تقدمت فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي في المناطق الفاصلة بين مدينة الباب في ريف حلب الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» والمناطق التي حاولت قوات النظام السوري التقدم إليها، الأمر الذي دفع دمشق إلى مخاطبة مجلس الأمن لإدانة «اعتداءات تركيا»، في وقت شن «داعش» هجمات على أربع مطارات عسكرية تابعة للجيش النظامي. وأعلن الجيش التركي الجمعة أن طائراته وطائرات من التحالف الذي تقوده أميركا نفذت ضربات جوية قرب مدينة الباب السورية التي يسيطر عليها «داعش» وتحاصرها فصائل «درع الفرات» من شهرين. وأضاف في بيان أنه تم «تحييد» 47 من عناصر «داعش» في اشتباكات وضربات جوية خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، وتدمير مبان ومواقع دفاعية ومخابئ ومخزن للذخيرة في الغارات. وأفاد موقع «كلنا شركاء» باستمرار «الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن «درع الفرات» والقوات التركية الداعمة لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط منطقة بزاعة القريبة من مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، ذلك في إطار تقدم القوات التركية نحو المحور الجنوبي الشرقي لمدينة الباب لإطباق الحصار على تنظيم داعش في أكبر معاقله المتبقية تحت سيطرته في حلب». في المقابل، قال «المرصد» إنه «لا صحة حتى الآن لسيطرة قوات «درع الفرات» على بلدة بزاعة، وأن مقاتليها لا يزالون في إطار محاولات التقدم نحو البلدة، وسط قصف تركي على مناطق الاشتباك ومناطق سيطرة التنظيم». وكانت القوات التركية تمكنت من التقدم والسيطرة على منطقة العمية ومزارع قريبة منها في إطار التقدم نحو المحور الجنوبي الشرقي للباب. ويأتي هذا التقدم نحو المحورين الشرقي والجنوب الشرقي، بحسب «المرصد»، بعد «عجز القوات التركية وفشلها المتكرر على الرغم من استقدامها تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، من تحقيق تقدم نحو مدينة الباب من المحاور الغربية والشمالية والشمالية الشرقية، إضافة إلى بدء القوات التركية عملية قطع الطريق أمام قوات النظام المتقدمة نحو مدينة الباب بعملية عسكرية أطلقتها قوات النظام في محوري الباب الجنوبي والجنوبي الغربي ووصلت خلالها إلى مسافة نحو كيلومتر واحد من المدينة من محوري تقدمها». وكانت «درع الفرات» تمكنت قبل 3 أيام من التقدم والسيطرة على قريتي الغوز وأبو الزندين. وبهذه السيطرة تكون القوات التركية و «درع الفرات» تمكنتا من التقدم إلى مسافة نحو كيلومتر ونصف من طريق الباب- حلب الرئيسي، حيث سيسفر أي تقدم جديد في الأيام القادمة لهذه القوات عن قطع الطريق من محور ثان أبعد من مدينة الباب، أمام قوات النظام والمسلحين الموالين التي وصلت إلى مسافة نحو 7 كلم جنوب غربي الباب. وقال «المرصد» إن القوات التركية و «درع الفرات» تحاول قطع الطريق أمام قوات النظام للوصول إلى المدينة، من أجل الاستفراد بعملية السيطرة على مدينة الباب على رغم إطلاق النظام عملية عسكرية متزامنة في المحور الجنوبي لمدينة الباب ووصولها إلى نحو 7 كيلومترات من المدينة في شكل متزامن مع الهجمات المضادة التي ينفذها التنظيم لصد تقدم النظام من هذا المحور. وستتيح السيطرة على مدينة الباب لقوات «درع الفرات» والقوات التركية توسعة مناطق سيطرتها في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي منذ دخولها في 24 من شهر آب (أغسطس) لدى بدء عملية «درع الفرات» المؤلفة من الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة منها التي سيطرت خلالها على مدينة جرابلس ومساحات واسعة من ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، أعقبها دخول دفعة جديدة من القوات والآليات والدبابات التركية عبر مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشمالي لحلب. وتمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية «درع الفرات» المدعمة بالقوات والدبابات والطائرات التركية، من السيطرة على ما تبقى من الشريط الحدودي بين الضفاف الغربية لنهر الفرات وصولاً إلى أعزاز، إلى حين بلوغها تخوم مدينة الباب قبل أشهر. في غضون ذلك، بعث مبعوث سورية إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري رسالة إلى الأمم المتحدة أعربت وزارة الخارجية عن “إدانتها الشديدة للجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وحرمة الأراضي السورية ووحدتها وسلامتها مجددة مطالبتها مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووضع حد لانتهاكات النظام التركي الموصوفة التي يرتكبها بحق الشعب السوري”. وأوردت الرسالتين التي نشرت وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) مقتطفاتٍ منهما، أن “قوات الجيش التركي قامت خلال الأيام القليلة الماضية بالتوغل داخل أراضي الجمهورية العربية السورية واحتلال بعض القرى السورية، منها قريتان سوريتان غرب مدينة الباب هما الغوز وأبو الزندين وذلك بهدف التقدم باتجاه مدينة الباب شمال مدينة حلب”. وقال موقع «كلنا شركاء» إن الخارجية « لم تدن سوى التقدم التركي الذي يمنع تقدم قوات النظام نحو مدينة الباب وتجاهلت في الوقت نفسه عشرات المدن والقرى التي سيطرت عليها قوات “درع الفرات” خلال الأشهر الماضية من العمليات التي بدأت بسيطرة “درع الفرات” على مدينة جرابلس، كبرى مدن الشريط الحدودي شمال حلب». كما أشارت الرسالة إلى “قيام النظام التركي ببناء جدران دفاعية داخل الأراضي السورية وعلى حساب أصحاب تلك الأراضي في مخالفة لمبدأ علاقات حسن الجوار”. في وسط سورية، قال «المرصد» إنه «قضى مقاتل من جيش العشائر العامل في البادية السورية وأصيب آخرون بجروح، إثر اشتباكات دارت بينهم وبين مقاتلي فصائل مقاتلة عاملة في القلمون الشرقي وريف حمص والبادية السورية»، لافتاً إلى أن فصائل عاملة ضد تنظيم «داعش» بالقلمون الشرقي وريف حمص والبادية السورية، اقتحموا مخيم الركبان للنازحين قرب الحدود السورية- الأردنية، وداهموا خيم للنازحين بذريعة «البحث عن خلايا نائمة لتنظيم «داعش» وعن مندوبي استلام المعونات» ودارت «اشتباكات بينهم وبين جيش العشائر بعد اتهامهم الفصائل المقتحمة من قبل الأخير باقتحام خيم عناصر جيش العشائر وعدم التنسيق معهم حول موضوع المداهمة، الأمر الذي خلق مشادة كلامية بين الطرفين تطورت لاشتباكات بينهما قضى فيها وجرح واعتقل عدد من مقاتلي جيش العشائر». ومع اشتعال جبهة البادية السورية بالريف الشرقي لحمص، وبدء قوات النظام عمليتها المعاكسة من أجل استعادة السيطرة على ما خسرته منذ نحو شهرين، تتواصل الاشتباكات على جبهة قريبة منها ومتصلة معها عبر البادية، وهي جبهة مطار السين العسكري عند أطراف القلمون الشرقي بالقرب من مدينة الضمير شرق العاصمة دمشق، بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، حيث تستمر الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، لليوم السادس. وكان «داعش» تمكن من تحقيق تقدم على حساب قوات النظام والمسلحين الموالين، حيث «سيطر على محطة واستراحة الصفا والكتيبة 559 دبابات، وكتيبة الكيمياء ومواقع أخرى قريبة من مطار السين، وواقعة على الطريق الواصل بين العاصمة دمشق ومعبر التنف الحدودي مع العراق، مروراً بمنطقة الضمير، فيما تقدمت قوات النظام واستعادت السيطرة على قرية أم الرمان على الطريق ذاته»، بحسب «المرصد». ويعد مطار السين العسكري (وسط)، رابع مطار عسكري يتم استهدافه والهجوم عليه من تنظيم «داعش» خلال الأسابيع الأخيرة، بعد مطار التيفور العسكري في بادية تدمر الغربية (وسط)، ومطار كويرس بريف حلب الشرقي (شمال) ومطار دير الزور العسكري شرق البلاد، حيث شنت قاذفات روسية غارات على مواقع التنظيم. وقال «المرصد» إن المعارك المتواصلة بين الطرفين «خلفت مزيداً من الخسائر البشرية في صفوف عناصر التنظيم وقوات النظام، حيث ارتفع إلى 28 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم 4 ضباط على الأقل ممن قتلوا في الاشتباكات والتفجيرات التي رافقتها خلال الأيام الفائتة بمحيط مطار السين العسكري، في حين ارتفع إلى 31 عدد عناصر تنظيم داعش ممن قتلوا في الضربات الجوية والمدفعية على مواقعهم والاشتباكات في المنطقة ذاتها».
مشاركة :