قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية "قد لا يكون مفيدا" في تحقيق هدف تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ويعد تحولا مفاجئا يشير إلى احتمالية تبني موقف أكثر صرامة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر - في بيان نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - " لا نعتقد أن وجود المستوطنات يشكل عائقا أمام تحقيق السلام، ولكن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة خارج حدودها الحالية قد لا يكون مفيدا في تحقيق هذا الهدف". ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن بيان البيت الأبيض جاء بعد ساعات من تعهد نتنياهو ببناء أول مستوطنة جديدة في الضفة الغربية منذ عقدين "في أقرب وقت ممكن"، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي في البيت الأبيض يوم 15 من شهر فبراير الجاري. وقال سبايسر إن "إدارة ترامب لم تتخذ موقفا رسميا حول النشاط الاستيطاني وتتطلع إلى استمرار المناقشات، بما في ذلك تلك المزمعة بين رئيس الوزراء نتنياهو أثناء زيارته الرئيس ترامب في وقت لاحق من هذا الشهر". وذكرت "وول ستريت جورنال" أن بيان المتحدث باسم البيت الأبيض جاء خلال الأسبوع الذي يفرض فيه ترامب نفسه على الساحة العالمية، مستهدفا خصومه وحلفائه، مستشهدة بتهديداته بفرض عقوبات جديدة ضد إيران على خلفية تجربتها الصاروخية الأخيرة ، بالإضافة إلى إنهاء مكالمة هاتفية بشكل مفاجئ مع رئيس وزراء استراليا مالكوم تيرنبول بعدما أعرب ترامب عن رفضه لاتفاق المبرم مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حول إعادة توطين اللاجئين. كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى مكالمة هاتفية دارت بين ترامب ونتنياهو الأحد الماضي بحثا خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية و"التهديدات التي تشكلها إيران"، والتي وصفها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنها "ودية للغاية". ونقلت عن بيان البيت الأبيض أن ترامب أكد أيضا أنه لا سبيل لتحقيق السلام إلا بإجراء مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، كما نوهت إلى أنه في الوقت الذي انحازت فيه إدارة أوباما السابقة بشكل فعال إلى قرارات مجلس الأمن الدولي، اعترض ترامب في تغريدة نشرها على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي على القرار الأممي، باعتباره أنه يضع "إسرائيل في موقف تفاوضي ضعيف للغاية". وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى الشهر الماضي - في آخر أيام إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما - قرارا يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان فورا بتأييد 14 من الدول الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت للمرة الأولى منذ 1979. ووصفت "وول ستريت جورنال" في ختام تقريرها بيان البيت الأبيض الصادر أمس الخميس بأنه إعادة ترتيب مفاجئة لبعض مواقف ترامب ومن حوله، موضحة أن ترامب كان قد أشار في وقت سابق إلى أنه لا يعتقد بأن المستوطنات الإسرائيلية تشكل عقبة أمام تحقيق السلام، ما شجع مؤيدي إسرائيل على مشروع بناء مستوطنات جديدة.
مشاركة :