الحياة الأخرى (فإن لم أكن أنا الأول فهذا يعني أن الكل وقف ضدي وحال دون وصولي إليه) والمشكلة الكبرى في ما يضخه بعض الإعلام الرياضي سواء عبر وسائله أو عبر شخوصه فكنا في السابق نتعامل مع صحيفة أو صحفي ويصعب أن تعرف ميولها أن لم تكن متابعا محترفا أما اليوم فلقد أظهرت لنا وسائل الإعلام الرياضي من يشار إلى أنهم محللون وهم في حقيقة الأمر محامون للأندية التي ينتمون لها وأصبح لهم حضور بارز وتستقطبهم البرامج الباحثة عن الإثارة لأنهم وقود التعصب فلهذا يجد فيهم الجيل الجديد ما يرضيهم ويتناقلون ما يقولونه إلى تغريداتهم ولهذا انظروا إلى بعض (الهاشتاقات) التي يطلقونها وكيف تصل إلى مئات الآلاف من التغريدات في دقائق والتي يفتقد الكثير منها إلى ادني درجات الاحترام ولهذا تأثير على سلوكيات البشر فلسنا في حاجة إلى مزيد العنف النفسي لنجعل الناس يتابعون عشرات القنوات الرياضية وعشرات البرامج على مدار الساعة لتغذية هذا الإحساس عبر استضافة من يسمي نفسه بناقد أو محلل رياضي أو إعلامي وهو في الحقيقة محامي متعصب يهمه أن يكسب موكله القضية حتى ولو كان يعرف انه مدان مع سبق الإصرار والترصد ولهذا يأتي الخصم الآخر ليكيل نفس التهم بجرعات اكبر ويذهب مئات الآلاف من مشجعي هذا النادي أو ذاك لتبني رؤية هذا المحامي المتعصب ولهذا كله يجب أن يلعب الإعلام غير الرياضي دوراً في تخفيف حدة الاحتقان الرياضي عبر إنتاج برامج متخصصة تعتمد على النقاش الراقي في احترام الرأي والرأي الآخر وتعيد لنا الزمن الجميل في المنافسة الشريفة زمن عبارة (خل روحك رياضية) الذي تحول في وقتنا هذا إلى (خلك روحك عدائية). إن سلبيات التعصب تتجاوز المجال الرياضي إلى ما هو أكثر منه ولعل قصة الأخ الذي قتل شقيقه بسبب اختلاف الميول مثال لما يمكن أن يوصلنا إليه من فرقة واختلاف والمشكلة الكبرى أن التعصب ليس ظاهرة صنعها المجتمع ليقوم الإعلام بدوره للتصدي لها ولكن المؤسف له أن من أسهم فيها هو الإعلام الرياضي وهي هنا اخطر ولهذا على بعض البرامج والصحف الرياضية أن تحجم دور محامي الأندية على حساب إتاحة الفرصة لأصحاب التوازن في الطرح من العقلاء وهم كثر لأن قضية التشجيع الرياضي لا يجب أن تتعدى الاستمتاع بمباراة انتهت لصالح الأفضل وماعدا ذلك يفترض أن يبقى ملح التنافس لا ديناميت التعصب وليبقى شعار (خل روحك رياضية منتصرا على شعار خل روحك عدائية).

مشاركة :