فؤجئ نحو 80% من المتقدمين في ملتقى التوظيف ذي المسار 25 والذي ينظمه برنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك وعدد من القطاعات الأخرى بالكلية التقنية بجدة صباح أمس، بأنهم غير مستهدفين للفرص الوظيفية المعروضة في الملتقى، والتي تشترط التدريب قبل الوظيفة، بينما كان معظمهم مؤهلين للانخراط في سوق العمل مباشرة كونهم يحملون شهادات خبرة أو دبلومات في عدد من المجالات المهنية. شرط التدريب وعلى إحدى طاولات العرض شهدت «المدينة» عبر تواجدها لتغطية الملتقى عددا من المتقدمين، ومن أولئك محمد العيسى (24 عاما) والذي يحمل دبلوما في الكهرباء، حيث يقول: «لدي خبرة في مجال مهنتي، حيث عملت في عدد من الشركات، وتقدمت للملتقى ولكن فوجئت بأن معظم الشركات تشترط التدريب قبل التوظيف، واستمعت لشرح لعدد من الشركات المشاركة في الملتقى، وتم تخيّري بين أمرين إما الانضمام إلى البرنامج التدريبي والذي يتراوح بين 3-12 شهرا، أو التوظيف في مهنة أخرى غير مطابقة لمؤهلي وهي مشرف أمن وسلامة، فأصبحت بين أمرين خيارهما أحلاهما مر». فرص العمل وبالطاولة الأخرى شاهدنا تقدم عدد من الشباب ومن أولئك أحمد سعيد الزهراني ( 22 عاما) والذي يحمل دبلوم فني تبريد وتكييف، وكان أول سؤال تقدم به لمندوب إحدى الشركات «هل لديكم توظيف مباشر»؟ فيما كان الرد مباشرا من المندوب «التنظيم الوطني، يشترط التدريب قبل التوظيف». لننصرف بعدها إلى طاولة أخرى فيما كان الرد واحدا من جميع الشركات، وقال أحمد: «لا يعقل أن أضيع وقتي في التدريب من أول وجديد بينما أنا مؤهل وعملت في عدد من الشركات ولدي دبلوم من المعهد بتخصص فني تبريد وتكييف»! ويشاركه الرأي أسامة فلمبان، وياسين علي، وخالد باواكد، والذين أكدوا لـ»المدينة» أنهم يحملون دبلومات في عدد من المهن، إضافة إلى بعض الخبرات الوظيفية في بعض الشركات، ولكنهم ذهلوا من أنهم غير مستهدفين من الملقى الذي يشترط التدريب أو العمل في وظائف غير مطابقة لمهنهم. توالي المفاجآت والأغرب في الملتقى أن تلك المفاجأة لم تكن للمتقدمين فحسب بل كانت للشركات العارضة الوظائف هي الأخرى نصيب، إذ فوجئت بأن المتقدمين مؤهلون للعمل مباشرة دون التدريب. وعن ذلك يقول مرعي القرني وهو منسق موارد بشرية في إحدى الشركات المشاركة في الملتقى: «جئنا إلى هنا لعرض وظائف للشباب الحاملين شهادات الثانوية فما دون لكن الواقع كان مختلفا تماما، إذ فوجئنا بأن نحو 80% من المتقدمين هم من حملة شهادات دبلوم أو أنهم لديهم خبرات سابقة في وظائف متعددة، لذلك لم نسجل أحدا في يومنا الأول». وعن إجراءات التوظيف وأنواع الوظائف المتاحة فيقول عمرو الناغي مندوب بإحدى الشركات المتخصصة في مقاولة الكهرباء بجدة: «يتقدم إلينا الشاب ويعرض السيرة الذاتية ويتم من خلالها المقابلة الشخصية والتعرف على رغبته في الوظائف المتاحة والتي غالبها ما تكون فنية بالدرجة الأولى، وتسجيل بياناته ومن ثم الاتصال به من قبل المختصين في الشركة والشروع في فترة التدريب والتي تتراوح 3-12 شهرا، بمكافأة 1500 ريال، ومن ثم التوظيف»، مشيرا إلى أن الإقبال ضعيف مقارنة بحجم الوظائف المعروضة في الشركات. التدريب المشترك من جهته، أوضح مصدر مسؤول في التنظيم الوطني للتدريب المشترك أن فكرة الملتقى عبارة عن تدريب ينتهي بالتوظيف، مشيرا إلى التدريب 25% نظري، 75% تطبيقي، ويتم خلالها صرف مكافأة للمتدرب بمقدار 1500 ريال، مشيرا إلى أن مجمل الوظائف فنية تتركز في السفر والسياحة، أو المهن الفنية أو اليدوية. يشار إلى أن عدد الشركات المشاركة في ملتقى التوظيف الذي انطلق صباح أمس، ويستمر لمدة 3 أيام، اقتصر على 9 شركات فقط، تراوحت نشاطها ما بين المقاولات والمطاعم وأعمال الكهرباء والمياه، ويتم فيه تعريف المتقدمين بالمهام المطلوبة للوظائف المعروضة، والمتطلبات اللازمة للتقدم لها، واستقبال طلبات التوظيف المتوافقة مع متطلبات الوظائف. المزيد من الصور :