أكاديميون: المواطن نجح كرجل أمن .. وخطر قنوات التواصل الاجتماعي «مخيف»

  • 2/4/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حذّر أكاديميون من الأدوار التي تلعبها قنوات التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات وخلق «البلبلة» في المجتمع، وأنها تمارس دوراً «مخيفاً» لزعزعة الثقة بين المواطن والأجهزة الحكومية، مطالبين المؤسسات الحكومية والأهلية بالتخلص من ضعف حضورها عبر هذه المنصات الحيوية والجديدة. وأكد المشاركون في الندوة التي نظمها ملتقى إعلاميي الرياض «إعلاميون» يوم الثلاثاء الماضي بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة بالرياض تحت عنوان: (تعزيز الإعلام لمفهوم «المواطن رجل الأمن الأول»)، أن هناك حلقة مفقودة بين الأجهزة الحكومية والأهلية ووسائل الإعلام في التصدي للشائعات والمشاركة الفاعلة فيما تنتجه قنوات التواصل الاجتماعي وتوظيف التغيرات الحديثة في بيئة الاتصال لصالح الوطن والمجتمع. وتحدث في الندوة الدكتور محمد الزكري مدير الجامعة العربية المفتوحة في المملكة والدكتور عبدالرحمن العتيبي أستاذ الاستراتيجية الإعلامية وعميد كلية اللغات والترجمة في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ورئيس قسم الإعلام في جامعة الملك سعود سابقاً، والدكتور سمحان الدوسري مساعد مدير إدارة الجودة العلمية والتطوير في مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية والدكتور محمد السيد نائب مدير أكاديمية الحوار الوطني في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيما أدار الندوة صالح المرزوق عضو ملتقى «إعلاميون» ومدير عام إذاعة الرياض سابقاً. وقال المتحدث الأول الدكتور محمد الزكري مدير الجامعة العربية المفتوحة في المملكة « إن أمننا يحتاج خطط وبرامج عملية لتعزيز الأمن ومساندة جهود المؤسسات الحكومية الكبيرة في هذا الموضوع الحيوي، مطالباً المؤسسات التعليمية بأدوار تكاملية مع وسائل الإعلام لخدمة المجتمع عموماً، وفي جانب الأمن خصوصاً. واتهم الزكري المؤسسات التعليمية بأنها مقصرة بدورها الحيوي في تعزيز دور المواطن في الأمن، وأنه يجب أن تكون لديها استراتيجيات عملية لذلك. واعتبر الزكري وزارة الداخلية هي الجهة المركزية والاستراتيجية، لذلك لا بد أن يكون لديها المحتوى الذي يساعد المواطن على القيام برسالته من خلال قنوات التواصل الاجتماعي التي سيطرت على مصادر معلومات الفرد. واستطرد مدير الجامعة العربية المفتوحة في السعودية «نحتاج جهة تعلق الجرس في الإعلام الأمني»، مرشحاً جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لتقوم بهذا الدور الريادي في هذا الجانب الوطني. وأضاف بأنه «بالإمكان المساهمة بفاعلية في تشكيل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من جهات تخطط وجهات تنشر أو تقوم بالدور الإعلامي» من جانبه، دافع الدكتور عبدالرحمن العتيبي أستاذ الاستراتيجية الإعلامية عن وسائل الإعلام وأنها ليست المعنية بمهمة التوعية وقطع الطريق على الشائعات التي تبثها قنوات التواصل الاجتماعي، مطالباً مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية ومنها الجامعات بمدها بالمعلومات لكي تُحظِّر المواطنين لتجسيد مفهوم المواطن رجل الأمن الأول. وأضاف «على الجهات الأمنية العمل باستمرار على تعزيز الوعي بدور المواطن في الأمن، وتبقى وسائل الإعلام أدوات، وأن وزارة الداخلية على سبيل المثال تحتاج جيشاً من الإعلاميين لخلق موازنة في سوق الرسائل الإعلامية في حياة المجتمع والحد من الرسائل السلبية الضخمة، وأنه هذا الأمر متاحاً عندما تجهز المواطن ليكون إعلامياً إيجابياً». وشدد الدكتور العتيبي على أن قنوات التواصل الاجتماعي وضعت القوة في يد المواطن، وهدمت نظرية حارس البوابة الشهيرة في الإعلام، معتبراً بعض الحملات التوعوية وقتية وليس لها ديمومة تساهم في تحقيق الهدف الاستراتيجي للتوعية وتحقيق أهدافها عبر الأجيال. وأعتبر أستاذ الاستراتيجية الإعلامية، بأن الإعلام لدينا ليس ضعيفاً كما ينظر له من بعض الجهات الحكومية أو حتى المتخصصين، محملاً المسؤولية على من يستخدم هذه الوسائل في كيفية استخدامها. وطالب بتوظيف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة التوظيف الحقيقي الذي يثمر عن تحقيق الأمن للمجتمع ومشاركة المواطن في حيثيات تحقيقه. على الطرف الآخر، أكد الدكتور سمحان الدوسري مساعد مدير إدارة الجودة العلمية والتطوير في مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية، أن الأجهزة الأمنية لا يمكن أن تقوم بمفردها بتوعية المجتمع وتعزيز مشاركته الأساسية في تحقيق الأمن، موضحاً أن للمؤسسات الإعلامية دوراً كبيراً ومهماً في رفع المستوى الأمني لدى أفراد المجتمع لأنهم شركاء مؤثرون. وشدد على أن مفهوم الوقاية الاستباقية، هو أن المواطن يبادر قبل وقوع الجريمة وبذلك تتكامل جهود المواطن مع رجل الأمن، وأن المؤسسات المجتمعية الأخرى (الأسرة والمدرسة والمسجد) والوسائل الإعلامية هي مكملة لأدوار الأجهزة الحكومية في تحقيق الأمن. وكشف الدكتور الدوسري عن أن المنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش تستخدم قنوات التواصل الاجتماعية للتأثير في النشء وتجنيد صغار السن، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية أطلقت مبادرة الشفافية التي تعزز الجوانب الأمنية وتحقق ما أسسه الأمير نايف بن عبدالعزيز بأن «المواطن رجل الأمن الأول. وذكر بأن عدسة مواطن هي من سجلت المشهد البطولي لرجل الأمن جبران في الحادثة الإرهابية في حي الياسمين بالرياض. وأعاد الدكتور محمد السيد نائب مدير أكاديمية الحوار الوطني في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، «الكرة» لملعب وسائل الإعلام وأنها جزء أساسي وشريك في تنشئة المواطن كرجل أول للأمن، وأنه يأتي قبلها دور الأسرة الأساسي ثم بقية مؤسسات التنشئة الأخرى كالمدرسة والمسجد. وقال الدكتور السيد: «لدينا في السعودية مشكلة كبيرة في المفاهيم، لذلك جدليتنا لا تتوقف حول كثير من القضايا والأدوار والمهام التي يتوجب علينا القيام بها». وحذر السيد من قنوات التواصل الاجتماعي وأنها تختطف المواطن من مصادر المعلومات الموثوقة، مشيراً إلى دراسة قام بها أحد المراكز بالداخل كشفت أن بعض الشباب السعودي يتابع القرارات والمعلومات الرسمية من معرفات ومنصات غير معرفات ومنصات الجهات الرسمية، قائلاً: كشف دراسة أقيمت في السعودية عن الشائعات أن 83 % يرون أن الشائعات تؤثر على حياتهم وقراراتهم. وأثنى نائب مدير أكاديمية الحوار الوطني في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، على نجاح وزارة الداخلية في تعزيز مشاركة المواطن في التصدي للإرهاب ومحاربته، موضحاً أن بيانات الداخلية المستمرة والمنظمة خلقت شعور اطمئنان وثقة في قدرات الداخلية في تحقيق الأمن للمواطن وحمايته.

مشاركة :