بعدما فشلت تجاربهم وتراجعت شعبيتهم في دول الربيع العربي، تغيب الإسلاميون للمرة الأولى عن انتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة الخميس المقبل، ولم يقدموا أي مرشح خلالها. وقال المتخصص في الحركات الإسلامية سعيد جاب الخير: إن الأحزاب الإسلامية في تراجع بعد فشل الإسلاميين في دول الربيع العربي، بينما تجد الجزائر صعوبة في تضميد جراح«العشرية السوداء» (1922-2002) التي شهدت خلالها حربا أهلية. وقررت الأحزاب الإسلامية مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي لن تشارك فيها حركة مجتمع السلم، ولا حركة النهضة، ولا الإصلاح، ولا جبهة العدالة والتنمية، وهذه سابقة في خامس انتخابات رئاسية تجرى في الجزائر منذ إقرار التعددية السياسية. وتشارك هذه الأحزاب في حملة مقاطعة الانتخابات إلى جانب الحزب العلماني التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية الذي كان يدعو إلى منع الأحزاب الإسلامية من ممارسة نشاطاتها إلى جانب المرشح المنسحب من الانتخاب رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور. وتحولت حركة مجتمع السلم ثالث قوة سياسية في البرلمان في انتخابات 2012 إلى المعارضة في يناير مع بدء موجات«الربيع العربي» بعد مساندة بوتفليقة في الولايات الثلاث السابقة. وحصلت الحركة على 49 مقعدا من أصل 462 بالتحالف مع النهضة والإصلاح في أضعف نتيجة للإسلاميين منذ 1990، بينما كان هذا التحالف يتوقع نتائج أفضل بالنظر إلى تقدم الإسلاميين في مصر والمغرب وتونس. وفي رأي الخير، فإن الربيع العربي أظهر الوجه الحقيقي للإسلاميين، والذي تمثل هدفهم الوحيد هو الوصول إلى السلطة بينما لا يملكون أي مشروع سياسي حقيقي. من جهتها، رأت الباحثة في مركز جاك برك في الرباط أمال بوبكر، أن أفكار الإسلاميين أضمحلت ومشروعه السياسي لم يعد له وجود.
مشاركة :