الشريم: وسائل التواصل الإجتماعي أفرزت ممارسات غريبة من اللامبالاة بالآداب والأعراف

  • 2/3/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صراحة فيصل القحطاني : أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : إن من نعم الله علينا نعمة المال ونعم في المعيشة ونعم في مواكبة الوسائل الحديثة التي قربت البعيد وقصرت الزمن تجد من في المشرق يسمع سلام من في المغرب ليس بين نطق ذاك وسماع هذا سوى لحظات يسيرة ، إنه لواقع عجيب لو قص على آبائنا وأجدادنا لعدوه ضربا من ضروب الخيال أو حديث سمر الليل . وأضاف فضيلته : إن الكلمة أصبحت تخرج من فم صاحبها والحرف يخطه بنانه ويبلغ الآفاق وهو متكىء لم يجلس بعد ولا يحتاج في معرفة ذلك كله إلى الخروج من بيته ولا التطواف بين الناس ودونهم ومجالس الروايات والأخبار لديهم ، كيف لا يعجبون لذلك وقد كان الغائب عنهم مفقودا حتى يرجع ، وأخبار الأمم حولهم بين وقوعها وبين سماعهم بها مراحل من الزمن ، إنها لنعمة وسائل التواصل الاجتماعي منها وغير الاجتماعي التي أذهلت العقول والأسماع وخطفت الأبصار بسرعتها ودقتها وتكاملها . وبين الشيخ الشريم أن طبيعة وسائل التواصل الإجتماعي أفرزت ممارسات غريبة من اللامبالاة بالآداب والأعراف وخلط الزين بالشين ورفع الكلفة المحمودة حتى أصبحت أنامل المرء هي صورة فكره أكثر من عقله ولسانه ، لأن الذي يواجه هذه الوسائل يواجهها في جميع أحواله وفي خلواته منفردا ومثل ذلكم حري بأن يعزل صاحبه عن عظم مآلات الكلمة وما يدفع ذلك من مغبات خطرة . وأوضح أن سهولة الوصول إلى هذه الوسائل وسهولة استعمالها قد أفرزت غيابا لهيبة الكلمة وعدم استشعار عظمتها وخطورتها حتى إنها أصبحت لدى كثير من الناس في مقام حديث النفس لا زمام له ولا خطاب ولقد أزالت هذه القفزة كثيرا من التحفظات والحواجز التي لا يستطيع أحد أن ينطق بها بين شفتيه في مجلس ما لكن يمكن أن تجرؤ عليها أنامله من خلال لمسه للوحة المفاتيح الرقمية لتصبح تلك اللمسة أسرع من أعمال الفكر وأكثر شغلا لصاحبها من محادثة من هو بجانبه ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كره لأمته القيل والقال فماذا عسانا أن نرى في وسائل التواصل . وأكد فضيلته أن بعض الناس ليتوهم أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل طريقا معبدا للثقافة لا ترى فيه عوجا ، في حين أن الأمر خلاف ذلك تماما لأننا نكابد في زمننا هذا واقعا متسارع الخطى تتدفق إلينا معلوماته تدفقا شديدا عبر هذه الوسائل مما يؤكد اليقظة والحذر لما يمكن أخذه من بين سطورها وما يجب رفضه حتى لا نقع في شرك كنا نفر منه ونكون صيدا ثمينا لمآرب اللاعبين بالمجتمعات المتربصين بها الدوائر ليضربوا وعيها في مقتل أو على أقل تقدير لينجحوا في تأجيج إرهاب فكري يتنازعه طرف الغلو والجفاء وتكون ثمرة التنازع تبدلا في الهوية أو مسخا في أصول الفكر والثقافة . وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام التروي في صحة المعلومة أو عدمها خوفا من الإشاعة التي ستكون أقوى بمراحل من القدرة على تمحيصها ويصبح الاستعداد لقبولها أكبر من نفيها أو الرد عليها وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم في خطبة الجمعة اليوم المسلمين بتقوى الله فالتقوى لا يقبل ربنا غيرها ولا يرحم إلا أهلها وأن الله شرف الخلق في الإقبال على طاعة الله ولزوم عبوديته وذلك هو غاية الخلق والأمر وبه الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة قال الله تعالى : (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) . وقال الشيخ القاسم : إن أعلى الكلام وأرفعه وأعزه ما كان ثناء على الله وخير الثناء ذكر الله بتوحيده وهو كلمة التوحيد (لا إله إلا الله ) وهي أفضل الكلام وأطيبه وأحبه إلى الله فما نطق الناطقون بأحسن منها قولا ولا عمل العاملون بأفضل من مدلولها فعلا هي كلمة التقوى التي اختص الله بها أولياءه (وَألْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّـقْوَى ) وهي أول واجب على العباد علما وعملا قال تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ?هَ إِلَّا اللَّهُ ) وهي آخر واجب قال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) وهي نجاة العبد في قبره وعليها يثبت عند السؤال قال عليه الصلاة والسلام : ( مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ) ويخرج من النار من قالها وكان في قلبه مثقال ذرة من إيمان . وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أنه لأهمية كلمة التوحيد في كل لحظة من حياة الإنسان فقد جاءت به الشريعة وحثت على ملازمتها في كل أحواله وشؤونه فيصبح المسلم ويمسي ناطقاً بها في جل أذكاره ((مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ)) . وأبان الشيخ القاسم أن العلم كلمة التوحيد والعمل بها شرط بالإجماع لحصول مقتضاها الوارد في النصوص فالمراد منها مع اللفظ حقيقتها ومعناها والعمل بمقتضاها والبعد عما يضادها أو يناقضها فمعناها نفي الإلوهية بحق عما سوى الله وإثباتها لله وحده فلا معبود حق إلا الله ولا يستحق العبادة أحد سواه فمدلولها توحيد الألوهية والعبادة وإفراد الله بذلك ، وكلمة التوحيد قائمة على نفي وإثبات , فالنفي وحده إنكار والإثبات وحده لا يمنع الإشراك والتوحيد لا يكون إلا بمجموع الأمرين نفي الإلوهية الحق عما سوى الله وإثباتها لله وحده.

مشاركة :