ناقشت ندوة المائدة المستديرة أمس الخميس، ضمن فعاليات معرض الكتاب، الخطاب الثقافى ومدى أهميته وتأثيره على المجتمع، وتحدث فيها أحمد السيد مدير مسرح أوبرا ملك، وأحد المشاركين فى إعداد خطة التنمية المستدامة لمصر 2030 فيما يخص المحور الثقافى. وقال إن المعضلة تكمن فى أننا كمجتمع ليس بيننا أى نوع من التفاهم، وأصبحنا جميعًا نتجه إلى أشكال الخطاب الثقافى المسيطر على المجتمع، والمتمثل فى السوشيال ميديا، فلم تعد أنت مصدر المعلومة، وبالتالى فالحكم على غالبية الأمور يأتى خاطئًا، وهذا ما يعتبر أهم المشاكل التى تواجهنا الآن. ولكن يمكن أن نغير هذا الواقع، ماذا علينا أن نفعل فى لحظة أصبح الخطاب الثقافى يعانى فيها من البوهيمية، بمعنى أننا أصبحنا لا نفهم بعضنا بعضًا، كأن كل منا يتحدث لغة تخصه وحده، فلم تعد اللغة العربية تجمعنا، بل أصبحت اللغة تفرقنا، حتى السوشيال ميديا التى أصبحت هى المتحكم فى التوجيه الثقافى، نحن نواجه فيها الأن مشكلة لغوية، لأن هناك مفردات تخصها لم يعد لها مفرادات فى اللغة العربية. ويضيف أن الدليل الأكبر على أننا نعيش فوضى عامة، أننا نمتلك جماعات حقوقية، ومع ذلك نحن أكثر بلد يعانى من المساس بحقوق الإنسان، وأننا أكبر دولة تمتلك عددًا من كليات التجارة، ومع ذلك نعانى من اقتصاد فاشل، وجهلًا فى كل الاتجاهات، والأكثر من ذلك نعانى أيضًا فسادًا ليس له آخر، فالفساد يدخل فى كل الاتجاهات، حتى على مستوى الفن، على الرغم من أننا ليس لدينا مشكلة فى الأفكار، ولكن تأتى مشكلتنا الكبرى فى تنفيذ هذه الأفكار. ولكى نبنى المجتمع علينا أن نبنى الأسرة أولا، لذلك علينا أن نبدأ مع الأجيال الجديدة، نسمعهم ونترك لهم فرصة الحديث والفكر. وتابع: فكرتنا البغيضة عن بعض الأمور هى التى وصلت بنا إلى ما نحن عليه، فمثلًا اختفاء المهن الصغيرة الذى جاء نتيجة تحقير المجتمع لهذه المهن، فثقافة المجتمع تتعامل مع هذه المهن من منطلق ثقافة فوقية حيث حقرنا هذه المهن، وجميعًا يحمل الآخر أسباب فشله، فالموظف اليائس دائمًا يعيب فى الحكومة، هذه الحكومة التى بدورها لا تستغل القوى البشرية،إنما تحمل الزيادة السكانية أسباب فشلها، على الرغم من أن هذه الزيادة فى دول أخرى كانت سببًا مباشرًا فى نهضتها.
مشاركة :