«بيت الشعر» يمنح جائزة «الأركانة» للشاعر المغربي محمد بن طلحة

  • 2/4/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في حفل ثقافي وفني كبير أقامه في الرباط «بيت الشعر في المغرب»، تسلم الشاعر المغربي محمد بن طلحة جائزة الأركانة العالمية للشعر في دورتها الـ11. وبدا الشاعر بن طلحة، مبهورا بالتقدير الذي لقيه، ووصف أجواء الاحتفال بـ«المحفل الأنيق والباذخ السمو الذي تحضره رموز هندست خريطة الثقافة والسياسة والمجتمع المدني بالمغرب»، فيما وصف «بيت الشعر» أعمال بن طلحة أيضا «بالتجربة الباذخة التي قدمها للشعرية المغربية والعربية والإنسانية، طيلة عقود من العطاء الجميل المتفرد.» وقررت لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية للشعر التي يرأسها الشاعر محمد الأشعري، وزير الثقافة السابق، منح بن طلحة الجائزة لما تتميز به «التجربة الشعرية لهذا الشاعر من لحظة مضيئة في الشعرية العربية المعاصرة، المبنية على تفاعل خلاق، لا مع الشعرية العربية وحسب، بل أيضا مع الشعريات العالمية». وقال الأشعري إن لجنة التحكيم «حققت أسرع إجماع في تاريخها» بشأن تجربة بن طلحة، وأن «الاحتفاء بهذا الشاعر مستحق»، ويشكل «انتصارا لقيمة جمالية استثنائية، وأملا نشهره في وجه من يريدون أن يجعلوا اليأس جزءا من هويتنا»، مضيفا أن التجربة الشعرية لـبن طلحة «علامة بارزة في الشعر المغربي، الذي لم يعد مجرد صوت داخلي مع أنفسنا، بل صار جسرا يربطنا مع العالم». ودعا الأشعري إلى أن «تفتتح المدارس والمعاهد والجامعات أبوابها مشرعة لهذا الشعر الجميل، حيث منبع الجمال واللغة والحرية» باعتبار أن «الأمة التي لا تقرأ شعراءها لا تبني خيال أبنائها.» بدوره، قال الشاعر نجيب خداري، رئيس بيت الشعر في المغرب، في مداخلة بعنوان «شاعر القليل الهائل»، إن بن طلحة، الذي لمع منذ سبعينات المشهد الشعري العربي المغربي: «اختار المراكب الصعبة كلها لكتابة قصيدة مختلفة، منفلتة، تقول المعنى ونقيضه». ورأى خداري، أنه «مضي في إغناء المتن الشعري المغربي والعربي والإنساني، بقليله الهائل، محتشدا بمباهج التخييل وغرابته، من خلال لغة لا تتنازل عن رهافتها ودقتها وصرامتها، كما لا تتخلى عن سخائها واقتصادها الشديدين»، مشيرا إلى أن تكريم تجربة بن طلحة يؤكد أن «التقدير المتزايد عربيا وعالميا لإبداع المغاربة لا بد أن يقابله تقدير وتكريم من داخل المغرب.» ووصف محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي، جائزة الأركانة العالمية للشعر بأنها «إحدى أهم الجوائز في المغرب» التي «تواصل مسارها الاحتفائي بالإبداع المتميز، وتكريس مكانتها الرمزية؛ مما يحصنها بصفتها مكسبا اعتباريا للثقافة المغربية المتلاقحة والمنفتحة على الثقافات»، مضيفا أن «الجائزة إذ تكافئ في دورتها الحالية الشاعر المغربي محمد بن طلحة، تقديرا لإبداعه الرصين والمجدد، تلفت الانتباه إلى ما يحفل به المتن الشعري المغربي والعربي من إضافات نوعية أغنت ديوان الشعر العربي، مثلما تواصل طرح سؤال التجديد والانزياح في القصيدة المغربية المدعوة إلى ارتياد آفاق الحوار مع المتون المختلفة لتحقيق القيمة المضافة الشعرية التي تبرر وجودها». واختتم حفل تسليم جائزة الأركانة للشعر بتوقيع الشاعر أعماله الكاملة التي أصدرها «بيت الشعر» في المغرب، بهذه المناسبة، بدعم من وزارة الثقافة، في 664 صفحة من القطع الكبير، وفي طباعة أنيقة. كما تخلل الحفل معزوفات موسيقية أداها الفنان مجيد بقاس وفرقته، وهو موسيقي مغربي متخصص في موسيقى كناوة ذات الجذور الأفريقية. أصدر الشاعر بن طلحة، المولود سنة 1950، دواوين «نشيد البجع» و«غيمة أو حجر» و«سدوم» و«بعكس الماء» و«ليتني أعمى» و«قليلا أكثر» و«الجسر والهاوية» (سيرة شعرية) و«صفير في تلك الأدراج» و«أخسر السماء وأربح الأرض» و«رؤى في موسم العوسج تحت أي سلم عبرت» و«رماد المعنى»، فضلا عن دراسة باللغة الفرنسية عن الشعر المغربي المعاصر. وسبق لـبن طلحة، الرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب (1979 - 1981) والعضو المؤسس لبيت الشعر ولرابطة أدباء المغرب وللشبكة الجامعية الأورو المتوسطية للشعر، أن حصل على جائزة فاس العالمية للكتاب سنة 2015 عن مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب. وتبلغ القيمة المادية للجائزة 12 ألف دولار، تمنح مصحوبة بدرع الجائزة وشهادتها. وترعاها مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، بتعاون مع وزارة الثقافة، وانطلقت الجائزة سنة 2003 وفاز بها الشاعر الصيني بي ضاو، ثم منحت للشاعر المغربي محمد السرغيني (2005)، والشاعر الفلسطيني محمود درويش (2008)، والشاعر العراقي سعدي يوسف (2009)، والشاعر المغربي الطاهر بنجلون (2010)، والشاعرة الأميركية مارلين هاكر (2011)، والشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا (2012)، والشاعر الفرنسي إيف بونفوا (2013)، والشاعر البرتغالي نونو جوديس (2014)، والشاعر الألماني فولكر براون (2015).

مشاركة :