دعا الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أمس الخميس (2 فبراير/ شباط 2017) إلى الضغط على روسيا في اليوم الخامس من المعارك بين جنود أوكرانيين وموالين لروسيا في شرق أوكرانيا أوقعت 21 قتيلاً على الأقل منذ يوم الأحد الماضي. وهذه المواجهات، الأعنف منذ الهدنة التي أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول، هي الأولى منذ بدء حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤيد للتقارب مع روسيا المتهمة من قبل كييف والاتحاد الأوروبي بدعم الانفصاليين عسكرياً. وقال بوروشنكو في بيانٍ أصدره مكتبه الإعلامي أن «الجنود الروس يطلقون النار على أفديفكا، يجب أن يكون العالم أكثر تحركاً في ضغطه على روسيا للتوصل إلى وقف النار»، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره السلوفاكي أندريه كيسكا. ورد الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي مع نظيره المجري فيكتور اوربان في بودابست متهماً الجيش الاوكراني بانه بدأ المواجهات و»تقدم مئتي متر داخل الاراضي التي تسيطر عليها الميليشيات» قبل ان يتم صده. وأعلن بوتين أن السلطات الاوكرانية تسعى «عبر هذا النزاع» إلى «إقامة علاقات» مع إدارة ترامب، مضيفاً «بذلك، يصبح اسهل بكثير وضع الادارة (الاميركية) الحالية في اجواء المشاكل الاوكرانية». واستمرت المعارك بين الطرفين ليل أمس الأول (الأربعاء) بالصواريخ وقذائف الهاون ما أدى إلى مقتل امرأة. وأعلنت السلطات الانفصالية أيضاً مقتل أحد مقاتليها في ضواحي أفديفكا، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ تجدد أعمال العنف إلى 21. وفيما تدنت الحرارة إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر في أوج فصل الشتاء الأوكراني، يواجه سكان أفديفكا التي تعد 20 ألف نسمة نقصاً في التدفئة والمياه إثر الأضرار التي لحقت بمحطة الكهرباء المركزية في المدينة. وبدأ الجيش الأوكراني توزيع مواد غذائية أمس على سكان محليين في بلدة حدودية في شرق البلاد شهدت خمسة أيام من العنف الذي أوقع نحو 20 قتيلاً وأثار قلقاً دولياً وإدانات واسعة. قذائف هاون هذا، وأعلن الجيش الأوكراني لوكالة فرانس برس أنه صد «هجمات عدة» على مواقعه. وأوضحت الناطقة باسم اللواء الـ 72 في الجيش أولينا موكرينتشوك «ليس هناك إنارة في المدينة ونبقي مصنع التدفئة المحلي في أدنى درجات حرارة ممكنة لتجنب تجمد الأنابيب». وبدأ أمس سماع دوي صواريخ وقذائف هاون في بلدة أفديفكا. ويوزع عناصر الجيش الشاي وعصائد لمئات الأشخاص فيما يسمع دوي القصف. كما أقاموا سبعة مخيمات دافئة يمكن للمواطنين أن يلجأوا إليها احتماء من الصقيع بعدما بلغت الحرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر ليلاً. وقال أحد عناصر الجيش لوكالة فرانس برس «حالياً نحضر عصائد، ونأمل في تأمين لحوم معلبة مساء». لماذا أفديفكا؟ وسيطر الانفصاليون على أفديفكا التي تعتبر مركزاً صناعياً، عند بدء النزاع في أبريل/ نيسان 2014 بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسي فيكتور يانوكوفيتش، لكن كييف استعادتها بعد عدة أشهر. وتحتفظ أوكرانيا بتواجد عسكري كبير في المنطقة القريبة من المدينة وبلدات محيطة بها تعتبر محور القتال. واتفقت موسكو وكييف أمس الأول على السعي لهدنة جديدة تؤدي أيضاً إلى فتح طرقات لخروج الراغبين من المدينة المنكوبة.
مشاركة :