محمد عزيزية: «السلطان والشاه» لنبذ الفتن

  • 2/5/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يغلب الطابع التاريخي على المسلسلات التي يتولى إخراجها الأردني محمد عزيزية، من «خالد بن الوليد» الى «سقوط الخلافة» و «خيبر» و «الظاهر بيبرس» الذي نال عنه الجائزة الذهبية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون... من دون أن ننسى أعمالاً أخرى لا تنتمي الى هذه الفئة. ومنها مسلسلان من الدراما المصرية مع النجمة يسرا وهما «قضية رأي عام» (2007) و «في أيد أمينة» (2008)، وكلاهما يدوران في زمن معاصر. عزيزية، انتهى أخيراً في القاهرة من تصوير مسلسل «السلطان والشاه» من بطولة سامر المصري وصفاء سلطان ومحمد رياض ومادلين طبر، وعنه يقول لـ «الحياة»: «هو عمل تاريخي يتناول الصراع الذي دار في زمن الدولة العثمانية في بداية القرن السادس عشر بين المذهبين السني والشيعي، وتحديداً بين السلطان العثماني «سليم الأول» والشاه «إسماعيل الصفوي»، وهي حقبة زمنية شـــائــكة وتعـــج بالصراعات، طارحاً من خلال العمل الظروف والخلفيات التي أدت إلى تأسيس الطائفة الصفوية». وأضاف: «أسعى لتأكيد ضرورة نبذ الفتن الداخلية والمذهبية والبحث عن وحدة الصف، فذاك الصراع التاريخي انعكس امتداده على الحاضر في شكل كبير وغيّر مسار الحياة السياسية في المنطقة العربية، فالتاريخ يعيد نفسه لكننا لا نتعلم من دروسه المتكررة». عزيزية الحائز درجة الماجيستير في الفنون من جامعة كولومبيا العام 1970، تحدث عن شغفه بإخراج الأعمال التاريخية قائلاً: «تركزت دراستي للفنون في الولايات المتحدة على كيفية استخدام الكتل وتوزيعها وهي نمط سائد في الأعمال التاريخية، إضافة إلى أنني أبحث عن قضايا تهمني وتشغلني كعربي، فنحن من أفقر الشعوب بينما ينبغي أن نكون أغناها، ودائماً ما أطرح التساؤل باحثاً عن إجابة حول أسباب انحدار أوضاعنا لهذه الحال». وأضاف: «بوصفي مواطناً عربياً أحمل الهمّ العربي وأعيش في هذه الفترة الزمنية التي تشهد كثيراً من الحروب والصراعات، تساعدني مهنتي كمخرج على تقديم ما استشعره عبر أعمالي». أفضل أن أقدم أعمالي التاريخية من خلال المسلسلات وليس الأفلام، لأن المساحة الزمنية للفيلم محدودة قد تبلغ ساعتين فقط، بينما تمتد حلقات المسلسل الى 30 حلقة وقد تزيد، إضافة إلى أن التلفزيون مجاني وسهل الوصول والتأثير في البيوت كافة، ويحظى بنسبة مشـــاهدة أعـــلى كثيراً من السينما، ويصل إلى المثقف والمتعلم والإنسان العــادي، لذا أحــرص على تــقديم هــذه الأعمال التي يستطيع استيعابها المثقف أو المواطن العادي». وأشار الى أن هدفه «هو طرح القضايا المتعلقة بالأمة العربية، وتناول أسباب تراجعنا واضمحلالنا علماً أننا أغنى دول العالم، ولدينا العلم والثروات والموارد البشرية التي لم نستغلها أو ندعمها يوماً بل نواصل إهدارها، كما أطمح لمعالجة أزمة «هجرة العقول» العربية إلى الدول الغربية عبر مسلسل تلفزيوني، ولكن إلى الآن لم يصادفني نص جيد يتناول هذا الصدد. وأتمنى أن أقدم عملاً يتناول «تجار البشر» الذين يغتالون الآلاف ويدفعون بهم للموت في عرض البحر عبر الهجرة غير الشرعية». وقال المخرج الأردني: «تستهويني صناعة الأفلام، وتتملكني رغبة عارمة في إخراج عمل سينمائي، ولكن لم تعرض عليّ أفلام لإخراجها، علماً أن المسلسلات التي أعمل عليها هي تقريباً أعمال سينمائية، إذ أصوّرها من خلال كاميرا واحدة مثل الأفلام». وأعرب عزيزية عن طموحه بإخراج عمل سينمائي عن النصر والعبور في حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973، مؤكداً أن هذا العمل لا بد من أن يكون نصاً قوياً ويتم العمل على تفاصيله بعقلية عالمية كي يؤرخ بدقة وفي شكل سليم لهذه الفترة، ساعياً إلى تقديمه للعالم بأسره وليس للمجتمع العربي فقط .

مشاركة :