منذ موسمين ونادي الشباب يعيش في أوضاع صعبة للغاية على كافة المستويات، ماديًا.. معنويًا.. ابتعاد الداعمين عنه.. انقسامات حادة بين محبيه الكبار والصغار.. ورحيل عدد من النجوم عنه. موسمان، والشباب يترنح، ولكنه في الفترة الأخيرة أصبح مثل الميت دماغيًا الذي ينتظر أن ينعشه أو يساعده أحد من العاشقين له، ولكن لا حياة لمن تنادي..! في بداية هذا الموسم، تعاقد الشباب مع الأسطورة السعودية سامي الجابر كمدرب للفريق، وقد تكون البيئة الشبابية القديمة هي الأفضل لانطلاق مدرب طموح مثل سامي، ولكن السؤال هنا.. هل استعجل سامي بالموافقة على تدريب فريق الشباب الذي يعيش في أوضاع صعبة جدًا...!؟ إجابة هذا السؤال لمن لا يعرف ما يحدث خلف الكواليس بالتأكيد سيقول إنه استعجل، فهو مدرب مبتدئ، ويحتاح لبيئة تساعده على النجاح والتقدم، وتوفير كل ما يطلبه، ولكن السؤال الآخر، هل تم وعد سامي الجابر بتنفيذ طلباته ولم يوف صاحب الوعد بما وعد...!؟ ربما حدث هذا، ولكن كيف لشخص مثل سامي المعروف بالذكاء أن يستعجل تدريب فريق الشباب قبل أن تُحل العوائق والمشكلات التي أمامه..!؟ سامي اليوم ليس بسامي الذي درب الهلال بالأمس، فسامي تطور وتحسن واستفاد من الدورات التي التحق بها منذ رحيله عن الهلال، ولكنه اصطدم بمشكلات كثيرة جدًا وكبيرة، ولم يجد من يساعده على حلها، فنادي الشباب ضائع منذ ابتعاد رمزه وداعمه الكبير الأمير خالد بن سلطان ورحيل خالد البلطان، ولم يعد ذلك النادي الذي تساعد بيئته على النجاح بقلوب متآلفة ومحبة كبيرة تجمع كل العاملين فيه..! سامي الجابر اليوم يقف على رأس الهرم الفني لفريق الشباب الذي أكَّد مسؤولوه بأنهم تعاقدوا معه لمدة ثلاث سنوات لبناء فريق جديد، ولكن المشكلات التي تحيط بالنادي من جميع الجوانب لن تساعد سامي على النجاح، بل لن تساعد أحد من المسؤولين ولا اللاعبين على الاستمرار في طريق النجاح، ويكفي أن نقول بأن جلب اللاعبين الأجانب كان بحسب ميزانية مخفضة، وكانت الحصيلة نجاح لاعب أو لاعبين من أصل أربعة، بينما أخفقوا البقية، كما أن النادي مُنع من تسجيل لاعبين جدد في الفترة الشتوية بأمر الفيفا، أما ثالثة الأثافي فإن اللاعبين لم يستلموا رواتبهم منذ نحو ثمانية أشهر، فكيف سيقدم اللاعبون أنفسهم داخل المستطيل الأخضر ومشكلاتهم لم تُحل..!؟ وكيف لنا أن نلوم سامي الجابر والمشكلات تعج بالنادي من جميع النواحي لدرجة ابتعاد بعض اللاعبين الأجانب عن الفريق وعن التدريبات بحجة عدم تسلّمهم مستحقاتهم، وانخفاض مستويات بعض اللاعبين من جراء المشكلات التي تحيط بالفريق الشبابي..!؟ نعود للسؤال السابق ونقول.. نعم.. اليوم اكتشف البعض بأن سامي الجابر استعجل تدريب فريق الشباب، وأخطأ مرة أخرى في تقييم المرحلة بعد أن أخطأ في المرة الأولى باستعجاله تدريب فريق الهلال الأول..! خطآن ارتكبهما أسطورة كرة القدم السعودية وكلاهما فيه استعجال وتهور، وإن كانت الثانية أخف من الأولى، حيث لا عتب على سامي في ما وصل إليه فريق الشباب، ولم يكن له دور في ذلك، فلو كان فريق الشباب خاليًا من المشكلات الكبيرة جدًا لشاهدنا دور سامي الإيجابي ومدى تطوره التدريبي. ختامًا.. كان الله في عون سامي الجابر فقد كان يطمح لتحقيق شيء من لا شيء، فوقفت كل الأمواج ضده، ووقف الكارهون له ينتظرون إعلان سقوطه، ولو كان من يقف اليوم على رأس الهرم التدريبي في فريق الشباب مدرب غير سامي لانهار وابتعد، فكل ما يحصل في فريق الشباب وما يحيط به من مشكلات لا يساعد على النجاح.
مشاركة :