بعد حادثة ظهران الجنوب ما الذي تنتظره الأمم المتحدة؟

  • 2/4/2017
  • 00:00
  • 74
  • 0
  • 0
news-picture

استهدف الحوثيون، في منتصف الأسبوع الماضي، مبنى الـ (دي سي سي) التابع للأمم المتحدة في مدينة ظهران الجنوب، وقد نجم عنه تهشم واجهات المبنى الزجاجية، وتخريب أدوات مكاتب الاستقبال، فيما سارع المبعوث الأممي السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى استنكار هذا العدوان السافر، والذي يكشف عن غوغائية المتمردين، ونواياهم العدوانية حتى على المؤسسات الأممية، حيث يأتي هذا الاستهداف للمقر الأممي بعد تصعيد لهجة المتمردين ضد ولد الشيخ، واتهامهم له بالانحياز إلى الشرعية، مما يثير الشكوك إلى أن هذا الاستهداف لم يحدث بطريق الخطأ، وإنما كان مقصودا ومبرمجا في محاولة صبيانية للضغط على المنظمة الدولية. وهنا يجب أن نتساءل عن مواقف الأمم المتحدة منذ قيام الأزمة في اليمن، ومحاولتها التعامل مع قضية اليمن كما لو كانت قضية بين فريقين متوازيين في الحجم وفي الصفة التمثيلية، الأمر الذي نفخ - ولو بدون قصد- قوى التمرد، وجعلها تتعامل ليس فقط مع الشرعية بمنطق العداء، وإنما حتى مع من تعتقد أن موقفه لا ينسجم أو يتناغم مع موقفها، ولو أن المجتمع الدولي تعامل في المشكل اليمني كما ينبغي على اعتبار أنه تمرد من فريق صغير تحالف مع رئيس خلعته ميادين الثورة في بلاده، وأخرجته عنوة من السلطة، لما بلغ المأزق اليمني هذه الدرجة، والذي كان سيكون أكثر سوءا لو تأخرت المملكة قليلا في قيام التحالف من أجل اليمن، لأن من يقف خلف التمرد كان يستثمر في ضعف القرار الأممي، وليونته، ومعادلة كفتي القضية كما لو كانا طرفين لهما ذات الوزن والحيثية الشرعية، وهذه هي الأسباب التي أدت إلى تنمر التمرد، ووقوعه بالنتيجة في مثل هذه الحماقات باستهداف مقر دولي يعمل فيه موظفون يسهرون على تنفيذ وقف إطلاق النار، لكن ذهنية العصابة التي يتصرف بها الحوثيون وتابعهم المخلوع ترفض إلا أن تكشف عن سوأتها بمثل هذه التجاوزات التي تعتقد وهما أنها تستطيع أن تلوي ذراع المنظمة الأممية لتنحاز إلى رؤيتها وأجندتها. وهذا العدوان الحوثي ينبغي ألا يكون استنكاره من قبل المبعوث الأممي هو كل ما في جعبة المنظمة، لأنه سيجر هؤلاء العصابيين إلى استمراء العدوان، ما لم يكن هنالك موقف حاسم وحازم إزاءه من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

مشاركة :