4 فبراير، ليبرفيل، الجابون. هل هي مصادفة إن كوينتن تارانتينو لم يحصل على أي جائزة هامة كأفضل مخرج من قبل، بل وترشح لأوسكار أفضل مخرج وجائزة بافتا وجولدن جلوب 8 مرات ولم يحصل عليها أبدا؟ يبدو أنه مثلي أنا، هيكتور راؤول كوبر. ما أعيشه الآن هو الليلة الأخيرة قبل اللحظة الأهم في مشواري مع هؤلاء الصغار منذ مباراة غانا ولكني لا أشعر بشيء فعلا. القنوات في تلفزيون غرفة الفندق في ليبرفيل ليست كثيرة، ولكني حظيت بفرصة نادرة لمشاهدة فيلم Pulp Fiction مرة أخرى. هل تعلمون أن تارانتينو في المقابل حصل على جائزة أفضل سيناريو 6 مرات؟ تلك الـ24 ساعة اللعينة قبل كل نهائي، تلك الكوابيس التي تهاجمني في اليقظة قبل النوم حول ريال مدريد وركلات الترجيح أمام بايرن ميونيخ وما حدث أمام لاتسيو، أليس هذا سيناريو جدير بأن يكتبه تارانتينو؟ لمن لا يعرفون تارانتينو ممن يقرأون تلك المذكرات إذا قدر لها النشر يوما ما، فهو مخرج أمريكي كتب وأخرج 8 أفلام تشبه تماما سيناريوهات حياتي. أشخاص مختلون، عنف ومجرمين (هل سمعتم عن قصتي مع مافيا نابولي) كوارث، أحداث غير مرتبة وغير متوقعة، ثم حل للعقدة بطريقة لا تخطر على بال. ربما افتقدت حياتي الجزئية الأخيرة حتى الآن. "هل ستذهب إلى النهائي يوم الأحد؟".. "لا سأذهب إلى السينما" جملة قد تخرج من فم فينسنت فيجا، أو جون ترافولتا في رائعة تارانتينو Pulp Fiction إلى جولس وينفيلد، أو صامويل جاكسون أثناء رحلات السيارة الطويلة خلال الفيلم.. حسنا يا مهيب، هيا نذهب إلى السينما. بعض الأشياء تتشابه لدرجة لا يمكن إغفالها.. أو ربما في ذهني فقط. لا يقلقني الآن كريستيان باسوجوج أو بنجامين موكاندجو بقدر ما يقلقني ما أفعله أنا، هالة النحس التي رسموها حول رأسي واقتنعت بها رغم إظهاري عكس ذلك. أحداث غير متوقعة وغير مرتبة، منتخب كان سيدا لإفريقيا في وقت كنت أنا فيه مرشحا لتدريب برشلونة، انهارت السيادة قبل حلمي بتدريب نادي أكبر من إنتر ميلان لأذهب إلى اليونان وجورجيا بينما يفشل هذا الفريق في الوصول حتى إلى كأس الأمم.. لكن ها نحن ذا، على بعد خطوة من اللقب الأكبر في مشواري التدريبي ومصر على بعد خطوة من استعادة السيادة المفقودة. عشرات الأحداث في حياتي وفي حياة هؤلاء اللاعبين تماما مثل تلك الأحداث في حياة جولس وينفيلد وفينسنت فيجا قبل ملاقاة السارقين الصغيرين في المطعم في المشهد الأول/الأخير في Pulp Fiction، هل ترون ما يدور في ذهني قبل 24 ساعة من النهائي؟ ما أريده الآن؟ وينستون وولف وقليل من الحظ. أريد شخصا ما يمحو أخطائي وأخطاء الآخرين خلال النهائيات. أريد فرصة أخيرة وليلة أخرى أسطورية من عصام الحضري وقليل من التوفيق لمحمد صلاح. أريد فقط قليلا من الأكسجين في مدينة تبلغ نسبة الرطوبة فيها 77% وسيناريو تساندني فيه كرة القدم مرة أخرى. في Pulp Fiction، يقوم وينستون وولف بإنقاذ جولس وفينسنت من جريمة قتل قام بها فينسنت دون قصد، ويهرب بهما لتتم المهمة التي وكلوا بها من الأساس وحولها تدور أحداث الفيلم. هل هناك شخصية أفضل من عصام الحضري ليقوم بهذا الدور؟ سأنام، وغدا سيتم حل الأمور الكبيرة وسأتفرغ أنا للتفاصيل الصغيرة كالعادة.. يقولون في مصر إني محظوظ وأنا دائما ما أرى عكس ذلك، ولكن إن فزت غدا لن أمانع أن يعلقوا لافتة على ظهري مكتوب عليها كلمة "محظوظ" بأكبر خط ممكن. لماذا Pulp Fiction ولماذا تارانتينو؟ إذا شاهدت الليلة فيلم الطيب والشرس والقبيح، سأقوم أنا بدور القبيح دائما، والقبيح في رائعة سيرجيو ليون لا يفوز. ولكن في أفلام تارانتينو الكل قبيح لدرجة ما، وأحد هؤلاء القبحاء سيفوز في النهاية.. ومن العدل أن يأتي دوري بعد 61 عاما. فقط لا أريد أن ينتهي مشواري مثلما انتهى مشوار تارانتينو، كثير من الحب والجماهير بلا جائزة مكتوب عليها "أفضل مخرج: كوينتن تارانتينو".
مشاركة :