النادي - رويترز لم يكن مدرب مصر، الأرجنتيني هيكتور كوبر، بحاجة لتذكيره بالنحس الذي صاحبه منذ بداية مشواره التدريبي في كرة القدم قبل 24 عاماً. فكوبر تحدث عن أمله التخلص من هذا النحس في بداية المؤتمر الصحافي، بعد تأهل مصر إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية بركلات الترجيح على حساب بوركينا فاسو، بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي ثم الإضافي. هذا النحس الذي جعله أحد أسوأ المدربين حظاً، بخسارة 5 نهائيات منهم 4 في 4 سنوات متتالية، والأخير في 2010. وقال كوبر: "أتمنى هذه المرة بما أننا في النهائي أن أكون أكثر حظاً، لأنني لست محظوظاً في هذه المباريات". وأضاف: "حظي سيء بالمباريات النهائية، وأتمنى الفوز باللقب لأنه أهم نهائي بلغته بالفترة الحالية وفي مسيرتي التدريبية". فكوبر، الذي بدأ مشواره التدريبي مع هوراكان بعد عام ونصف من اعتزاله اللعب، قاد ريال مايوركا في موسمه الأول مع الفريق إلى نهائي كأس ملك إسبانيا قبل أن يخسر أمام برشلونة. وفي العام التالي بلغ الفريق نهائي كأس أبطال الكؤوس الأوروبية، قبل أن يخسر أمام لاتسيو الإيطالي في النهائي. لكنه استمتع بالثأر من برشلونة بحصد لقب كأس السوبر الإسبانية، وقدم أحد أفضل المواسم في تاريخ مايوركا، حيث احتل المركز الثالث في الدوري والتأهل لدوري أبطال أوروبا. وانتقل كوبر إلى تدريب فالنسيا في 1999، وقاده إلى نهائي دوري الأبطال مرتين متتاليتين. وفي المرة الأولى خسر فالنسيا 0-3 أمام ريال مدريد في 2000، وفي العام التالي خسر بركلات الترجيح أمام بايرن ميونخ بعد التعادل 1-1 في الوقت الأصلي ثم الإضافي. لكن ربما تكون قصة موسم 2001-2002 مع إنتر الإيطالي أكثر حزناً، حيث كان يكفيه التعادل مع لاتسيو في آخر مباراة ليتوج بلقب دوري الدرجة الأولى الايطالي للمرة الأولى منذ 1989.. وبعد 24 دقيقة وجد إنتر نفسه متقدماً 2-1، لكن التحول بدأ في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول عندما أدرك كارل بوبورسكي التعادل للاتسيو. وبدأ حلم كوبر في الانهيار على يد مواطنه دييغو سيميوني، عندما تقدم للاتسيو في الدقيقة 55، قبل أن يمنح سيموني إنزاغي - المدرب الحالي للاتسيو - اللقب ليوفنتوس بتسجيل الهدف الرابع. وقال كوبر بعد أيام قليلة من تلك الهزيمة: "الألم قوي في هذا الوقت.. الألم ما زال متبقياً لكن يجب الاستمرار". وتوقف حلم كوبر في دوري الأبطال في موسم 2002-2003 على يد الغريم والجار ميلان عندما خسر إنتر بسبب قاعدة الأهداف خارج الملعب في نصف النهائي. وبعد أشهر قليلة رحل المدرب الأرجنتيني عن إيطاليا، وخفت بريقه بعد ذلك، وكان أبرز ما فعله على مدار الـ10 سنوات التالية هو قيادة أريس اليوناني لنهائي كأس اليونان قبل الهزيمة أمام باناثينايكوس في أبريل (نيسان) 2010. وبعد فترات غير ناجحة في إسبانيا وتركيا والإمارات وجورجيا، تولى تدريب مصر في مارس (آذار) 2015. والأمر المشترك بين كوبر ومصر في ذلك الوقت أن كلاهما أراد العودة بعد فترة سيئة. فمصر صاحبة الرقم القياسي في الفوز بكأس الأمم برصيد 7 مرات، فشلت في التأهل للبطولة 3 مرات متتالية، وكوبر ظل بلا عمل لمدة عام كامل بعد الرحيل عن الوصل الإماراتي. وفي 28 مباراة مع مصر فاز كوبر في 20 وتعادل 5 مرات وخسر 3، وقادها لصدارة مجموعتها في تصفيات كأس العالم 2018 بعد الفوز على غانا والكونغو. وكانت العودة إلى كأس الأمم بطريقة خيالية بالتأهل إلى النهائي بعد غياب 7 سنوات، وبفريق لا يملك فيه سوى 4 لاعبين خبرة المشاركة في البطولة، وهم الحارس المخضرم عصام الحضري (44 عاماً)، وأحمد فتحي وأحمد المحمدي ومحمد عبدالشافي. وساعد كوبر منتخب مصر على فك عقدة المغرب، وتحقيق أول فوز على غريمه في 31 عاماً، عندما تفوق 1-0 في ربع النهائي بالغابون، والآن أصبحت مصر مطالبة برد الجميل ومساعدة كوبر على فك النحس. .
مشاركة :