لوس انجليس (أ ف ب) - هدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس بحجب التمويل الاتحادي عن جامعة كاليفورنيا في بيركلي اثر تظاهرات عنيفة احتجاجا على دعوة محرر في موقع برايتبارت المثير للجدل لالقاء كلمة في حرمها. وهتف مئات المتظاهرين، بينهم الكثير من الطلاب، "اوقفوه" ليل الاربعاء وحطموا نوافذ في حرم الجامعة واضرموا النيران في الواح خشبية واطلقوا مفرقعات وحجارة على شرطة مكافحة الشغب التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع. ودفعت اعمال العنف السلطات الى اغلاق ابواب الجامعة كما تم الغاء زيارة ميلو يانوبولوس المقررة مساء رغم نفاذ البطاقات بالكامل للاستماع الى الصحافي البريطاني المؤيد لترامب ويعتبر من وجوه "اليمين البديل" المتطرفة في الولايات المتحدة. وردا على الاحتجاجات العنيفة، كتب ترامب على تويتر "اذا كانت جامعة كاليفورنيا في بيركلي لا تسمح بحرية الكلمة وتمارس العنف ضد الابرياء ممن يملكون رأيا مغايرا، لا تمويل اتحاديا (بعد الآن)؟". وكان كبير مستشاري ترامب، ستيف بانون، مديرا للموقع المحافظ المؤيد للرئيس الاميركي. وتعد بيركلي بين افضل الجامعات الحكومية في الولايات المتحدة. وتتلقى تمويلها من ولاية كاليفورنيا اضافة الى الاقساط والمنح والعقود الحكومية والخاصة. وتمول الحكومة الفدرالية نحو نصف الابحاث التي تجريها الجامعة، بحسب موقعها الالكتروني. الا ان بيركلي تعاني منذ سنوات من تقلص ميزانيتها وعجز في الانفاق. ويعرف عن يانوبولوس، محرر قسم التكنولوجيا في موقع برايتبارت، تعليقاته الاستفزازية على مواقع التواصل الاجتماعي حتى انه منع من استخدام تويتر في تموز/يوليو لاتهامه بالتحريض على الهجوم الذي تعرضت له الممثلة السمراء ليسلي جونز بطلة فيلم "غوست باسترز". وادت تظاهرات مشابهة في جامعة كاليفورنيا في دايفس الشهر الماضي الى الغاء كلمة ليانوبولوس وللمسؤول السابق في قطاع صناعة الادوية مارتن شكريلي الذي قام برفع سعر احد ادوية السرطان بشكل قياسي. وكانت مجموعات طلابية من التيار المحافظ نظمت كلمتي يانوبولوس في دايفس وبيركلي. كما الغيت دعوة مماثلة لالقاء كلمة في فرع الجامعة في لوس انجليس. ونفى مسؤولون في فروع الجامعة الثلاثة ان يكونوا وجهوا دعوات الى يانوبولوس او يؤيدون افكاره الا انهم أكدوا التزامهم بمبدأ حرية التعبير. ووقع اكثر من مئة مدرس في كلية بيركلي رسالتين وجهتا الشهر الماضي الى عميدها تحضه على الغاء اللقاء. ونصت احدى الرسالتين "مع اننا نحتج بشدة على آراء يانوبولوس المؤيدة لتفوق البيض والمعادية للمتحولين جنسيا والنساء، الا اننا نريد لفت النظر الى ان سلوكه المؤذي هو السبب في طلبنا الغاء الحدث". واشاروا الى ما حصل في جامعة ميلووكي في كانون الاول/ديسمبر عندما قام يانوبولوس الذي يشن حملة شرسة ضد المثليين بالتهكم علنا على طالبة متحولة جنسيا وعرض صورتها واسمها على الشاشة. © 2017 AFP
مشاركة :