هل تتجاوز التلفزة التونسية كبوتها في "الدوامة"؟

  • 2/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد خيبة كبيرة عانت منها ادراة التلفزة التونسية اثر انتاجها للمسلسل الرمضاني السابق "وردة وكتاب" واجماع النقاد على سطحية فكرته وتواضع اداء الممثلين فيه، شرعت المؤسسة الحكومية للتحضير بقوة لإنجاز المسلسل القادم "الدوامة" المقرر عرضه في شهر الصيام. وحاز "الدوامة" على موافقة لجنة قراءة النصوص الدرامية والمجلس التنفيذي للمؤسسة ومصادقة مجلس الإدارة على انجازه لجودة السيناريو ولحبكة البناء الدرامي. وعرفت الأعمال الدرامية التونسية نقلة نوعية من حيث الجرأة، وطبيعة الموضوعات التي تتناولها بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، على غرار الإتجار بالبشر والمخدرات، وفساد رجال الأعمال، والإرهاب، والسياسة. والمسلسل الرمضاني المرتقب يتكون من 17 حلقة كتبها السيناريست الشاب عبدالمنعم حواس. ويروي المسلسل قصة عداءً قديم متجدّد بين عائلتين يتورط فيه الاجيال القادمة، ويدخل الابناء اثر ذلك في دوّامة الكره والانتقام. كما يتطرق "الدوامة" الى الحياة السياسية في تونس وتعثرها بعد الثورة. وتم إسناد مهمة اخراج المسلسل لنعيم بنرحومة وهو من كفاءات التلفزة التونسية، وخريج معهد الدولة للسينما بموسكو عام 1994، وتحصل على العديد من الجوائز العربية والدولية من خلال عدد من الأعمال الدرامية والوثائقية التي اخرجها او كتبها. وتراهن التلفزة التونسية على انجاح العمل الدرامي الجديد ومحو سورة سلبية انطبعت عنها في ذهن المشاهد التونسي بعد الفشل الذريع لمسلسل "وردة وكتاب" وهو من انتاجها. وبث "وردة وكتاب" على مدار ثلاثين حلقة ودارت أحداثه بين تونس العاصمة ومحافظة سيدي بوزيد قبل الثورة وأثناءها وبعدها. وطرح المسلسل الرمضاني مجموعة من المشاكل التي تعاني منها المناطق الداخلية في تونس على غرار البطالة والفقر والتهميش. ومسلسل المخرج أحمد رجب لخّص الوضعية التي عاشتها تونس مع اندلاع ثورة الربيع العربي. وبدأت الأحداث من بداية بوادر الثورة وحالة الغليان التي عاشها التونسيون ثم اقدام الشاب التونسي ومفجر الثورات العربية محمد البوعزيزي على الانتحار حرقا والمظاهرات التي انطلقت في سيدي بوزيد وخطابات الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ثم اعتصامات القصبة وغيرها من احداث الثورة وتبعاتها في مزج بين الواقع والخيال. واعترفت بطلة امال علوان "وردة وكتاب" ان المسلسل لم يكن في مستوى التطلعات ولم تنكر فشله على المستوى الجماهيري بسبب ضعف قصته وحبكته الدرامية. والعمل بطولة آمال علوان، عاطف بن حسين، رؤوف بن عمر، سميرة مقرون، خالد هويسة، لطيفة القفصي، عائشة بن احمد ومحمد علي بن جمعة. وسيتم تصوير المسلسل الجديد "الدوامة" في تونس الكبرى وسوسة وصفاقس ويتابعه المستشار الفني والمخرج التونسي المشهور الحبيب المسلماني. وتجدد التلفزة التونسية تأكيدها على أن عملية اختيار الإنتاج الدرامي الجديد تم في كنف النزاهة والموضوعية والشفافية. ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، في يناير/كانون الثاني 2011، تبلور في تونس مشهد سياسي واجتماعي جديد، فقد تمكنت البلاد من كتابة دستور مهد لانتخابات برلمانية ورئاسية، رافقه وضع اقتصادي وصف بـ"الهش"، ما انعكس سلبا على الطبقات الاجتماعية التي كثرت مطالبها، وتجسدت في ارتفاع ملحوظ للاحتجاجات. وعانت البلاد كذلك من وقوع بعض العمليات الإرهابية، التي تركزت في جبال الشعانبي غربي البلاد لتستهدف لاحقا منشآت أمنية وعسكرية، وتسبب أضرارا بشرية، تمثلت في مقتل أكثر من 100 من رجال الأمن والجيش. وقال إيهاب الشاوش مدير التلفزيون التونسي السابقخلال السنوات الأخيرة وبعد التحول السياسي الذي عرفته البلاد، بدأت البرامج الحوارية تتناول الموضوعات الساخنة، سواء سياسية أوغيرها، ومن الطبيعي أن تنتقل هذه الموضوعات للأعمال الدرامية بنفس الجرأة".

مشاركة :