كلما صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من استراتيجيته ضد قيم الغرب زاد الزخم المعادي. العرب [نُشرفي2017/02/03، العدد: 10532، ص(1)] شعبوية مضادة واشنطن – يتصاعد الزخم حول انفصال ولاية كاليفورنيا عن باقي الولايات المتحدة بهدوء، في خطوة شعبوية سريعة موازية لشعبوية الرئيس دونالد ترامب. وتستعد حملة “نعم كاليفورنيا”، التي صوتت بفارق 4 ملايين صوت لصالح المرشحة السابقة في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، للبدء بحشد الأصوات، قد تلهم أسكتلندا للانفصال عن بريطانيا، بالإضافة إلى مقاطعات أخرى في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا. ولم يعد الأمر صعبا أو مكلفا، فمواقع التواصل الاجتماعي يمكنها اليوم القيام بالمهمة دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة لتغطية الإعلانات أو المرور على المنازل لطرق الأبواب أو إجراء مكالمات هاتفية لحث الناخبين على الانضمام للحملة. وما كان ينظر إليه في السابق باعتباره مزحة، من الممكن أن يتحول في يوم وليلة إلى واقع. ولا ينسى البريطانيون ليلة الـ23 من يونيو الماضي، التي انتهت في الصباح التالي بخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، مطلقة موجة تحد عارمة في وجه أوروبا داخل مجتمعات أساسية في الاتحاد. وإذا ما نجحت حملة “نعم كاليفورنيا” من تجميع أكثر من نصف مليون توقيع، وهو العدد المطلوب من أجل تصعيد الأمر إلى واشنطن، فسيكون لزاما على الولاية الحصول على موافقة ثلثي أعضاء الكونغرس من أجل تعديل الدستور، الذي يمثل عائقا أمام انفصال أي من الولايات. وينص الدستور الأميركي على أن “كاليفورنيا ولاية غير قابلة للانفصال عن الولايات المتحدة”. غي فيرهوفستات: حتى خلال الحرب العالمية الثانية لم تشعر أوروبا أنها محاصرة كما تشعر اليوم ويعيش في كاليفورنيا ربع عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة. كما أن ربع عدد سكان الولاية ولدوا في الخارج. وتلجأ الحملة إلى فيسبوك وتويتر لإقناع الغالبية بالمضي قدما نحو إجراء استفتاء على الانفصال عام 2019. ويقول ماركوس إيفانز، نائب مدير حملة “نعم أميركا” إنهم يسعون دائما إلى “بناء تواصل مع الناس الذين يفكرون في الأمر، لكنهم أحجموا على إخبار عائلاتهم وأصدقائهم بالفكرة حتى لا يبدون وكأنهم حمقى أو غريبو الأطوار”. وأضاف “إذا نجحنا في ذلك، فسنكون قد حطمنا حاجز الصمت، وشجعنا كل الأغلبية الصامتة على الحديث”. وإذا ما نجحت خطة إيفانز فسيكون قد خلق قوة شعبية كاسحة تأمل في قلب الأمور رأسا على عقب، وسيعطي دفعة أمل في تحقيق شيء لم يكن أحد يتصور إمكانية تحقيقه. ويقول مراقبون إنه كلما صعد ترامب من تصرفاته الشعبوية، كلما واجه رد فعل موازيا في القوة، ويتبنى نهجا شعبويا مماثلا. وتتضح يوما بعد يوم خطط إدارة ترامب المعادية للاتحاد الأوروبي، إذ شجع “المزيد من الدول إلى اللحاق ببريطانيا”. وقال كبير المفاوضين الأوروبيين غي فيرهوفستات “هذه لغة عنيفة، لم نعهدها من الولايات المتحدة”. وفيرهوفستات، رئيس وزراء بلجيكا السابق، وصاحب كتاب “فرصة أوروبا الأخيرة”، أحد أهم المؤيدين للاتحاد الأوروبي، والداعين لإجراء إصلاحات جذرية في بنيته. ويدعو فيرهوفستات، الذي أثار تعيينه في منصب كبير المفاوضين قلقا واسعا في لندن، إلى تطوير الاتحاد كي يتحول إلى صيغة أقرب إلى “الولايات المتحدة الأوروبية”. وقال في مقابلة تلفزيونية “حتى خلال الحرب العالمية الثانية لم تشعر أوروبا أنها محاصرة كما تشعر اليوم”. ويقول مراقبون إن صعود حملة انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة قد تطلق حملة شعبوية مضادة في أنحاء أوروبا، لكن لصالح البقاء في الاتحاد، وهو ما سيدخل الغرب في صراع أيديولوجي ينتهي بانقسامه لا محالة. :: اقرأ أيضاً تبلور موقف خليجي موحد من التهديدات الإيرانية لبنان يحصي اللاجئين الفلسطينيين للمرة الأولى العاهل الأردني أول زعيم عربي يلتقي ترامب الجيش السوري عينه على الباب وما بعدها
مشاركة :