لفت المنتخب الكاميروني أنظار العالم الكروي خلال مشاركته في كأس القارات التي استضافتها فرنسا عام 2003، وخرج من البطولة بالكثير من المكاسب وعلى رأسها الفوز على المنتخب البرازيلي وتصدّر مجموعته ووصوله إلى المباراة النهائية، لكن هذه الأفراح ذهبت أدراج الرياح بعد المأساة التي تعرّض لها هذا المنتخب في 26 يونيو. فخلال مواجهته لمنتخب كولومبيا في نصف النهائي، تقدّم منتخب الكاميرون بهدف نظيف بعد مرور 9 دقائق، وحافظ على تقدمه حتى الصافرة الأخيرة ليضمن عبوره نحو النهائي، لكن قبل ذلك وعند الدقيقة 72 من عمر المباراة، سقط اللاعب مارك فيفيان فويه بشكل مفاجئ على أرض الملعب، ونُقِـل على الفور إلى المركز الطبي في ملعب جيرلان فــي مدينـــة ليون الفرنسية بعد حصوله على إسعافات أولية على أرض الملعب، لكنه فارق الحياة في المركز الطبي بعد أقل من ساعة بعد توقف قلبه بشكل كامل، وقد أشارت الدراسات بعدها أن فويه كان يعاني من عارض وراثي يزيد من خطر الموت المفاجئ عند ممارسة الرياضة. وخسرت الكاميرون نجماً كان في أوج عطائه عند وفاته، حيث كان فويه يمضي موسمه الثالث مع نادي ليون الفرنسي وهو في الـ 28 من العمر، علماً أنّه مثّل أندية لنس الفرنسي ووست هام الإنجليزي قبل تجربته الأخيرة مع ليون. وعلى الصعيد الدولي، ساهم فويه في قيادة منتخب بلاده نحو السيطرة على القارة السمراء مطلع الألفية الجديدة، حيث تُوّج مع منتخب الكاميرون بكأس الأمم الإفريقية مرتين عاميْ 2000 و2002، علماً أن هذا المنتخب سيحاول غداً الأحد العودة إلى العرش الإفريقي للمرة الأولى منذ الجيل المميز للراحل فويه وزملائه. ولعب فويه دوراً بارزاً في اللقبين الأخيرين للكاميرون، حيث سجل هدفين حاسمين في مرمى غانا والجزائر في نسخة العام 2000، كما أنّه سجل هدفه الدولي الأخير في مرمى مالي في الدور نصف النهائي لنسخة العام 2002. وحصل فويه على جائزة الكرة البرونزية كثالث أفضل اللاعبين في كأس القارات، وهي البطولة التي مثّلت المشهد الأخير في حياة فويه.
مشاركة :