قطع فريق الباطن شوطا كبيرا نحو البقاء في دوري المحترفين السعودي لموسم آخر، بعد تحقيقه فوزين متتاليين في الجولتين الـ16 والـ17 من البطولة على حساب الخليج والاتفاق على التوالي، ليرفع رصيده إلى 19 نقطة، ويكون فقط بحاجة إلى فوز آخر في مباراته المقبلة ضد الرائد حتى يحسم أمر البقاء بشكل مؤكد بين الكبار. وكان الباطن استفاد من قرار تهبيط المجزل على خلفية قضية «التلاعب في دوري الأول»، ليتأهل بدلا عن الأخير إلى دوري الكبار. وكان الباطن تعرض لصعوبات كبيرة مع بداية الموسم، كون الفريق سيلعب في دوري الأولى أو دوري الكبار، مما جعل الإدارة تكون حذرة جدا في عقد كثير من الصفقات التي كانت تنوي القيام، حيث تأخر إعلان الصعود رسميا حتى قبل أسبوعين تقريبا من انطلاقة الدوري. ورغم هذه الربكة فإن الإدارة التي يقودها الخبير ناصر الهويدي نجحت في إتمام غالبية الصفقات التي كانت تود إنجازها مع اللاعبين المحترفين سواء المحليون أو الأجانب. وكما هي الحال لأي فريق، هناك أسماء تنجح وأخرى تفشل، وكانت الفرصة مواتية مجددا في فترة التسجيل الشتوية التي تم من خلالها عقد صفقات، وإن كان بعضها جاء نتيجة ظروف إجبارية مثل حالة هروب اللاعب المصري «حمودي»، مما استدعى شكواه أولا ثم إسقاطه من الكشوفات والتعاقد مع بديل. ولم يتوقف الأمر عند هذا التغيير الإجباري في فترة التسجيل الشتوية، حيث تم التعاقد مع عدة لاعبين محليين، أبرزهم رياض البراهيم العائد لهجر هذا الموسم بعد موسم قضاه مع نادي الاتحاد بالإعارة. إدارة الباطن لم تنتظر الفترة الشتوية للقيام بالتصحيح المطلوب، بل إنها سبقت ذلك بتغييرات كانت ضرورية وعاجلة، من بينها إلغاء عقد المدرب المصري عادل عبد الرحمن، نتيجة التأرجح في النتائج والتعاقد مع المدرب الوطني المعروف خالد القروني الخبير بشؤون الفريق، حيث سبق أن قاده في مواجهتي «الفاصلة» للصعود التي خسرها الباطن بفارق الأهداف بمواجهتي الذهاب والإياب مع الرائد. وبدأ القروني منذ اليوم الأول في تصحيح الأوراق، لكن الفريق لم تتحسن نتائجه بشكل ملحوظ إلا بعد الفترة الشتوية، حيث حقق الفوزين المتتاليين اللذين جعلا الفريق على بعد خطوة من ضمان البقاء. يقول رئيس النادي ناصر الهويدي: «الفريق مر بظروف صعبة، ولكن نجح في تجاوزها، وكان هناك كثير من الإجراءات التصحيحية التي كان من الواجب القيام بها لتحقيق الهدف الأهم وهو البقاء. كانت التصحيحات تتعلق بالجانب الفني ودعم الفريق باللاعبين، والشق الثاني تحديدا توافر بشكل أفضل في فترة التسجيل الشتوية بكون النادي لم يتلق الخبر السعيد بالصعود إلا قبل انطلاقة الدوري بفترة وجيزة، ولذا لم يكن هناك مجال كبير للتدعيم». وأكد الهويدي أن الفوز الأخير الذي تحقق على الاتفاق جعل الفريق في وضع جيد جدا، ولكن الأهم عدم الركون. الهدف لم يتحقق، وهناك طموح أن يحقق الفريق مركزا جيدا في تجربته الأولى بين الكبار. وشدد على أن المواجهة المقبلة للفريق أمام الرائد ستكون بمثابة مباريات الحسم التاريخية، لأن الفوز فيها على الفريق الذي يتساوى مع الباطن في عدد النقاط نفسه سيجعل السماوي في وضع مطمئن أكثر في بقية المشوار بعد أن يرفع رصيده إلى 21 نقطة. وخلال المواسم الأخيرة يمكن للفريق الذي يحصل على نقاط تتراوح ما بين 21 و26 نقطة أن يضمن له مقعدا مؤكدا بالبقاء بين الكبار، ولكن مع إقرار نظام خوض الفريق الذي يحصل على المركز 12 مباراتين فاصلتين مع صاحب المركز الثالث في دوري الأولى التي طبقت الموسم الماضي للمرة الأولى، يبدو أن الوصول إلى النقطة 27 على الأقل هو من يضمن مقعدا مؤكدا بين الكبار. وتبدو هناك زيادة في حمى المنافسة بين الفرق في ظل التقارب النقطي الذي قد يحصل للمرة الأولى هذا الموسم، ما يجعل أنصار الباطن في قلق، خصوصا أن الفتح بدأ رحلة النهوض من كبوته التي كان عليها منذ بداية الموسم، وودع المركز الأخير في الجولة الـ17 بالفوزين المتتاليين على الفيصلي والرائد. كما أن القادسية تحسنت نتائجه، وفاز على النصر، ثم تعادل مع الهلال في آخر مباراتين، وكل هذه المعطيات والأمثلة تؤكد أن دوري هذا الموسم سيكون صعبا على الجميع. من جانبه، بين نائب رئيس نادي الباطن مبارك الظفيري أن الفريق يسير في الطريق الصحيح، ولكنهم لن يسمحوا أن ينام اللاعبون في العسل، المهمة لم تنته، ولم يضمن الفريق حتى البقاء حتى يمكنه أن يفكر في مركز مميز في تجربته الأولى بدوري المحترفين. وأشار إلى أن «المنافسة على أشدها بين الفرق، ولذا يجب أن يحسب للمباريات القادمة ألف حساب، التفاؤل مطلوب، ولكن الحذر واجب وبالغ الأهمية». واعترف أن ناديه عانى كثيرا من الناحية المادية، خصوصا في ظل قلة الدعم المالي الذي تلقاه والذي كان أقل بكثير مما هو متوقع، ولكن كانت هناك وقفة من الرعاة للنادي، والوقفة الأهم كانت من جماهير النادي التي كانت فعلا فاكهة دوري المحترفين بحضورها الكبير وتفاعلها في المدرجات. وأكد أن هناك أمورا كثيرة ستتغير للأفضل في حال بقي الفريق بدوري الكبار، حيث إن هناك خبرة وتجربة سيتم الاستفادة منها إيجابيا بكل تأكيد في الموسم المقبل.
مشاركة :