اتسم وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدة الحكم بنبرة تهديدية تجاه الصين، وأحاط ترامب نفسه بعصبة من المستشارين الساخطين على الصين. لكنَّ الصين الآن ترى بصيصاً من الأمل بأنَّها لم تخسر علاقتها بأميركا تماماً، وتُعلِّق الصين آمالها على أداة جديدة لموازنة ما يفعله ترامب بكلماته الطنانة، ألا وهي: تأثير إيفانكا. ظهرت إيفانكا، كُبرى بنات الرئيس ترامب، في السفارة الصينية مساء الأربعاء، أثناء الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة، واصطحبت معها ابنتها، وفقاً لما ذكرت صحيفة البريطانية. وتُعد السنة القمرية الجديدة، التي تُعرف أيضاً باحتفال الربيع، أهم الأعياد في الصين، وتشهد أكبر ارتحال بشري في العالم، إذ يعود الملايين من العاملين إلى وطنهم. وتحتفل بها المجتمعات الصينية حول العالم، وقد صارت مناسبةً يُقدِّم فيها قادة العالم تحياتهم، وأحياناً يتباهون بتناولهم قطع اللحم المطهوة على الطريقة الصينية. لاحظت وسائل الإعلام الصينية أنَّ ترامب لم يُرسل رسالة شخصية للتهنئة بالعيد هذا العام، وبدلاً من ذلك، أصدر القائم بأعمال وزير الخارجية تصريحاً "بالنيابة عن الرئيس ترامب والشعب الأميركي". لكنَّ فرداً آخر من عائلة ترامب قام بأكثر المهام الدبلوماسية الأساسية، ألا وهي: ابنة إيفانكا ترامب، ذات الأعوام الخمسة. فقد غنَّت أرابيلا بلغة الماندرين الصينية، التي بدأت تتعلمها منذ كان عمرها عاماً ونصف، في فيديو نشرته إيفانكا على تويتر. وتقول إيفانكا، مُعلِّقة على الفيديو: "تُغني أرابيلا أغنية تعلَّمتها من أجل السنة الصينية الجديدة. في أيام الاحتفال هذه، نتمنى للجميع سنةً جديدةً رائعة". رحَّب سفير الصين في أميركا، تسوي تيان كاي، بإيفانكا في الحفل، قبل مشاهدة سلسلة من المصنوعات اليدوية التقليدية المستخدَمة للاحتفال بالعيد، وذلك وفقاً لفيديو نشرته وكالة الإعلام الحكومية الصينية على تويتر. واصطحب السفير إيفانكا وابنتها أيضاً لمشاهدة عرض موسيقي، وسجَّل حشدٌ من المصورين ذلك لحظة بلحظة. ووصفت صحيفة The Global Times، التابعة للحكومة الصينية، زيارة إيفانكا بأنها "توازِن موقف ترامب الجاف". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "قد يُنعش ظهورها (إيفانكا) في السفارة الصينية، الذي يحمل دلالة سياسية ودبلوماسية مؤكدة، العلاقة بين الصين والولايات المتحدة". وطرحت الزيارة احتمال أنَّ ابنة الرئيس ترامب، التي لا تشغل منصباً رسمياً في الحكومة الأميركية، قد تقوم بدور الوكيل لوالدها، وربما يلعبان معاً سياسة "العصا والجزرة". يُذكر أنَّ زوجها، جاريد كوشنر، هو واحدٌ من كبار مستشاري البيت الأبيض. وبينما انتقد ترامب الصين بحدة أثناء حملته، ووعد باستعادة الوظائف الصناعية إلى الولايات المتحدة، أنتجت المصانع الصينية عشرات الآلاف من الأحذية لخط إنتاج الموضة الذي تملكه ابنته. وانتشر خبر زيارة إيفانكا للسفارة الصينية كالنار في الهشيم على الشبكات الاجتماعية الصينية، مصحوباً بهاشتاغ #Trump’sDaughterVisitsChina’sEmbassy (ابنة ترامب تزور سفارة الصين)، وصار من الموضوعات العشرة الأكثر انتشاراً على النسخة الصينية من تويتر. اتبعت الصين مبدأ ضبط النفس تجاه خطابات ترامب الطنانة. والتزم السفير الصيني بذلك في حفل السنة القمرية الجديدة، آملاً في الحفاظ على الوضع القائم في علاقة بلده بواشنطن. وقال السفير في خطابٍ له: "لقد تعلمنا أننا يجب دائماً أن نستجيب للصعوبات والتحديات بالتعاون، بدلاً من النزاع أو المواجهة. يجب أن نعمل معاً من أجل تعاون يفيد الطرفين، بدلاً من أن تُضلِّلنا عقلية الحرب الباردة أو مبدأ الحالة الصفرية التي لا رابح فيها ولا خاسر". - هذا الموضوع مترجم عن جريدة The Guardian البريطانية، للاطلاع على المادة الأصلية اضغط .
مشاركة :