دراسة: البدناء أقل عرضة لـ«ألزهايمر» والخرف من غيرهم

  • 2/4/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت البدانة مرض العصر تعزى له الأمراض المزمنة الممتدة بين السكري وأمراض القلب والدورة الدموية، إلا أن نتائج دراسة أميركية جديدة ترى أن البدانة قد تكون حاجزًا أمام مرض العصر الآخر «ألزهايمر» في تسلله إلى أعصاب الإنسان المسن. وتقول الدراسة الأميركية، التي نشرت في مجلة «الطبيب الألماني»، إن البدناء أقل عرضة من غيرهم للإصابة بالخرف الناجم عن الشيخوخة، وعن «ألزهايمر». وتوصلت إلى نتيجة أخرى مفادها أن البشر الأكثر تعلمًا أقل عرضة لهذا المرض أيضًا. وتعتبر نتائج الدراسة من جامعة ميشيغان الأميركية مفاجئة، لأنها تأتي عكس التوقعات العلمية التي تقول إن مرض ألزهايمر والخرف سيزدادان في المجتمع نتيجة زيادة معدل أعمار البشر بسبب التقدم الطبي وتحسن الرعاية الصحية. هذا، لأن نسبة البدناء في العالم ترتفع أيضًا، وتنتشر بقوة من البلدان الصناعية إلى البلدان الفقيرة. وتقدر منظمة الصحة العالمية معاناة 35 مليون إنسان من مرض «ألزهايمر» على المستوى العالمي، منهم أكثر من مليون ونصف المليون ألماني، وأكثر من 5 ملايين أميركي. ويطلق العلماء على هذا المرض اسم «السكري3» بالنظر لسرعة انتشاره وتحوله إلى «مرض» شعبي يقلق بال البشرية منذ سنوات. وتتوقع الدراسات أن تتضاعف الإصابات بمرض «ألزهايمر» مرتين ونصف المرة حتى عام 2050، ما لم يتم التوصل إلى علاج له. وهو سادس سبب للوفيات في الولايات المتحدة في عام 2014. شملت الدراسة 21 ألف أميركي من سن تزيد على 50 سنة وتابعت وضعهم الصحي وقوة ملكاتهم العقلية طوال الفترة الماضية. وفحص الباحثون قدرات هؤلاء الناس العقلية في سنة 2000 لأول مرة، ثم أعادوا الفحص في سنة 2012. واستخدم العلماء المقابلات المباشرة والمقابلات الهاتفية في الفحص وركزوا على القدرات العقلية التي تتعلق بالذاكرة والقدرة على التركيز وغيرها. وكانت النتائج، بين المسنين من معدل عمر 65 سنة، أن 11.6 في المائة منهم في فحص 2000 كانوا يعانون من الخرف، لكن نسبتهم انخفضت إلى مجرد 8.8 في المائة سنة 2012. وقال كينيث لانغا، رئيس فريق العمل الذي أعد الدراسة من جامعة ميشيغان، إن نسبة تراجع الخرف بين المشمولين في الدراسة بلغ 24 في المائة. والمهم أيضًا أن نسبة الذين يعيشون منهم في بيوت رعاية العجزة انخفض في الفترة نفسها بنسبة الثلث من 4.4 في المائة إلى 2.8 في المائة. واعتبر لانغا هذه النتائج تحديًا للعلم، لأن ظاهرة تراجع الخرف الناجم عن الشيخوخة رصدت أيضًا في الدنمارك وبريطانيا وتراجعت في العقود الأخيرة بنسبة الربع. ثبت من الدراسة أيضًا أن الأمراض المرافقة للشيخوخة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، ارتفعت نسبتهما بين المسنين الأميركان الذين شملتهم الدراسة خلال 12 سنة. وارتفعت أيضًا في الفترة ذاتها نسبة المتعلمين والدارسين بين المسنين، وهذا يضيف عاملاً آخر هو دور العامل الاجتماعي في تراجع الخرف، بحسب تصريح لانغا. واعتبر لانغا هذه العوامل الاجتماعية مساعدة للدماغ في مقاومته عوامل تراكم بيتا - اميلويد التي تسبب تنكس عمل خلايا الدماغ. وبعد أن كانت البدانة، والدهون في الجسم، تعامل في العلم كعامل مهم في تقليص انتشار الدم والمواد الغذائية إلى الدماغ، بل وتسرع عملية تراكم بيتا - اميلويد في خلايا الدماغ، توصلت الدراسة الجديدة إلى العكس. وذكر لانغا أن البدانة الخفيفة مكسب للمسن في الصراع ضد الخرف و«ألزهايمر»، لأنها تفاقم الحالة في منتصف العمر، لكنها تعيد للمرء «لياقته» العقلية بعد تخطي الستين. وفسر الباحث هذه النتائج على أساس أن الأنسجة الدهنية تحتوي على كثير من هرمون الإستروجين الذي يحمي الأوعية الدموية الدقيقة والخلايا العصبية. وينطبق ذلك على مادة «ليبتين» التي تحافظ على مرونة «قرن آمون» (الهيبوكامبس) في الدماغ وتقوي حفظ الذاكرة. هذا ناهيكم بحقيقة أن الأكثر بدانة لا يعانون في الشيخوخة من قلة الفيتامينات، وخصوصًا الفيتامينات التي تعزز عمل الجهاز العصبي. وكان العلماء من جامعة ماسترخت الهولندية حذروا من علاقة الكولسترول بـ«ألزهايمر»، وذكروا أن من يعاني من انخفاض كوليسترول LDL في منتصف العمر سيكون أقل عرضة لـ«ألزهايمر» عند الشيخوخة. وجاء في دراستهم هذه أن من يعاني من ارتفاع الكولسترول إلى 250 مغم، وهو في الأربعين يكون عرضة لخطر «ألزهايمر» 3 مرات أكثر من غيره، حينما يبلغ الشيخوخة. وعلى أي حال، حذر كينيث لانغا من أن هذه ليست دعوة للمسنين لزيادة أوزانهم بحجة تجنب الإصابة بالخرف و«ألزهايمر»، لكنها دعوة إلى عدم حرمان الجسم بعد الستين من المواد المفيدة والفيتامين باسم الرشاقة. وهي ليست دعوة للتكاسل والتخلي عن الرياضة البدنية، لكنها دعوة إلى تغذية متوازنة ومبرمجة لجميع المسنين الذين يعتبرون أكثر عرضة من غيرهم لـ«ألزهايمر».

مشاركة :