إسرائيل تفسر بيان أمريكا بشأن المستوطنات على أنه ضوء أخضر

  • 2/4/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القدس المحتلة - (الوكالات): رحب مسؤولون إسرائيليون أمس الجمعة ببيان للبيت الابيض بشأن المستوطنات معتبرين أنه يتغاضى عن البناء في الكتل الاستيطانية القائمة وليس تلميحا إلى كبح البناء الذي أغضب الفلسطينيين ودولا أوروبية. وفي أول إعلان جدي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قالت ادارة ترامب يوم الخميس انها لم تتخذ موقفا رسميا بشأن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي لكنها أقرت بأن التوسع بلا حدود فيه قد لا يساعد في تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وقال «على الرغم من أننا لا نعتقد أن وجود المستوطنات عقبة أمام السلام فإن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة خارج حدودها الحالية قد لا يكون مفيدا في تحقيق هذا الهدف». وفي ظاهره بدا البيان انتقادا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن خطط بناء استيطاني واسعة النطاق منذ تنصيب ترامب في 20 من يناير تشمل بناء قرابة 6000 منزل جديد. لكن بقراءة أعمق كان البيان تخفيفا لسياسة ادارة الرئيس السابق باراك أوباما، بل حتى سياسة ادارة جورج دبليو بوش لأنه لا يعتبر المستوطنات عقبة في طريق السلام أو يستبعد التوسع داخل الكتل القائمة. وقال دبلوماسي إسرائيلي بارز في رسالة نصية «سيكون نتنياهو سعيدا. تفويض مطلق رائع لبناء ما نريده في المستوطنات القائمة ما دمنا لا نوسع مساحتها الفعلية. لا توجد مشكلة هنا». وفسرت تسيبي هوتوفلي نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي والعضو في حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو البيان الأمريكي بطريقة مماثلة وقالت ان البناء في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية سيستمر من دون معوقات. وقالت: «يرى البيت الابيض أيضا أن المستوطنات ليست عقبة في طريق السلام. وفي الحقيقة هي لم تكن قط عقبة في طريق السلام». وتابعت تقول: «لذلك، فالاستنتاج هو أن بناء المزيد ليس هو المشكلة». كما اعتبر مسؤولون فلسطينيون أمس الجمعة الموقف الصادر عن البيت الابيض بشأن الاستيطان «غير مقبول وغير واضح» ويعطي ضوءا اخضر لإسرائيل لمواصلة البناء الاستيطاني في الاراضي المحتلة، في تعارض مع السياسة التي اعتمدتها الادارة الأمريكية تاريخيا. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي لوكالة فرانس برس: «البيان الأمريكي الجديد جاء لإضعاف موقف الادارة الأمريكية السابقة التي اعتبرت الاستيطان غير شرعي ويتناقض مع عملية السلام». وأكدت عشراوي ان «طريقة صياغة هذا الموقف انما تشير إلى انهم يسمحون بالبناء داخل المستوطنات القائمة. هذا الموقف غير كاف ويجب أن يكون هناك التزام بالموقف الدولي وموقف واضح من الاستيطان الذي يقوض عملية السلام». وأكد امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي عقد لقاءات دبلوماسية عدة بهذا الشأن ان «الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي يدمر عملية السلام ويقوض خيار الدولتين ويرقى إلى جريمة حرب». ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) عن عريقات قوله: «لا بد للمجتمع الدولي ان يعمل على تنفيذ القرار الدولي (2334) لعام 2016 الذي اعتبر الاستيطان بكل أشكاله، منذ عام 1967، مخالفة فاضحة للقانون الدولي»، مطالبا «الحكومة الإسرائيلية بوقف جميع النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية المحتلة». ودعا عريقات المدعية العامة الدولية للمحكمة الجنائية الدولية فاتوا بن سودا والمجلس القضائي في المحكمة الجنائية «لفتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الإسرائيليين من دون أي تأخير». وقال «آن الاوان لفتح التحقيق القضائي مع المسؤولين الإسرائيليين حول الاستيطان والعدوان على قطاع غزة عام 2014، وملف الأسرى، وخصوصا أن هذه الملفات قدمتها دولة فلسطين مستوفية جميع متطلبات المحكمة الجنائية الدولية». والتقى عريقات في مدينة اريحا الجمعة كلا من مبعوث الامين العام للأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف والقنصل الأمريكي العام دونالد بلوم ومبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام فرناندو جنتلين وممثل أيرلندا لدى السلطة جوناثان كولن والمبعوث السويسري لعملية السلام رونالد ستيننجر.

مشاركة :