هنا، منذ أكثر من قرن، كلما لطم الهواء نخيل الوطن تلقحت بإذن الله ثمارها، فالهواء نقي بنقاء أهله حتى ، أقول ذلك والتاريخ يأسرني أن أعيد لذاكرته تلك الأفراس، التي حملت على ظهرها عبدالعزيز ورجاله الأوفياء. صال وجال، ووحّد القلوب، وعلى سماحة الدين، ثقف الرجال، وشد همتهم. كانت شتاتاً بين هجوس الظلام ودماسة المساء، انه وطن شاخت همته، وعلا مجده، بحكمة الرجال، هو الوطن الذي جاء بعبدالله ملك أمة، وصاغ لنا سلمان بأحرف من ذهب، ليكون مقرن شاهد عصر، فتعانقت الرقاب أمانة وطن، وسمو شعب، وطن لا نعاضده بحب وولاء، سينسكب التاريخ اسفا على حالنا. انه وطن لا نقبل التفريط فيه، ولا في قادته، صلاحا وايمانا وعقيدة واخلاصا. تأتي تلك المقارنة، عندما يجول في ظن الضعفاء ما لا يظنه الناس في نفوسهم بشرّ ما عندهم بخير ما عندنا، من حب ووفاء، كي يكون وطننا آمنا مستقرا. يسوده الشموخ، وان غضب المقنعّون، ووصمونا بالرياء، فما اجمله اذا كان لحب الدين ثم الوطن وقادته. الأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي اعرفه منذ سنوات، عقلا وريادة ورزانة، لن تجد فيه ولا حوله، ما يثير الظن البائس، فهو مخلص ومحب لوطنه وقادته وشعبه، كي يكون الوطن في حضرة السمو والعلو، لهذا كان قلبه اوسع وأشمل من البائسين من انفسهم، فاحتوى أخاه الأمير مقرن، وسدّ ذرعا ولطم شبح المساء الذي يغرد بأسرابه الظانون ظن الجاهلية، كالجراد في زرع دنا من الحصاد. الأمير مقرن رجل سياسي وجريء، ذو خبرة يعرف بامتياز كيف يتعامل مع الموقف وخاصة امام رجال الصحافة والدبلوماسيين يسمو بوطنه الى درجات العقل والحكمة، ولهذا كانت سيرته عطرة بين هذا وذاك. واقع الأمر.. إن الأمير أحمد بن عبدالعزيز وأخاه الأمير مقرن وليّ وليّ العهد عضدان لا ينفصل الآخر عن أخيه، أثبتت مبايعة سموه لأخيه صلب الشأن ومتانة الرأي وحكمة العقلاء. وطن يقوده رجال، لا نخشى عليه الصدع ولن تثيرنا تلك الأسراب التي تتنقل من شرب لآخر. اليوم نفتخر بمقرن كافتخارنا بأحمد فمليكنا وولي عهده صون وطن بل قيادة أمة ليكون وطنناً شامخاً كشموخ الجبال حفظ الله شأنهم. الأمير مقرن رجل تواضعت همته للناس وتبسم للشيخ ووقر الكبير وداعب الشباب فلا نشعر فيه إلا أخوة قبل ان يكون مسؤولا رأت فيه القيادة معصم الامان بعد الله. مقرن.. من أنت إنك التاريخ وتنقلات الهمّ من حائل جبال طي الى المدينة مرقد خير البشر عليه السلام، نعم أنت مقرن سلهمت فيك ثقة المليك وولي العهد لتكون جنديا في أي وقت، اما يكفيك فخرا وانت طيار الوطن وقائد أمنه الجوي. دمت يا وطني..
مشاركة :