جاهدة وهبي غنّت لعمالقة الفنّ فأعادت الحضور إلى الزمن الجميل

  • 2/4/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تألقت العاصمة اللبنانية بسهرة غنائية، أحيتها الفنانة اللبنانية جاهدة وهبي على مسرح «بيار أبو خاطر» في «الجامعة اليسوعية». واستمتع الحضور الذي فاق عدده 600 شخص بسماع أغانٍ أعادته إلى زمن الفنّ الأصيل الذي بات يفتقده على الساحة الغنائية حاليًا. رافق وهبي في هذه الأمسية الغنائية أعضاء فرقة الأوركسترا الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو عبد الله المصري، فشدت بصوتها العذب لأكثر من ساعة أغنيات لعمالقة الفنّ العربي أمثال فيروز ووديع الصافي وأسمهان وعوض الدوخي، لوّنتها بواحدة للفرنسية إديت بياف. واستهلّت الحفلة التي حضرها وزير الثقافة غطّاس خوري وحشد من أهل الفنّ، وفي مقدّمتهم مارسيل خليفة، بمعزوفة من مقام الراست لملحّنها عبد الله المصري اختارها من مجموعة مؤلّفات «بوليفيونيّة العربية»، تلاها عزف لأغنية «زوروني كلّ سنة مرة» لسيد درويش، رافقها أداء متناغم لكورال الكونسرفاتوار الوطني الذي أشرف على تدريباته مديرته عايدة شلهوب. بعدها أطلّت جاهدة وهبي على المسرح الذي اكتظّ بمحبّيها وقد افترش بعضهم أرض المدرج، فيما بقيت شريحة أخرى واقفة في ظلّ عدم وجود أماكن تتسّع للجميع. وكانت ترتدي زيًّا أسود طعّمته بشلحة مخمليّة مطرّزة ألقتها على كتفها، فاتّسمت المشهدية بخطوط شرقية تراثية. وصدح صوتها في أداء متمكّن لأغنية الراحل وديع الصافي «رح حلّفك بالغصن يا عصفور»، لامست فيها الحضور بصوتها الدافئ والمتناغم مع طبقات غنائية مختلفة، فشكّلت بذلك العنوان العريض للحفلة، ألا وهو الفنّ الأصيل. واختارت الفنانة اللبنانية أغنية «طلعلي البكي» لفيروز، مؤدّية إياها على طريقتها مع فريق الكورال، مختتمة بذلك القسم الأول من الحفل. ولتطلّ إثر عزف مقطوعة موسيقية لمارسال خليفة بأغنية «دخلت مرة الجنينة» لأسمهان تلتها أغنية «صوت السهارى» للمغني الكويتي الراحل عوض دوخي، فأطربت سامعيها الذين راحوا يصفّقون لها إعجابًا بأدائها المحترف. بعدها ألقت جاهدة وهبي كلمة مقتضبة رحّبت فيها بالحضور، مبدية سعادتها الكبيرة لوقوفها على المسرح وللمرة الأولى بمعيّة المايسترو عبد الله المصري، وقالت: «أهدي هذا الحفل لوطني لبنان لإظهار الوجوه الثقافية والحضارية الحقيقية له، وفي ظلّ كل هذه الغوغائية على الساحة الفنية وازدياد منسوب السخف والملح في حنجرة الأغنيات، كان لا بدّ من تقديم حفلة مماثلة لتسليط الضوء على جمال تراثنا الفنّي». وخلال الاستراحة، عزفت الأوركسترا الوطنية اللبنانية أغنية «رح نبقى سوا»، من كلمات الشاعر جوزيف حرب وألحان زياد الرحباني، رافقها فيها أداء جوقة المعهد الوطني للموسيقى، فتفاعل الحضور معها مصفّقًا حماسًا ومشاركًا في الغناء جماعيًا، وفي مقدّمتهم فنانون معروفون أمثال سميّة بعلبكي وأميمة الخليل. وفي الجزء الأخير من الحفلة أدّت جاهدة وهبي أغنيتها «أنجبني» لأحلام مستغانمي، وقد ختمتها بتوجيه تحيّة لها من على المسرح (كانت من بين الحضور)، ولتقدّم بعدها «في ظلام الليل» لفيروز التي كان قد لحّن كلماتها لجبران خليل جبران الموسيقار الراحل زكي ناصيف. أما مسك الختام فكان مع أغنية «je ne regretterien» لإديت بياف التي شكّلت مفاجأة الحفلة، لا سيما أن الجمهور كان توّاقًا لسماعها تغنّي للفنانة الفرنسية الراحلة بعد أن أعلنت أكثر من مرة أنها في صدد تحضير حفلة غنائية كاملة تؤدي فيها أغاني بياف بعد أن طعّمت كلماتها بالعربية. وبعدها دعت الفنانة اللبنانية مديرة جوقة المعهد الوطني للموسيقى عايدة شلهوب إلى المسرح، شاكرة إياها على تدريبها المحترف للجوقة. وكان قائد الأوركسترا عبد الله المصري قد طالب الجمهور بالتصفيق للفنان مارسيل خليفة تحية له، وذلك إثر انتهائه من عزف إحدى مقطوعاته الموسيقية خلال الحفل، فوقف هذا الأخير شاكرًا له مبادرته.

مشاركة :