مدفوعة بعوامل مختلفة، وجدت مجموعة من الأفلام الخليجية وجوداً ملحوظاً في دور العرض المحلية خلال الفترة الماضية، ومن بينها أفلام سعودية، مثل «بلال»، وإماراتية مثل «من الألف للباء»، و«مختارون»، إضافة الى «دار الحي»، وغيرها من الأعمال التي كان فاتحتها جميعاً فيلم «حلم» لهاني الشيباني، الذي تم تصنيفه باعتباره أول فيلم إماراتي يصل إلى دور العرض المحلية. انتصار الصباح: مأزق الكوميديا اعتبرت الشيخة انتصار سالم الصباح، رئيسة الشركة المنتجة لفيلم «العتر»، أحدث الأفلام السينمائية الكويتية، أن هناك حاجة ملحة لوجود أفلام خليجية قادرة على إقناع وجذب الجمهور، في دور العرض الخليجية، جنباً إلى جنب غيرها من الأفلام العربية والعالمية. وحذّرت الصباح من مأزق استسهال الدراما الكوميدية، مضيفة «هي سلاح ذو حدين، ويجب ألا تفقد أسرة العمل حالة التوازن الفني، وعدم الانجرار إلى إثارة الضحك باعتباره غاية، على حساب الشروط الفنية، ورسالة ورؤية العمل». وعلى الرغم من أن بعض أفلامها لم تحقق انتشاراً، على النحو الذي تحقق لها في الدراما التلفزيونية، إلا أن شركات الإنتاج الكويتية سعت إلى خوض تجربة الإنتاج السينمائي، وألحت عليها بشكل ملحوظ أخيراً، وهو ما جعل عدداً من أعمالها في دائرة اهتمام «دبي السينمائي»، الذي خصص جائزة منفردة للفيلم الخليجي. وفي الوقت الذي خلت فيه قائمة المنافسة في «المهر الخليجي» من أي أفلام روائية كويتية، فإن فيلم «العتر»، الذي تبقى له فرصة الوجود في دور العرض الخليجية والمحلية، قد يكون مرشحاً لهذه المسابقة، في دورتها المقبلة، بعد فيلمين سعوديين متميزين، كان آخرهما فيلم التحريك «بلال»، في حين شكل الفيلم الكويتي «حبيب الأرض» حضوراً مميزاً في مهرجان الإسكندرية السينمائي بمصر. وأشارت الشيخة انتصار سالم الصباح، رئيسة شركة دار اللؤلؤة، التي أنتجت «العتر»، إلى أن الفيلم الكويتي خصوصاً يمتلك فرصاً هائلة للوجود في دور العرض، سواء الخليجية أو العربية، لافتة إلى الإمكانات الثرية التي تتمتع بها الدراما الخليجية عموماً. وفيما يتعلق بفيلم «العتر»، قالت «هو أول فيلم كويتي عائلي تاريخي فانتازي كوميدي بالعربية الفصحى وليس باللهجة المحلية، وهو ما يعضد فرص تسويقه بكل تأكيد، كما أنه أول فيلم سينمائي يتم تنفيذه بإشراف الفرقة السينمائية الأولى، التي تم تأسيسها بالكويت». وأضافت «هناك جهد فني كبير تم بذله وتسخيره لإنتاج الفيلم، الذي يستحق بالفعل متابعة الجمهور العربي والخليجي، فأحداثه تعود إلى الزمن الجميل من الرومانسية الوردية والصراع بين الخير والشر، في قالب درامي كوميدي جذاب في عرضه، وقوي في رسالته». ورفضت الصباح الأفكار المسبقة التي تفترض أن الأفلام الكوميدية تم إنتاجها مراعاة لمتطلبات شباك التذاكر، أو دعاوى رغبات الجمهور، مضيفة «الدراما الكوميدية في عمومها قد تكون أكثر صعوبة من حيث المغزى والصناعة من سواها، فهي مع خطها الدرامي تستهدف تحقق البهجة والسعادة، فالأفلام الكوميدية ذات شعبية، وتحتل منزلة كبيرة في قلوب الناس، لكنها في ذات الوقت سلاح ذو حدين، فإما أن يقف المشاهد ويصفق للفيلم أو أن يقرر بشكل نهائي العزوف عنه». وحول فكرة العمل، قال الكاتب والسيناريست رازي الشطي «تدور أحداث العمل حول شخصية (العَتر)، وهو فارس القبيلة، الذي يخرج في مهمة الحصول على مهر حبيبته (سلمى)، فيواجه خلال رحلته بعض الصعاب، ويقع في الأسر في سبيل الحصول على مهر حبيبته. وكشف أن أبطال الفيلم هم الفنان ضاري عبدالرضا، والفنان عبدالله الطراروة، والفنان عصام الكاظمي، والمذيعة إيمان نجم، وبشار الجزاف، وفهد العبدالمحسن، وضيف الشرف خالد العقروقة. وتابع أن «الفيلم يعد بمثابة نمط غير تقليدي من الأفلام السينمائية التي تسعى إلى أن تصل رسالتها للجميع، فهو بخلاف فيلم (حبيب الأرض) على سبيل المثال يدخل في إطار أفلام السير الذاتية، لذلك عمدت إلى كتابة الفيلم بطريقة مختلفة عن القصة التي قرأتها مع الحرص على ثوابت الشخصية». الاتكاء على جهد ودعم جماعي من قبل أعضاء «الفرقة السينمائية الأولى»، التي ينتمي إليها كان حاضراً لدى مخرج الفيلم خالد القلاف، موضحاً أن أساس نجاح الفيلم يرجع إلى روح فريق الفرقة السينمائية ككل، فنحن تدربنا وعملنا بكل جهدنا من خلال مجموعة مراحل متعددة، منها الإعداد الجيد، والبروفات المستمرة، والتصوير، فضلاً عن الإشراف والمتابعة من قبل كل من الشيخة انتصار سالم العلي، والمخرج رمضان خسروه، مدير الفرقة السينمائية الأولى». من جانبه، توقع بطل الفيلم الفنان ضاري عبدالرضا أن يذهب «العتر» إلى وجود مهم على الساحتين العربية والخليجية، مضيفاً «العتر استرجاع لفن الكوميديا الرصينة الراقية، وإحياء للغتنا العربية الفصحي السهلة، لكن تبقى كل جهودنا معلقة بقبول الجمهور، وتقبله لما تم تقديمه». وعن شخصية العتر، التي يجسدها، قال «هي شخصية قوية وقتالية وقيادية، تمر بمراحل ومواقف مختلفة، وتعود في الآخر أقوى مما كانت عليه في السابق»، لافتاً إلى التوظيف الفني الدقيق لتقنية الجرافيكس، فضلاً عن التوظيف الفانتازي للأزياء والديكور المستخدم.
مشاركة :