كادي أبيض على هامات الرؤوس، و"عقد الفل" يلتف حول الأعناق ويتدلى على الصدور، هذا ما اشتُهرت به بوابة الجنادرية الغربية "جازان" منذ أقدم العصور؛ حيث استطاعت منطقة جازان أن تستهوي -من خلال مشاركتها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بـ"الجنادرية 31"- مرتادي المهرجان عبر "الروائح العطرية" التي أتت ضمن الأنشطة التي تُقدّمها قرية جازان التراثية على أرض المهرجان، التي يقوم عدد من كبار السن بصناعتها أمام الزوار وتقديمها لهم على شكل هدايا. وما لا يعرفه الجميع أن جميع الروائح العطرية تأتي يومياً من جازان؛ حيث الفل؛ فمنه ما هو نثر أو معمول في خيوط على شكل عقد أو كباشة يضاف له الورد ويعمل بطريقة خاصة؛ إلا أن زار جناح منطقة جازان يشترون من جميع أنواع الروائح العطرية وخاصة الفل. من جانبه بيّن المشرف على قرية جازان التراثية في الجنادرية، إبراهيم بن محمد الحازمي لـ"سبق"، أن الفل والكادي والريحان والبعيثران والشيح تجذبك من دون علمك إلى جناح منطقة جازان المتربع على الجهة الغربية في أرض الجنادرية، وأن هدف وجود الرائح العطرية القديمة هو التعريف بالبيئة الزراعية القديمة وطريقة المحافظة على الإنتاج الزراعي؛ حيث يتم شرح طرق الحفاظ على الرائح وكيفية استخراجها؛ معرّجاً بالحديث على الأدوات المستخدمة في زراعة الراوائح العطرية. وأكد "الحازمي" على طرق العرض الواقعي لصانعي الروائح العطرية والمصحوب ببعض الأهازيج التي يطلقها البائعون أثناء عملية تصنيعها على شكل هدايا كوسيلة لجذب الجيل الحالي لعبق الماضي بكل ما فيه من تفاصيل.
مشاركة :