تواصل ـ أحمد الرمال: عاش زوار مهرجان الزيتون، الذي انطلق نهاية الشهر الماضي بالجوف، أوقاتاً مليئة بعبق التراث وجماله في حي الضلع الأثري من ‘‘حارة زمان‘‘ حكت تفاصليها الفعاليات التراثية التي جاءت ضمن فقرات المهرجان بالحي، وسط حضور كبير من الشباب، وكبار السن، والأطفال، أمس الأربعاء. حي الضلع ويقع حي الضلع القديم بمدينة سكاكا الجوف في أسفل التل الذي يقوم عليه حصن زعبل الشهير، ويشتمل الحي على عدد من البيوتات المتلاصقة التي شيدت من الطين، والحجارة، وجذوع الأثل، تغطي مساحة تقدر بعشرين ألف متر مربع. الأجواء بالحي، كانت تحاكي حياة الطيبين التي انقرضت قبل أعوام، داخل مضافة بنيت من الطين لم تستقبل ضيوفها منذ عشرات السنين، جاء مهرجان الزيتون يعيد لها الحياة، ويعطر المكان رائحة الهيل، وتزينه ألوان السدو الجوفي، ودلال القهوة وأبريق الشاي، واحتسى الجميع القهوة العربية ويسبقونها بحلوة الجوف التمرة الشهيرة بالمنطقة، ويتبادلون حكايات مضى عليها عقود، وحياة اندثرت يعيدها المهرجان اليوم، ويعيدون ذكريات سنين جميلة تحت أسقف الطين، حيث يجتمع أهالي الحي في ساحاته يومياً. ألعاب شعبية الفعاليات حاكت الحارة القديمة، بوجود الألعاب الشعبية يقدمها فرقة عيال الطيبين شد الظهر، وطاق طاقية، وغيرها، حيث قامت لجنة المهرجان بذبح حاشي بالحي، عادة أهالي الجوف المعروفين بالكرم، تم طبخ اللحم وسط الحي، حيث لم يغب عن المشهد خبز الصاج، وزين المكان وجود الأطفال بالزي الشعبي. مرح الأطفال وسامري الجوف ونُظمت مسابقة لأفضل زي شعبي شارك بها عشرات البنات يرتدين الزي القديم المذهب، ويلعبن ‘‘فتَّحي يا وردة‘‘، و‘‘سكِّري يا وردة‘‘، ويصفقن كفوفهن ملتفات في دائرة، وتترسم الابتسامة على محياهن، وكانت ألعابهم بسيطة ومرحة، وعلى الجانب الآخر من الساحة شاب يرسم فرساناً يمتطون بخيالهم ظهور الخيل، ولم يغب عن المشهد سامري الجوف حيث قام مجموعة من الحضور بأداء سامري الجوف بأنغامها المعروفة، شاركهم أطفال الحي الرقصة الشعبية، وبعد يوم حافل بالألعاب والرقصات الشعبية أقبل الحضور لتناول وجبة الغداء مع خبز الصاج في أجواء لا تختلف أبداً عن حياة الطيبين. الفعاليات التي حضرها كبار السن، عبروا خلالها عن سعادتهم في هذه اللحظات التي أعادت لهم ذلك الماضي بعدما دثرها البنيان، وانشغل أهالي الحي ولم تعد تجمعاتهم كسنوات مضت، مقدمين شكرهم لمهرجان الزيتون. زيت الزيتون وقدمت جامعة الجوف، آخر فعالياتها الثقافية للمزارعين في المهرجان بمحاضرة عن التحليل الكيميائي، والأثر الطبي لزيت الزيتون قدمها عدة مختصين تناولت موضوعات حول الاختبارات الكيميائية لجودة الزيتون، والشفاء بزيت الزيتون، وكرَّم رئيس لجنة الفعاليات أ. ياسر العلي المحاضرين. دور المرأة وفي الفعاليات النسائية قدمت محاضرة لكلية أكسفورد ‘‘دور المرأة في مكافحة الإرهاب‘‘، وواصلت فرقة براعم الزيتون تقديم عروضها للأطفال، وكذلك استقبالهم في حديقة الزيتون، كما قدمت ورشة عمل بعنوان: أمة اقرأ تقرأ، قدمتها داليا عبدالعزيز الشعلان، وقامت الفنانة منى العيشان بالرسم على الماء، كما قدمت محاضرة: ‘‘قلوب تعرف الله‘‘ نظمها مكتب الدعوة والإرشاد والجاليات بصوير، وألقتها نجوى المنديل بعد صلاة العشاء. خدمات إلكترونية وشاركت مديرية الجوازات بمسرحية على مسرح الفعاليات، تناولت ضرورة المحافظة على الوثائق، والاستفادة من الخدمات الإلكترونية التي تقدمها المديرية. وأحيا المنشد عاصم البشرى أُمسية إنشادية، قدم فيها مجموعة من أعماله، تفاعل معها جمهوره ومحبوه بمسرح الفعاليات. زيارات مسؤولين وشهد مهرجان الزيتون زيارات عدة مسؤولين طيلة أيامه الماضية، منها زيارة وكيل إمارة الجوف للحقوق الأستاذ زايد الزايد، ووكيل المساعد للتنمية الأستاذ حبيب عبدالصمد، ورئيس مجلي التدريب التقني والمهني الدكتور جهاد بن صالح زين العابدين، ومدير مدني الجوف العميد عمر بن عبدالله البيز، ومدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الجوف الدكتور حسن الشهراني.
مشاركة :