هناك قضايا يستصغرها البعض ... لكنك تجد أن البعض الاخر يعتبرها من أهم المواضيع. إنها مسألة اختلاف في الآراء و المفاهيم التي يجب أن نتقبلها. إن لم تتقبلها فإنك مجبر على سماعها إن طُرحت، أما قراءتها فهي حرية شخصية في الغالب لا نستطيع أن نجبرك عليها. من هذه المواضيع التي يعتبرها رواد الدواوين في البلد قضية مهمة ترقى إلى حد استجواب رئيس مجلس الوزراء والإطاحة بالوزارة أجمع ... موضوع سرقة الأحذية بعد الصلاة في المساجد. فكما يقول أبو حسين الذي يمثل سكان الدائرة الأولى أنه حتى الآن سُرق ثلاث مرات خلال السنة الماضية. يؤكد عباس كلام أبو حسين... ويزيد عباس أنه يفكر في اتخاذ قرار حاسم تجاه هذه القضية (...) ورفض عباس إخبارنا ما هو هذا القرار. أما أبو جاسم الذي يمثل الدائرة الثانية فهو يقسم أنه سُرق حتى الآن أكثر من خمس مرات، وأن سرقة حذائه من أمام المسجد يهمه أكثر من سرقة المال العام. فكما يقول أبو جاسم إن المال العام له مدافعون عنه يسرقونه ويدافعون عنه في الوقت نفسه.... أما سرقة النعال فالوضع مختلف. سلطان الذي يمثل الدائرة الثالثة فهو وإن كان قد سُرق كثيراً ويعتقد أنه أكثر شخص سُرقت أحذيته من أمام المساجد، فهو أي سلطان يمتنع عن الإدلاء برأيه، ويبتسم ابتسامة صفراء يصعب تفسيرها. أبوجابر من الدائرة الرابعة مستغرب من طرحنا للموضوع، وكيف أننا تركنا مواضيع أهم واتجهنا لمناقشة موضوع سرقة النعال. لكن أبوجابر لا يتذكر كم مرة سُرقت نعاله من أمام المسجد! لذلك أصبح يحتفظ بأكثر من ثلاثة نعال في السيارة لزوم الطوارئ. يضحك أبو جابر بصوت عال و يقول: في يوم واحد سُرقت نعالي مرتين! أبوفيصل من رواد الديوانية وهو من الدائرة الخامسة أبدى اهتمامه بالموضوع عكس أبوجابر. كان رأي أبوفيصل أن سرقة النعال والأحذية بعد الصلاة سببها مناهج التربية في المدارس (...) لم نستوعب ما هي الرسالة التي يرغب أبوفيصل في إيصالها لنا. لا نعلم إن كان أبوفيصل يقصد منهج الرياضيات أو الكيمياء الحيوية! خالد أبوصالح من رواد الديوانية الدائمين و قد يكون هو أكثر من سُرق. اختصر، وقال: إنها قضية أخلاق، وزاد على كلامه: كل ما عليكم هو النظر حولكم لمعظم الأفعال الخاطئة في البلد وستكتشفون أنها الأخلاق وسوء التربية!
مشاركة :